بالأمس نقل لي أحد الفلسطينيين، ما دار بينه وبين أحد المواطنين المصريين، حين فطن المصري الى أن لهجة الفلسطيني مختلفة، وكعادة المصريين في احتفائهم بالغريب أو الضيف، أحب أن يتعرف عليه، فلما عرف أنه فلسطيني أشاح بوجهه متبرماً!
هوَّنت عليه، ونقلت له طرفة حصلت مع ابن أخي إيهاب، وهو خفيف الظل عاش في مصر طويلاً، وكلامه كأبي عمار باللهجة المصرية، لا يخطئها، أوقفه رجل أمن، وحينما سأله عن جنسيته، تمعر وجه الضابط لفلسطينيته، قال له إيهاب: "شايف قلة الأدب، أنا فلسطيني مش كده!"
هذا حال الفلسطينيين في مصر، مشكلة في العمل؛ مشكلة في تعليم أولادهم، مشكلة في تدبير سبُل عيشهم، وأخيرًا مشكلة في تحركاتهم في الشارع، مشاكل تتكرر مع كل اختلاف أو تغيير في السياسة. حدث مثل ذلك، وإن اختلفت العناوين، في 1948 مع المهاجرين لمصر، عبر البحر. وكما هو معروف، هناك آلاف من الفلسطينيين ركبوا البحر، مهاجرين الى لبنان ومصر، ووضعوا جميعاً في حجْر صحي يسمى ‘المزاريطة’، وكان محافظ بور سعيد، آنذاك فؤاد شيرين بك، وتم إخراجهم من الحجر الصحي، على ثلاثة أقسام، قسم يقدر بـ4 آلاف رُحِّلَ إلى قطاع غزة، وتحديداً إلى مخيم المغازي، وقسم يقدر بـ3 آلاف، تم تسفيرهم إما إلى الأردن أو إلى لبنان، بواسطة جامعة الدول العربية، تحت عنوان "جمع شمل العائلات"، والباقي يقدر بسبعة آلاف كانوا ميسوري الحال، أثبتوا امتلاك كل منهم 10 آلاف جنيه فلسطيني (مرادف للاسترليني)، حسب قرار رئيس الوزراء، آنذاك النقراشي باشا، وسارع في نفس الوقت، ومنعهم بقرار وزاري، من العمل حتى بدون أجر! حصل ذلك بعد عدوان 67 المشؤوم وعادت قصة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم.
حصل ذلك، عند حرب رمضان المجيدة في أكتوبر1973 وبعد ثغرة الدفرسوار، حيث اتُهم الفلسطينيون بأنهم هم من تسبب في إحداث الثغرة، لأن ‘كتيبة عين جالوت’ كانت تقيم معسكرها على القناة، في منطقة فايد، وعلى الرغم من أسلحتهم الخفيفة، وبعدهم عن الثغرة، فإن الإشاعة انتشرت كالنار في الهشيم، وسببت ضررًا للفلسطينيين في مصر، أيما ضرر.
وحصل قبل ذلك، مع رفض مبادرة روجرز 1970، حيث تم ترحيل المئات إلى العراق وسوريا، بشخوصهم وبدون أي متاع، أو أغراض أو حتى أوراق ثبوتية، أو شهادات علمية. وتكرر ذلك عند اتفاقية كامب ديفيد والإعتداء على كل ما هو فلسطيني وإغلاق مكتبي "اتحاد الطلبة" و"اتحاد الكتاب الصحافيين الفلسطينيين"، واعتقال الكثير منهم، الى غير ذلك.
وحصل ذلك عند استشهاد الأديب يوسف السباعي (رحمه الله)، حيث تم الهجوم والإيذاء للفلسطينيين، وكان الشعار الأبرز ‘لا فلسطين بعد اليوم’! ونال الفلسطينيون من الضرب والشتم في المدارس والشوارع ووسائل المواصلات الكثير. هذا جندي فلسطيني يُلقى من مترو المطرية، وبنات بالإعدادية والثانوية يضربن أمام زميلاتهن، ومنهن ابنة المسؤول الفلسطيني، صلاح خلف (أبو إياد) حيث كانت عائلته تقيم في القاهرة، وانتقلوا منها إثر ذلك. وتم سحب كل الامتيازات من الفلسطينيين، وما خفي كان أعظم.
قد يكون هذا حال الفلسطيني في أكثر من قطر عربي ولأسباب متنوعة، أغلبها سياسية، لا ذنب للفلسطيني بها، فهم في بلاد اللجوء والبعد عن الوطن، قسرياً، تصرفاتهم تكون في غاية الحساسية، لأن الخيارات التي أمامهم، البقاء أو الهجرة، وهي ليست سهلة، ذلك أن وطنهم تحت الاحتلال، ولذلك يبحثون في كل اتجاه، عن حل لهذه المشكلة، البعض وجدها في أمريكا وكندا، والبعض الآخر في أوروبا واستراليا، لكن يبقى هؤلاء استثناءً من رحلة التعامل مع الواقع المعاش في بلاد العرب العزيزة.
ولا يمكن تبرئة بعض الفلسطينيين من فعل حماقة هنا أو هناك، أو ارتكاب جناية، ولكن أن يتحمل كل الفلسطينيين تبعات هذه الأعمال هو الأمر المستغرب.
يحدث هذا للفلسطينيين، على الرغم من أنهم هم من نقلوا العلم والمعرفة والتعليم لمعظم بلاد الاغتراب، ومعظم رجالات الخليج ولبنان والأردن وسوريا يعترفون بذلك. سأكتفي هنا باقتباس ما كتبه رئيس تحرير جريدة "السفير" البيروتية حول فعل الفلسطينيين في لبنان، في مقدمة مقاله الرائع، "الفلسطينيون جوهرة الشرق الاوسط"، حيث قال: "لا يتخيل الكثير منكم حجم الدور الذي لعبه ومازال الفلسطينيون يلعبونه حتى اليوم في اقتصاد لبنان، وإن كان ذلك عليه تعتيم شديد، فالفلسطيني في لبنان إن كان مخطئا فهي فضيحة وعليها شهود وإن كان منجزا فتكتم على الأمر ولا تعلنه".
وتحدث في مقاله عن كيفبة مساهمة الفلسطينيون، في بناء وتطوير لبنان، وكيف أنهم أطلقوا فورة اقتصادية شديدة الإيجابية، في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، وكيف أن الرأسمال النقدي الفلسطيني أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع في لبنان. (أنظر المقال كاملاً، في "السفير" البيروتية، 7-8-2008).
الفلسطينيون في منتهى الحساسية، في ما يتعلق بحقهم وكرامتهم وتعليم أبنائهم، فمن الممكن أن يختلفوا مع سياسات بعينها، أو يرفضوها، ولكنهم، قطعاً، لم يكونوا، ولو للحظة واحدة، سلبيين اتجاه البلد الذي يعيشون فيه، أو ناكرين لأي جميل أُسدي لهم.
لقد عارض أهلنا في قطاع غزة الرئيس جمال عبد الناصر (رحمه الله)، في أكثر من موقف، وخرجت هذه المظاهرات، ولكنه استجاب لهم، وفتح لهم الجامعات، ووظف خريجيهم من أبناء القطاع، وأوقف المشروعات التي يرفضونها، وأنشأ الكتائب الفدائية مبكراً (كتائب مصطفى حافظ)، وفتح لهم الكليات العسكرية، ونظم قواهم، وجمع كلمتهم على م.ت.ف، وفلسطين لم تغب عن مخيلته، لحظة واحدة، ولذلك حفظ له الفلسطينيون ذلك، فأصبح معشوقهم، بلا منازع، على اختلاف توجهاتهم، أو انتماءاتهم، وأصبح قطاع غزة رمزاً للوطنية، ومنبعاً للجهاد والمقاومة، ورصيداً لكل حركات التحرر، وكان عصياً على الصهاينة، يصعب بلعه، وإن حصل، لم يستطيعوا هضمه.
الحملات اليوم على "حماس"، ومن ثم على الفلسطينيين، خاصة أبناء القطاع المحاصر، يصعب علينا تقبلها، ليس لأنها افتراءات، وتأليف محبك لبعضها، وفج لمعظمها فحسب، ولكن لأن ما يقال ليس من مصلحة "حماس"، ولا قطاع غزة، ولا يمكن أن يصنع أولئك المحاصرون ذلك في أحب الأقطار إلى أنفسهم، حيث هم الجيران والأنساب والأصهار، واعتمادهم على مصر في كل شيء. ومصر هي من أرسلت المئات من المعلمين والقضاة وضباط الشرطة والخبراء إلى قطاع غزة، ليرفعوا من مستواه، ويسدوا العجز فيه.
نعم مصر قدمت الكثير للعرب وللفلسطينيين، ولا ينكر أحد ذلك، ولكن الفلسطينيين، وإن جثم على صدرهم وفوق أرضهم الصهاينة، وكانوا أداة ترويع، وتهديد، وأداة قتل لآلاف من العرب، لا سيما المصريين، فكيف تنقلب الأوضاع، ليصبح هؤلاء الصهاينة هم الأصدقاء، وأهل غزة هم الأعداء؟ على الرغم من أن أهل غزة لم يتسببوا بأي أذى، وقد كانوا تحت الإدارة المصرية، ولم يكونوا قط الشرارة التي ذهبت بالشهداء وبالجنود المصريين (رحمهم الله) في حربهم مع العدو الصهيوني.
ففي عام 1948 كان رجاء الفلسطينيين وتوسلاتهم، بأن يمدهم العرب بالسلاح والعتاد، وهم قادرون على مواجهة العصابات الصهيونية، ولكن القرار العربي كان غير ذلك، ورُفض طلب الحاج أمين الحسيني رأس الحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك (رحمه الله) وذهبت الجيوش، وكانت النكبة.
وفي حرب 1956 لم يكن أهل قطاع غزة، وإن تم احتلاله كسيناء، سبباً في ما حل بمصر العزيزة، ولكن تكالب الغرب وحرصه على انتزاع قناة السويس من أصحابها، وكان مخلب القط للعدوان الثلاثي الصهاينة، بالإضافة إلى الإنكليز والفرنسيين.
وحرب 1967، شرارتها كانت في تحويل مجرى نهر الأردن وإغلاق مضائق ثيران، وطرد قوات الطوارئ الدولية، التي أخذت مهماتها على الحدود وفي مضائق ثيران وفي قطاع غزة بعد الانسحاب الصهيوني في سنة 1956، وليس المحاصرين في قطاع غزة، وحرب 1973 لتحرير سيناء والجولان، وحتى حينما تم الانسحاب من سيناء بقي قطاع غزة تحت الاحتلال.
ما ذنب قطاع غزة، اليوم، حتى تُكال لأهله، ولمن يديرونهم، كل هذه التهم، الأنفاق لم تكن رغماً عن الجيش المصري، ولا بعيداُ عن أعينهم، ولكنها أنفاق غير قانونية، تم غض الطرف عنها، حفاظاً على معيشة أهل القطاع، وعدم تجويعهم ورفع قدرتهم في الدفاع عن أنفسهم، وكل المسؤولين في مصر يعلمون ذلك. صحيح كانت هناك وجهتا نظر حول السياسة مع قطاع غزة، ولكن القرار الذي اتخذه الرئيس الأسبق حسني مبارك، أننا لا يمكن أن نجوِّع قطاع غزة، والسياسة العامة للجيش المصري كانت، كما اتضح أخيراً، في وثيقة المخابرات الحربية التعاون مع "حماس" وليس محاربتها.
الإرهاب في سيناء، تسرَّب لنا منه جزء إلى القطاع، وليس العكس، ودارت بينهم وبين "حماس" معارك لاتزال ذكراها حيةٍ وآثارها بادية. نعم، قد تكون هناك علاقة بين هؤلاء الناس وبعض من شاطرهم الفكر في غزة، ولكن هؤلاء لهم علاقات عابرة للحدود، في كل مكان. تهريب السلاح كان ولا يزال من سيناء إلى قطاع غزة، وليس العكس، فليس هناك من طريق لتزويد القطاع بالسلاح، سوى سيناء، وليس العكس يا سادة. وكثيرًا ما يقال تم الاستيلاء على سلاح شبيه بما تستخدمه "حماس"، وكأن الأمر حكر على "حماس"، نصف العالم يستخدم الأسلحة عينها!
هذه الافتراءات التي صورت "حماس" قوة عظمى، ليواجهها الجيش المصري العظيم، حين يقال عنها إنها هي من قتل المتظاهرين، في أحداث 25 يناير، وهي من اقتحمت السجون وهي من أحرقت المساجد والكنائس، وهي وراء حماية "الاتحادية" وقادة "الإخوان"، أيُعقل هذا؟ وحينما يطلب دليل، يقولون شارة "رابعة" وعرض عسكري، وملابس مكتوب عليها "كتائب القسام"، أو أن القذيفة هي شبيهة بما يستخدمه "القسام" أو عندنا الأدلة، ولا نريد البوح بها! لكنهم يومًا لم يقبضوا على أي من أبناء "حماس" أو "الكتائب"، ولا حتى من أبناء قطاع غزة، لأن أبناء قطاع غزة، تحديدًا أو الفلسطينيين عموما، لن يفعلوا شيئاً من ذلك، لمعرفتهم مكانة وتأثير وأهمية مصر، بالنسبة لكل واحد منهم.
وقد نجد بعض الأفراد من هنا أو هناك، من لا عقل لهم، وهذا غير مستبعد، لكننا حتى اللحظة، لم نشاهد أيا من هؤلاء يفعل شيئاً ضد مصر العزيزة، وشهادة المشير طنطاوي وعنان تؤيد ذلك في هذا الصدد.
"حماس" حركة وطنية فلسطينية، تقدم قادتها قبل جنودها، شهداء، فهذا شيخها أحمد ياسين، وجمال سليم، وجمال منصور، والرنتيسي، والمقادمة، وأبو الهنود، وصلاح شحادة، واسماعيل أبو شنب، ويحيى عياش، وعماد عقل، وغيرهم المئات من الشهداء. وهناك ضحى عشرات آلاف بزهرات شبابهم في المعتقلات سجناء، من أجل وطنهم، "حماس" حركة مجاهدة، ضربت تل أبيب والقدس بصواريخها، ومن قبل باستشهادييها، في كل مدن فلسطين، وقاومت وصمدت أمام الصهاينة في حربين (2009,2008) و2012، ولم تصمد أمامهم جيوش عربية جرَّارة.
"حماس" حركة أصولها إخوانية، و"الإخوان" في غير فلسطين حركة دعوية إصلاحية سلمية، وفي فلسطين حركة جهادية وطنية، لتحرير أرضها، وعودة شعبها. "حماس" اقتصر جهادها على ثرى وطنها، وعملها بين أبناء شعبها، حيث وجدوا دعماً وحشداً لهم من أجل وطنهم، لم يصفها أحد بالإرهاب سوى عدوها الصهيوني، وداعميه، والخلاف السياسي في الإطار الوطني، أو القومي، يجب لا يتخطى حدوده، بإدانة المقاومة، أو المساس بها أو بقدراتها.
الذين يهاجمون "حماس"، لماذا لا يفعلوا ذلك ضد الصهاينة، وضد اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات التي اعترفت للصهاينة باغتصابهم لفلسطين، وحصر أولئك المهاجمين خلافاتهم بالطرق السلمية لإقامة دولة فلسطينية من بقايا الوطن.
إن تصريحات الإعلاميين، والخبراء الأمنيين، وبعض السياسين، ضد "حماس"، ولدّ كراهية المصريين ضد الفلسطينيين، وليس ضد "حماس" فحسب، خاصة أن الكثير من المصريين لا يعرفون ما هيَّ "حماس"، وما هيَّ "فتح"، ولا يعرفون الفصائل الفلسطينية، حيث أنه، منذ خريف 1967، فتحت أبواب مصر لفتح وتنظيمها، وحرمت كل الفصائل الأخرى من الوجود على أرض مصر، وحتى اللحظة لا يوجد للفصائل الفلسطينية جميعها سوى تنظيم "فتح"، أي وجود يذكر، لإبراز المعلومات، والتعريف بالقضية، ولا مكاتب سياسية، ولا منابر إعلامية، ولا وجود تنظيمي.
والإخوة في "فتح" أغراهم هذا الوضع، واستغلوا الوضع المصري الشائك، وأكلوا اللحم الحرام، بدوافع سياسية، ومالأهم آخرون في الساحة الفلسطينية، انطلاقاً من أيديولوجيات حاقدة، تركها أصحابها، وجرّبها شعبنا طويلاً، ثم لفظوها. مع كل ذلك، "حماس" ستبقى وفية لمبادئها، تعرف مصالحها، تحس بنبض شعبها، فلن تبادل العدوان بمثله، ولا الافتراءات الإعلامية بافتراءات مضادة، ولن تتدخل في شؤون أحد، أيا كان، خاصة مصر.
إن قطعوا الاتصال، سنحرص عليه، وسنبقي القنوات مفتوحة، فمصالحنا مع من يحكم، ويختاره الشعب المصري العزيز، ولا دخل لنا، من قريب أو بعيد، بسياسات مصر الداخلية، وسنوضح للعيان حقيقة الاتهامات بدون الفاظ نابية، ولا كلمات جارحة، ولن نقابل الإساءة بالإساءة، رغم كل الضرر الذي حصل لنا، وللمقاومة، وللشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فالحصارالصهيوني لنا هو الأطول في التاريخ البشري، ثماني سنوات طوال، وبسببه كانت الأنفاق، التي أمدت القطاع بالمال والسلاح والطعام والشراب والدواء ومواد البناء ومستلزمات الحياة، وبإغلاقها يعاني الجميع من فقدان كل ذلك، خاصة أن الدولة المحتلة قانونيا،ً لا تقوم بالتزاماتها اتجاه شعب تحت الاحتلال، وفرضت عليه حصارا،ً هي والراعية الدولية، حتى يقبل شروطاً سياسية تنتقص من حق شعبنا، وثواتبه الوطنية، ومستقبل أبنائه.
نحن ندفع نحو تمسكنا بحقنا في المقاومة، ورفضنا الاعتراف بالصهاينة، أو بالتزامات الآخرين اتجاه (إسرائيل)، والأمر ليس متعلقاً بنا كحماس، بل بمواقفنا السياسية، ولو ملنا عنها، لمالوا لنا. ولو ركنا اليهم، لأعطونا أكثر مما يعطون الآخرين، ولكنه الوطن، لكنه الدين، لكنه المقدّس.