حمدان: ما يجري في المنطقة ليس تغييراً طبيعياً بل تحولاً جذرياً

الرئيسية » بصائر من واقعنا » حمدان: ما يجري في المنطقة ليس تغييراً طبيعياً بل تحولاً جذرياً
Hamas' senior representative Ousama Hamdan speaks during a news conference in Beirut

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان أن ما يجري في المنطقة ليس تغيراً طبيعياً، بل تحولاً جذرياً، وأن من أخطر هذه التحديات حالة التحريض ضد المقاومة التي نشهدها اليوم، بعد أن كانت المقاومة نموذجاً لعزة الأمة وفخرها.

جاء ذلك في الورقة التي قدمها حمدان للمؤتمر الذي عقده مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الشهر الماضي في بيروت حول التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لعام 2014م.

قراءة للعام 2013

وفي معرض قراءته للعام المنصرم، وصف حمدان البيئة الإقليمية بأنها بيئة متقلبة، كما أن الحراك فيها لا يزال ينطوي على مفاجآت قد لا تكون متوقعة، إضافة إلى وجود صراع متواصل ويحوي أشكالاً جديدة، كالعرقية، والقومية، والمذهبية والأيدولوجية. ويرى حمدان أن كل هذه الصراعات ستكون على حساب القضية الفلسطينية من حيث إشغال الشعوب بهموم أخرى، ناهيك عن تسديد فواتير البقاء للبعض على حساب القضية الفلسطينية.

أما فيما يتعلق بالبيئة الفلسطينية فيرى حمدان أن القضية الفلسطينية تتأثر بما يجري إقليمياً، كما أن مشروع التسوية يشهد تعثراً وقد لا يحقق إنجازاً أو حلاً نهائياً، إلا أنه قد يفرز عنه اتفاق إطار جديد.

وفي ذات الصدد فإن الموقف الصهيوني يدفع المفاوض الفلسطيني إلى الارتماء في الحضن الأمريكي. مما يعني وجود استعداد للتنازل عن قضايا أساسية لدى المفاوض الفلسطيني.

وفي استكماله لقراءة المشهد الفلسطيني، يشير حمدان إلى أن الحصار على غزة ما زال مستمراً، ناهيك عن استمرار ملاحقة المقاومة في الضفة، وعدم إنجاز المصالحة في العام الماضي.

أما موضوع البيئة الدولية، فيرى حمدان أن الكيان الصهيوني ما زال يحافظ على موقعه بالنسبة للغرب والولايات المتحدة بشكل خاص، مما يعني أن بقاء "إسرائيل" وأمنها ما زال عنواناً أساسياً هاماً في السياسة الأمريكية. كما أن اللاعبين الدوليين قد غاب دورهم عن القضية الفلسطينية. في حين تشهد البيئة الصهيونية تزايداً في الاستيطان دون وجود أفق للتراجع عن هذا المشهد، خصوصاً في ظل البيئة اليمينية العدوانية، إضافة لذلك فالكيان الصهيوني يعيش حالة من النشوة، حيث إن سوريا تدمر، ومصر تتآكل من الداخل، بالإضافة إلى أن الراغبين بالبقاء يخطبون ودها، وخير مثال على ذلك، التعزية بوفاة شارون مجرم الحرب بحق الفلسطينيين من قبل مصر والإمارات.

وفيما يتعلق بالمقاومة، فيرى حمدان أن منتصف العام الماضي انتعشت فيه المقاومة وبدا هناك فرصة لإحداث التغيير في المعادلة القائمة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، وهو على الأقل يشير إلى وقف حالة الانهيار وتوفير غطاء إقليمي للمقاومة الشعبية والمسلحة الفلسطينية، الأمر الذي يعني توفر بيئة حاضنة للمقاومة وفرصة لتطويرها. إلا أن التحول الذي جرى في مصر أطاح ولو لفترة بهذه الفرصة، بل بدى أن هذا التحول يشكل تهديداً كبيراً للمقاومة، في ظل العمل على شيطنتها واستمرار التحريض ضدها.

بين يدي العام 2014

يرى حمدان أن الواقع الفلسطيني أمام معادلة جديدة، متعددة العوامل، حيث إن هناك شعوباً ثائرة، وقوى ثورية تثبت قدرتها على الاستمرار والتطور، في حين أن هناك من لا يزال يراهن على الولايات المتحدة التي تعمل على ضمان مصالحها، وعلى رأسها مصالح الكيان الصهيوني.

وفي ذات الوقت يستبعد حمدان وصول المنطقة إلى حالة من الاستقرار السياسي قبل نهاية العقد الراهن، وما يترتب عليه من انعكاسات تجاه القضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد أوصى أسامة حمدان في ورقته التي كانت بعنوان "العمل المقاوم في بيئة متغيرة"، ببعض التوصيات المطلوبة من الجانب الفلسطيني والمتمثلة بما يأتي:

1- المحافظة على استمرار المشروع الوطني الفلسطيني من خلال:

أ‌- استمرار وتطوير المقاومة، مؤكداً على أن هذا الخيار ازدادت أهميته في مرحلة التحولات العربية، مشيراً إلى أنه يجب أن لا يتم التقليل من قدرة المقاومة على الاستمرار مهما كانت الظروف والتحديات، سواء أكانت تحديات داخلية والمتمثلة بحالة الانقسام وما يترتب عليها من تنسيق أمني مع الكيان الصهيوني بما يعني استهداف المقاومة، أو تحديات العدو الصهيوني والذي يواصل حصاره للشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار عزل الضفة عبر الجدار والمستوطنات، ناهيك عن التحدي الإقليمي والذي يجاهر بالعداء ضد المقاومة في بعض الأحيان.

وفي المقابل فإن هناك أموراً إيجابية أهمها تنامي وصعود قوى في المنطقة تحمل العداء للكيان الصهيوني، فضلا عن استمرار الداعمين التقليديين للمقاومة الفلسطينية.

ب‌- عدم تقديم أية تنازلات، حيث يمكن أن يتم ذلك من خلال إرادة وطنية جامعة، لا سيما في ظل التعنت الصهيوني والانحياز الأمريكي، والفشل الدولي في منح الفلسطينيين حقوقهم. وهذا بدوره يمنع حصول التنازلات وحماية الحقوق والثوابت الوطنية.

ج- إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني لتحقيق المصالحة على أسس صحيحة وراسخة.

2- استعادة دور الشتات الفلسطيني من خلال إحياء قضية العودة واللاجئين، وتفعيل دور الشتات في الفعل المقاوم ضد الاحتلال.

3- التوازن في التعامل مع التقلبات والتطورات والتحولات الجارية في المنطقة، ضمن قاعدة أساسية تضمن بقاء القضية في خارطة أولويات المنطقة، وتضمن موقفاً إيجابياً من القضية يدعم المشروع الوطني الفلسطيني، وتبحث عن كل ما هو إيجابي في هذه التحولات لصالح القضية الفلسطينية.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • مركز الزيتونة
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

أسوأ رمضان يمر على الأمة أم أسوأ أمة تمر على رمضان؟!

كلمة قالها أحد مسؤولي العمل الحكومي في قطاع غزة، في تقريره اليومي عن المأساة الإنسانية …