قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل: "إنَّ شعبنا الفلسطيني لم يتعب ولم يوقف مسيرة الجهاد والمقاومة إلاّ بتحرير فلسطين كل فلسطين، من بحرها إلى نهرها، ومن شمالها حتى جنوبها، وحتى تعود القدس حرّة ودرّتها المسجد الأقصى المبارك، ويعود اللاجئون والأسرى في السجون الصهيونية إلى أرض الوطن".
وأكَّد مشعل في كلمته خلال الاحتفالية التي نظَّمها الأسرى المحرّرون في صفقة وفاء الأحرار يوم أمس الجمعة 14/3/2014م، بالعاصمة القطرية الدوحة، تكريماً لعودة جثامين الشهداء التي كانت مدفونة فيما عرف بمقبرة الأرقام إلى ذويهم في الضفة الغربية؛ على أنَّ "القضية الفلسطينية اليوم بأمسّ الحاجة أن تخرج من حالتها الراهنة التي تكالبت عليها المؤامرات، ولا مخرج لها إلاَّ بتجديد روح المقاومة والجهاد والاستشهاد، والذي سيكون قريباً بإذن الله"، مشدّداً على أنَّ "الضفة الغربية المحتلة ستستعيد مجدها؛ وهي ضفة القسَّام والصحابة والتابعين والشهداء والصالحين والعلماء، الذين لهم في تاريخ الأمَّة مقام عظيم".
وأضاف مشعل: "إنَّنا نستبشر بعودة جثامين الشهداء الأطهار عودة لروح المقاومة، فطالما الجهاد عزيز، والشهداء كرام وعظماء، لا طريق لنا إلاَّ به"، مشيرًا إلى أنه هاتف بعض عائلات الشهداء المسترجعة جثامينهم؛ ومن بينهم الشهيدان ماهر حبيشة وعماد الزبيدي من مدينة نابلس، ووجد الفرحة والتفاعل وكأنما كانت الشهادة بالأمس؛ لأنَّ الشهادة غالية والشهداء عظام، ولأنَّ الجهاد في سبيل الله هو أسمى ما أمانينا، وهو حياتنا".
ونوَّه إلى أنَّ "حياة الشعب الفلسطيني كلّها ذكرى للشهداء؛ ففي هذا الشهر مرَّت ذكرى استشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة، وبعد أيام ذكرى الشهيد القائد المؤسّس شيخ فلسطين أحمد ياسين، وفي الشهر القادم ذكرى القائد العظيم الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي"؛ مبيّناً أنَّ التاريخ الفلسطيني والعربي والإسلامي حافل بالشهداء وذكرى تخليدهم؛ فالشهادة خلود، وحياة متجدّدة.
وأشاد مشعل في كلمته بدولة قطر قائلاً: "حُقَّ لأهل قطر أن يفخروا ببلدهم، وحُقَّ لأصدقاء قطر ومحبيها أن يفخروا بها، والذي في صفحتها كلمات من نور، ومن ذهب، لما قدموه لفلسطين ولأهلنا في غزة، ولكل قضايا الأمة قاطبة"، سائلاً المولى سبحانه أن يحفظ قطر من كل سوء، وأن يجزي أرضها وشعبها وقيادتها وأميرها وحكومتها كل خير.
يذكر أن مقابر الأرقام تطلق على المقابر التي يرفض جيش الاحتلال الصهيوني الإفصاح عن أسماء جثامين شهداء المقاومة الذين يدفنون بها، ويعطى لكل قبر شهيد رقم، إمعانا من جيش الاحتلال بالتنكيل بالشهداء وعائلاتهم.