“منتدى تلاميذ القرضاوي الرّابع”.. إرساء معالم الوسطية والتيسير في الفتوى

الرئيسية » بصائر الفكر » “منتدى تلاميذ القرضاوي الرّابع”.. إرساء معالم الوسطية والتيسير في الفتوى
qardawi

على مدار خمسة أيام وبمشاركة أكثر من 150 داعية وأكاديمياً ومفكراً من 40 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، نظّمت رابطة تلاميذ القرضاوي منتدى تلاميذ القرضاوي الرابع تحت عنوان: ((المنهج الدعوي للإمام القرضاوي.. ملامح وآفاق)) في العاصمة القطرية الدوحة من 27 شباط (فبراير) إلى 2 أذار (مارس) الجاري.

الجلسة الافتتاحية..

انطلقت الجلسة الافتتاحية بقاعة المحاضرات بمركز الشيخ عبد بن زيد الثقافي الإسلامي (فنار)؛ حيث أكَّد العلاّمة يو سف القرضاوي في افتتاح المنتدى على أنَّ المنهج الإسلامي الصحيح يقوم على علم الدراية لا على علم الحفظ والرواية.

وبيّن أنَّ كلمة "الفقه" تختلف عن كلمة "العلم"، موضحاً في الوقت نفسه أنَّ العلم ينظر إلى ظاهر الأمور وسطحها، والفقه ينظر إلى باطنها، واستشهد بقول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.

وشدَّد على أنَّ هذا الملتقى يهدف لترسيخ منهج "الوسطية المجدّدة". وقال: إنَّه "ملتقى شبابي تجديدي يحيي ولا يميت، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، يجدّد فينا فهم الإسلام وأخوة الإسلام".

ولفت فضيلته إلى أنَّ تأكيده على الوسطية ليس اختراعاً منه، ولكن سبقه إلى ذلك مشايخه في الأزهر الشريف، ذاكراً أسماء بعضهم كالشيخ شلتوت والشيخ المدني والشيخ عبد الله دراز، مشيراً إلى أنَّ كتاباتهم ومؤلفاتهم تؤكد ذلك.

 وتحدّث في هذه الجلسة الافتتاحية الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي قال: إنَّ الحديث عن الشيخ القرضاوي لا يوفيه حقَّه في علمه وجهاده وجهوده. ذلك أنَّ العلم منح ومواهب وحكم من الله تعالى يؤتيه من يشاء {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}، وليس كل عالم له دور في البناء والتطبيقات المادية لكن الشيخ كان له الكثير من الجوانب التطبيقية والعملية.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد السلام بسيوني في كلمة أمانة رابطة تلاميذ القرضاوي أنَّ الشيخ أراد هذا التجمّع إسلامياً لا قطرياً فكان له ما أراد، فقد أصبح تلاميذه من جميع القارات والبلدان والأجناس، كما أرادها علمية بلا هوى أو إفراط ولا تفريط ولا غلو، وأرادها منهجية لا تقوم على التطرف فاستجاب الله له واتبع تلاميذه طريقه في التجديد والوسطية والاعتدال دون تحيّز لرأي أو تعصب لفكر.

وقال البسيوني: نجد في تلاميذه السلفيين والإخوان والقياديين البارزين والتلاميذ والمحاضرين والسيّدات، وهؤلاء كلّهم ما جمعهم إلاّ حبّ هذا الرجل الجليل وهي نعمة اختصه الله بها.

وأوضح أنَّ من أهداف الرابطة تأمل منهجه الدعوي بجميع وجوهه الأدبية والحركية والأصولية والدعوية وغيرها من الوجوه التي يعجز الإنسان عن الإلمام بها.

بدوره، أكّد الدكتور أحمد الريسوني أنَّ ملتقى تلاميذ القرضاوي ليس الغرض منه حصر مناقب الشيخ العلامة وغزواته وصولاته وجولاته وبصماته وآثاره في كل مكان ومجال، بل جئنا نستفيد منه وننهل من بحر علمه.

وقال الريسوني: إنَّ أهمّ ما سنّه القرضاوي واختطه لنا إعادة الاعتبار للعلماء، فطوال العقود الماضية كان العالم دائمًا فرعًا للسياسي والاقتصادي ولجميع المهن والمسؤولين سواء على المُستوى الفردي أو هيئات العلماء ومنظماتهم التي تكون أيضًا تابعة لحكومة أو دولة أو جهة، فجاء شيخنا فجعل العالم أصلاً بنفسه لا يأتمر بأمر غيره ولا ينتهي بنهيه، فجعل من العالم أصلاً أصيلاً في كل أمور الدنيا بالفعل.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حاضرة في هذا المنتدى، حيث أثنى رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على جهود فضيلة العلاّمة القرضاوي العلمية والجهادية في صالح القضية الفلسطينية، ومواقفه ودعمه للقضية التي لا تنتهي وأكثر من أن تحصى، مشيراً  للزيارة التاريخية التي قام بها فضيلته لقطاع غزة منتصف العام الفائت على رأس وفد ضم أكثر من 50 عالم من 14 دولة إسلامية، مؤكداً أن محاولات البعض من النيل من مواقفه والتسافه عليه والتقليل من جهوده ومناقبه لا تضيره في شيئ.

 محاور المنتدى:

 في فندق "كوبثورن" بالعاصمة القطرية الدوحة، انتظمت محاور منتدى تلاميذ القرضاوي الرّابع في عشرة جلسات، وكانت على النحو التالي:

الجلسة الأولى: المعالم المنهجية في الدعوة عند الشيخ القرضاوي، وأدارها د. علي القرداغي، وتناولت الأوراق والبحوث التالية:

  1. معالم منهج القرضاوي الدعوي - د. ياسرالصغير.
  2. معالم منهج القرضاوي الدعوي- د. بوننسالم.
  3. المناهج الدعوية المعاصرة من خلال كتابات القرضاوي - د. بسيوني نحيلة.
  4. المرونة في فكرالقرضاوي - سيتيانلاهوري.

الجلسة الثانية: الوسطية والتجديد في منهج الدعوة عند الشيخ القرضاوي، وأدارها أ. د. محمد خليفة، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1.  دور الإمام القرضاوي في نشر الوسطية - عبدالله مكميلوف.
  2. دور القرضاوي في نشر الوسطية- د. فريد هادي.
  3. معالم التجديد في فكرالإمام - أحمد محمد زيدان.
  4. ملامح التجديد الدعوي عند القرضاوي - أسماء غالب القرشي.

الجلسة الثالثة: فقه الأولويات وفقه الواقع عند الشيخ القرضاوي، وأدارها محمد خير موسى، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1. أولويات العمل الدعوي عند القرضاوي - منصورأبوصالح.
  2.  أولويات العمل الدعوي عند الشيخ القرضاوي – محمد عوام.
  3. قراءة في واقعية الدعوة عند القرضاوي - رأفت الميقاتي.
  4.  الدعوة وفقه الواقع عند الشيخ القرضاوي - د. حسن فوزي.

الجلسة الرابعة: وسائل ومؤهلات الدعوة عند الشيخ القرضاوي، وأدارها الدكتور محمد إحسان طالب، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1. وسائل المنهج الدعوي عند القرضاوي - عبدالرحمن الأودن.
  2. وسائل المنهج الدعوي عند القرضاوي - سولا شعبان.
  3. القرضاوي عالمياً - عبدالسلام البسيوني.
  4.  مؤهلات الإمام يوسف القرضاوي الدعوية- نجاة غانية.

الجلسة الخامسة: الاجتهاد الفقهي الدعوي عند الشيخ القرضاوي، وأدارها الدكتور أحمد الريسوني، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1. الشيخ القرضاوي الداعية الفقيه - حذيفة السامرائي.
  2. أصول الاجتهاد والفتوى عند الشيخ القرضاوي – محمد بن سيد أوبك.
  3. الجانب الفقهي في دعوة القرضاوي - فايزالنوبي.
  4. القرضاوي وقضايا الأمة بين التأصيل والتنزيل والتفعيل - د. ربيع حفني.

الجلسة السادسة: المرأة في منهج الشيخ القرضاوي الدعوي، وأدارتها د. أسماء غالب القرشي، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1. الدعوة النسائية عند القرضاوي - جميلة تلوت.
  2. المرأة وقضاياها في فكرالقرضاوي - ماجدة شحاتة.
  3. الدعوة النسائية عند الإمام القرضاوي - محمد زيدان.
  4.  القرضاوي وأطروحاته الجريئة والجديدة في قضايا المرأة – كوثر يونس.

الجلسة السابعة: الشيخ القرضاوي الداعية وقضايا الأمَّة، وأدارها د. خالد السعد، وتناولت الأوراق والبحوث التالية:

  1. تبديد الأوهام حول علاقة الإمام القرضاوي بالحكام - د. ماجد الدرويش.
  2. العلامة القرضاوي وترشيد الصحوة الإسلامية – عبد السلام قنديل.
  3. موقف الإمام العلامة منثورة 17 فبراير الليبية - فرجكندي.
  4. أثر القرضاوي على الصحوة في تركيا - عبد الوهاب مصطفى قاصادار.

الجلسة الثامنة: الشيخ القرضاوي والآخر، وأدارها الدكتور جاسر عودة، وتناولت الأوراق والأبحاث التالية:

  1. المعالم المنهجية في التعامل مع الآخرعند القرضاوي - مسعود صبري.
  2. تعامل القرضاوي مع غير المسلمين - منتهى أرتاليم.
  3. نظرة الغرب إلى الدكتورالقرضاوي - أسامة بهلول.
  4. موقف المدرسة الغربية من الشيخ القرضاوي - ديفيد وارين.
  5. موقف المدرسة الروسية من فكر القرضاوي - سيران عاريفوف.

الجلسة التاسعة: الأثر الدعوي للشيخ القرضاوي في بلاد الأقليات المسلمة، وأدارها محسن عثماني، وتناولت الورقتين التاليتين:

  1. دور القرضاوي في العصرالحديث عندالمسلمين عامة والأقليات المسلمة خاصة – محمد جوهري.
  2. أثر القرضاوي الدعوي في القارة الهندية - د. جسيم الندوي.

الجلسة العاشرة: آفاق مستقبلية ومراجعات نقدية لمنهج الشيخ القرضاوي، وأدارها الشيخ سالم الشيخي، وتناولت الأوراق والبحوث التالية:

  1. نحو رؤية استراتيجية لمستقبل أفضل لمنهج القرضاوي الدعوي - محمد شيخ أحمد وعبدالله عبد الرحمن محمود.
  2. آفاق ومستقبل منهج القرضاوي الدعوي - عماد أبو الرب.
  3. مآخذ على منهج القرضاوي الدعوي - صديق بكر.
  4. مآخذ على منهج القرضاوي الدعوي - نزار محمد.

الجلسة الختامية:

أكَّد العلاّمة القرضاوي في الجلسة الختامية للمنتدى على أهمية أخذ الإسلام كما شرعه الله عزَّ وجل، بلا زيادة أو نقصان، وحثّ تلاميذه على التمسك بالإسلام الصحيح، وحسن فهمه، وتعليمه للأمَّة، ونبّه إلى ضرورة اقتران فهم الإسلام بالإيمان به وتطبيقه والعمل به، والدعوة إليه.

 وشدَّد فضيلة الشيخ القرضاوي على أنَّ الإسلام دعوة عالمية، مشيراً إلى أنَّ في القرآن عشر آيات تؤكّد عالمية الإسلام؛ منها قوله تعالى: "ذكرى للعالمين"، وقوله سبحانه: "ليكون للعالمين نذيرا"، وقوله سبحانه: "وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين".

وذكر أنَّ الإسلام رحمة عامة لكل البشر، لا ينبغي أن يُحرم منها أحد. وقارن بين اجتهاد المنصرين في نشر الإنجيل في العالم، بمئات اللغات واللهجات، وتقاعس المسلمين عن نشر القرآن وعجزهم حتى الآن عن إصدار طبعة علمية عالمية مأمونة لمعاني القرآن بالإنجليزية، أكثر لغات العالم انتشاراً.

 توصيات المنتدى:

وفي ختام جلسات المنتدى يوم الأحد 2 آذار (مارس) الجاري تلا الدكتور أحمد زايد توصيات الملتقى الرابع لتلاميذ القرضاوي التي تركزّت في النقاط التالية:

  1.  السعي الحثيث لنشر الفكر الوسطي، وإرساء ثقافة التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة، كعنوان رئيسي لمنهج القرضاوي في الفقه والدعوة.
  2.  استكمال مشروع العلامة القرضاوي تأسيساً وتفصيلاً وردّاً للشبهات وتوضيحاً للغوامض.
  3.  استلهام روح منهجية القرضاوي وعدم الجمود على آرائه والتعامل مع منهجه بروح مرنة بما يلبي احتياجات كل عصر.
  4. العمل على ترجمة مؤلفات فضيلته إلى اللغات العالمية غير العربية نظرا لحاجة المسلمين لمضامينها.
  5. صياغة روح نقدية لأعمال الشيخ ومنهجه نقداً علمياً يبرز مشروع القرضاوي ويضبطه ويوضح معالمه وخصائصه، ويؤسّس لأن يكون مرجعاً في أكاديميات ومؤسسات البحث العلمي.
  6. إحياء الربانية لدى تلاميذ الشيخ، والعمل على بثّها في علماء الأمة ودعاتها باعتبارها إحدى سمات منهج الشيخ وكونها ضرورة من ضرورات نجاح الدَّعوة.
  7. توسيع دائرة تلميذات القرضاوي وتفعيل دورهن في الدوائر العلمية والدعوية.
  8.  استمرار الدفاع عن الشيخ وتراثه بكل الوسائل الممكنة.
  9. العمل على إعداد دراسة مصطلحية تتناول كافة المصطلحات الواردة في تراث الشيخ تحريراً وتدقيقاً.
  10. عمل كشاف موضوعي لتراث الشيخ ييسر على الباحثين الوصول إلى كافة الموضوعات بسهولة ويسر.
  11. عمل مرصد علمي لمتابعة ما يكتبه الآخرون عن الشيخ وفكره.
  12.  التعاون بين رابطة تلاميذ القرضاوي ومركز القرضاوي للوسطية والتجديد في قطر ومركز القرضاوي بالجزائر.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …