عبادة انتظار الفرج.. كيف نحققها؟ (1-5)

الرئيسية » بصائر تربوية » عبادة انتظار الفرج.. كيف نحققها؟ (1-5)
995957_426990110752904_30997007_n

اللجوء إلى الله في الشدة فطرة إنسانية

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ ومَنْ والاه، واهتَدَى بهداه.

وبعدُ، فإنَّ للمحنِ والشدائدِ فوائدَ عظيمةً لا يُدركُها إلا أربابُ البصائر وأُولُو النُّهَي، والحكماءُ من ذوي النظرِ النافذِ والقراءةِ العميقةِ لسننِ اللهِ الكونيةِ والقدريةِ ولوقائعِ التاريخِ وحوادثِ الدُّهورِ والأيام.

ومن أهم تلك الفوائد: تعلُّقُ القلوبِ بالله وإحساسُها بالعبوديةِ التامَّةِ لجبَّارِ السمواتِ والأرضِ، حتى ولو لم تكنْ آمنتْ به من قبلُ، وتنسى آلهتَها المزعومة من الملائكةِ والبشرِ وغيرهم، لأنها تدركُ يقينًا أنْ لا سبيلَ للنَّجاةِ من الشِّدَّةِ إلا باللُّجوءِ إلى القويِّ القاهرِ سبحانه، مع أنها قد تنسَى ذلك بعدَ النجاة، وهذا ما جاءَ في آياتٍ كثيرةٍ في القرآنٍ العظيم، منها (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ). (يونس 12).

ومنها (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ). (يونس 22-23).

ومنها (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا). (الإسراء 67).

وهذا فرعونُ نموذَجُ الطُّغيانِ والاستكبارِ الأعظمُ في تاريخِ البشريةِ نكَثَ بوعدِه بالإيمانِ بالله إذا كشفَ اللهُ عنه الرِّجْزِ، وظلَّ على غَيِّه وادِّعاءِ الألوهية إلى آخرِ عمُره (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين). (يونس 90).

إنها صرخةُ الاستغاثةِ والنجدةِ، تنطلقُ من ضميرِ الإنسانِ إلى تلك القوةِ المطلقةِ، التي يؤمِنُ بوجودِها دونَ أنْ يراها.

فإذا ضاقتْ بالعبدِ السُّبُل، وانقطعتْ بالمكروبِ الحِيَل، فإنه يندفعُ بفطرتِه، يستغيثُ بربِّه، ويلجأُ إليه، يقينًا بأنه وحدَه القادرُ على كشفِ الكرْبِ ورفْعِ الضُّرِّ (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ). (الأنعام 63-64). يعني: اللهُ وحدَه هو الذى يُنْجِيكم من هذه المخاوفِ والأهوالِ ومن كل غَمٍّ يأخذُ بنفوسِكم، ثم أنتم بعد هذهِ النجاةِ تُشركون معه غيرَه، مُخْلِفين بذلك وعدَكم، حانِثِين فى أَيْمانكم.

المؤمِنُ ينتظِرُ الفَرَج:

إذا كان هذا عامًّا في الإنسانِ مؤمنًا كان أو كافرًا عند الشِّدَّة؛ فإنَّ المؤمنَ يكون من عباداتِه فيها: انتظارُ الفرَج، وترقُّبُ انكشافِ الغُمَّة من الله تعالى، وقوةُ الرجاءِ، وحُصولُ الاضطرارِ، والافتقارُ إلى الله، والانكسارُ بين يديْ جبَّارِ السماواتِ والأرض، فقد أخرج الترمذى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ».

ذلك أنّ أشرفَ العبادات تَوَجُّهُ القلب بهمومِه كلِّها إلى مولاه، فإذا نزل به ضِيقٌ انتظرَ فرجَه منه لا ممَّن سِواه.

إذا ضاقَ أمرٌ فانتظِرْ فرجًا                فأصعبُ الأمرِ أدْناه من الفرجِ

وتكونُ المحنةُ للمؤمنِ سببًا مُقَوِّيًا لذلك ودافعًا إلى شِدَّةِ التعلُّقِ والارتباطِ بالله، ومهما تأخَّرتْ عنه الإجابةُ فإنه لا يَمَلُّ ولا يَيْأَسُ، بل يزدادُ عُبوديَّةً وقُربًا وأملًا ورجاءً، ومن ثم يحقِّقُ أحدَ أهم أسبابِ الإجابةِ وهو الاضطرارُ (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ). (النمل 62)، وتأمَّلْ قولَ ابنِ عطاء الله: «لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاحِ في الدّعَاءِ مُوجِبًا ليأسِكَ، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ، لا فيما تختاره لنَفْسكَ، وفي الوقْتِ الذي يريدُ، لا في الوقْتِ الذي تُريدُ». ذلك أنَّ المؤمنَ الذي يتعرَّضُ لتسلُّطِ المجرمين علَيْه مظلومٌ، وقد وعدَه اللهُ بإجابةِ دعوتِه، فقد قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أخرجه أحمدُ والترمذي وحسَّنه: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».

كيفَ تكونُ عِبادةُ انتِظارِ الفَرَج؟

رُبَّما يتصوَّرُ العبدُ أنَّ انتظارَ الفرجِ يعني أنْ يقعدَ الإنسانَ منتظِرًا شيئًا يأتِيه منْ وراءِ الغيْبِ دونَ بذْلِ جُهدٍ منه، وهذا خطأٌ محْضٌ، فانتظارُ الفرج الذي هو عِبادةٌ ليس قُعودًا ولا استسلامًا للواقعِ والظُّلمِ، وإنما هو عملٌ قلبيٌّ رُوحيٌّ، وعملٌ عقليٌّ فكريٌّ، وعملٌ ماديٌّ حسيٌّ، فهو اكتسابٌ للأسبابِ كلِّها في الحقيقةِ، وما ألطفَ ما قال ابنُ عطاءِ الله: «إرادتُكَ التجريدَ مع إقامةِ الله إِيَّاكَ في الأسبابِ من الشَّهوةِ الخفِيَّةِ وإرادتُكَ الأسبابَ مع إقامةِ الله إِيَّاكَ في التجريدِ انحطاطٌ عن الهِمَّةِ العَلَيَّةِ».

ونحن في ثورتِنا المباركةِ المنصورةِ بإذن الله في أمسِّ الحاجةِ لأن ندركَ معنى انتظارِ الفرج، وكيفيةَ تحقيقِ هذه العبادةِ العظيمةِ في واقعِنا، وسوف نستعرضُ بعضَ صُوَرِ تحقيقَها في هذه السلسلةِ من المقالاتِ بإذنِ الله، سائلين اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ ينصُرَ الحقَّ وأهلَه الثابتين عليه، وأن يخذُلَ الظالمين الانقلابيين ومَنْ ساندَهم في ظُلمِهم وأعانهم على بغْيِهم.

 انتظارُ الفرج ببذْلِ الجُهْدِ لكشفِ البَلِيَّةِ، ودفْعِ المُصيبةِ، وتخفيفِ آثارها:

حتى وإنْ كانت هذه الأسبابُ في الظاهرِ مما لا يكافِئُ الشدَّةَ النازلةَ، فنحنُ إنما أُمِرْنا باكتسابِ الأسبابِ المتاحةِ قَدْرَ الاستطاعةِ، والنَّصْرُ إنما هو من اللهِ وحدَه، فانتظارُ الفَرَجِ لا يكونُ أبدًا بالقُعُودِ وتركِ الأسبابِ بزعمِ التوكُّلِ على الله.

وكلما أُغْلِق أمامَك بابٌ فابحثْ عن بابٍ آخر، وكلما امتنعَ منك سببٌ فتعلَّقْ بسببٍ آخر، واستعِنْ بسُننِ الله في الكونِ بعضِها على بعض. يقول الأستاذُ الإمامُ حسنُ البنا رحمه الله: «لَا تُصَادِمُوا نَوامِيسَ الكَوْنِ فإنَّها غَلَّابةٌ، ولكِنْ غالِبُوها واستَخْدِمُوها وحَوِّلُوا تَيَّارَها، واستَعِينُوا ببَعْضِها على بعضٍ، وتَرَقَّبُوا ساعَةَ النَّصرِ، وَمَا هِيَ مِنْكُمْ بِبَعِيد».

لا تَيْأَسَنَّ إذَا مَا ضِقْتَ مِنْ فَرَجٍ            يَأْتِي بهِ اللهُ في الرَّوْحَاتِ والدُّلَجِ

وَإِنْ تَضَايَقَ بَابٌ عَنْكَ مُرْتَتَجٌ                 فَاطْلُبْ لِنَفْسِكِ بَابًا غَيْرَ مُرْتَتَجِ

 قال ابنُ عطاءِ الله: «سَوابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدَارِ»، فمهما كانتْ هِمَّتُك وتوفُّرُ الأسبابِ لديْكَ فلنْ تحقِّقَ ما هممْتَ به، إلا أنْ يكونَ قد سبَقَ في قَدَرِ الله وقوعُه، فإن وجدتَ سورَ القَدَرِ مضروبًا ووجدتَ نفسَك أمامَ سبيلٍ مسدودٍ فلا تتوقَّفْ أمامَه، بل ابذُل الجهدَ في غيره ممَّا تملكُ فعلَه، مُستعِينًا بالله مُتَعلِّقًا بجنابه:

إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْراً فَدَعْهُ             وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ

وَصِلْهُ بِالدُّعَاءِ فَكُلُّ أَمْرٍ                سَمَا لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لَهُ وُلُوعُ

 وبالتالي فعلينا اكتسابُ الأسبابِ لكسْرِ هذا الانقلابِ الدمويِّ الفاشيِّ الذي يريدُ أن يستبدَّ بشعبِنا الحرِّ، وأن يعيدَه إلى عُصورِ القهرِ والذلِّ والعبوديةِ، حتى لو لم تكن بعضُ تلك الأسبابِ في ظاهرِها (في نظرِ البعض) مؤدِّيةً إلى النتيجةِ المرجُوَّة، لأننا نعلمُ أنَّ اكتسابَ الأسبابِ في ذاتِه عبادةٌ، والفعلُ الحقيقيُّ إنما هو لله ربِّ العالمين، وقد كان قومُ نوحٍ يسخَرون من صُنعِ السفينةِ، لأنهم لم يكونوا يرَوْنَ من صُنْعِها فائدةً (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ).

(سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (هود 38-39).

وكان نوحٌ عليه السلام نفسُه يدرِكُ أنها ليستْ سِوَى ألواحٍ ودُسُر، وليستْ هي العاصمةَ بذاتها من الغرقِ، ولهذا لما ظنَّ ابنُه أنها لنْ تنفعَ مع أمواجٍ كالجبالِ، والتجأ إلى قِمَّةِ الجبلِ قال له نوحٌ عليه السلام (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِم). (هود 43).

إنَّ انتظارَ الفرجِ من الله تعالى يُنْعِشُ العبدَ المؤمنَ، ويدفعُه بقوةٍ إلى اكتسابِ الأسْبابِ المعِينةِ على تجاوُزِ المحنةِ قدْرَ المستطاعِ، ولا تمنعُ الشدائِدُ –مهما عظُمَتْ- المؤمنين من الاستمرارِ في جهادِهم ومراجعةِ أنفسِهم والاستعانةِ بالله حتى يُنْزِلَ عليهم نصرَه وتوفيقَه (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). (آل عمران 146-148).

واجباتنا:

على ذلك فإنَّنا معاشرَ الثُّوَّار مطالَبُون باكتسابِ أسبابِ النصرِ في ثورتِنا المظَفَّرة بإذنِ الله، من خلال: تعميقِ الصلةِ بالله ذكرًا ودعاءً واستغفارًا وقيامًا بالليل، ومن خلال: استمرارِ الحراكِ الثوريِّ، والتفنُّنِ في وسائلِه السلميةِ المبدِعةِ، والتطويرِ المستمرِّ في وسائلِ مواجهةِ القمعِ الانقلابيِّ، والتحديثِ المستمرِّ لآلياتِ وفاعلياتِ الثورة، والتوعيةِ المنتظمةِ للثوارِ ولجماهيرِ الشعبِ بحقائقِ الثورة وإنجازاتِها، والحشدِ المستمرِّ لطوائفِ الشعبِ حولَ أهدافِ الثورةِ الأساسية (العيش – الحرية – العدالة الاجتماعية – الكرامة الإنسانية)، ونشْرِ المكاسبِ الرائعةِ للثورةِ والثوارِ على الأرضِ، وكشْفِ التراجُع المستمرِّ للانقلابِ ورُعاته ودُعاتِه والرعبِ الذي يكبرُ في صدورِهم يومًا بعد يوم، والتأكيدِ على أن النصرَ الكبيرَ يقتربُ بقدْرِ ما تشتدُّ عزائمُ الثوار، وتتّحِدُ جهودُهم، وتذوبُ خلافاتُهم، ويقوى ثباتُهم، فيأتيهم فرجُ الله القريبُ إن شاء الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). (الأنفال 45).

ولْنَكُنْ حريصينَ كلَّ الحرصِ على سلميَّةِ ثورتِنا، وعلى تمامِ الحَذَرِ من محاولاتِ الانقلابيين خِداعَنا أو استفزازَنا وجَرَّنا بعيدًا عن هذه السلميَّة، حتى يجدُوا لأنفسِهم ويُقدِّمُوا للعالمِ مبرراتٍ وذرائعَ لما يرتكبونَ من جرائمَ، بعد أن انكشفُوا أمامَ الدُّنيا كلِّها، ولا ننسَى شعارَنا الذي أعلنَّاه منذُ بدايةِ الثورةِ على هذا الانقلابِ الدمويِّ الفاشيِّ (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ). (المائدة28).

وأما القصاص من القتلة فقادم بإذن الله مع انتصار الثورة المباركة (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا). (الإسراء51).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

هل مِن الأفضل أن تكون ذكيًا أم على حق!

يميل الكثير من الناس - عادةً - لإثبات أنهم على حق أو الإقدام على الأمر …