تقرير: قيم الوحدة الوطنية والعيش المشترك في مجتمعاتنا

الرئيسية » بصائر الفكر » تقرير: قيم الوحدة الوطنية والعيش المشترك في مجتمعاتنا
moatamar1

عقد بالدوحة يومي الثاني والثالث من نيسان/ أبريل الجاري مؤتمر "الوحدة الوطنية والعيش المشترك" الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، وشارك فيه نخبة مميّزة من العلماء المحقّقين والأكاديميين ورجال السياسة والإعلام من العالم الإسلامي وبعض الشخصيات الغربية.

وأكَّدت اللجنة المنظمة أنَّ المؤتمر يسعى إلى رصد التطور المجتمعي في البلدان العربية وآليات ترشيد العلاقات المجتمعية وتعزيز اللحمة الوطنية للشعوب العربية، وإطلاق حوار هادئ حول التعددية الدينية والإثنية في العالم العربي في إطار العيش المشترك، ومد الجسور بين جميع الفئات والأطياف المجتمعية في العالم العربي.

وبيّنت أنَّ الغاية من تنظيم هذا المؤتمر هي تأكيد قيم التعايش والوحدة الوطنية في مجتمعاتنا العربية، ومواجهة نزعات الكراهية ومظاهر الاحتقان الطائفي التي أدت إلى اضطراب الأمن الثقافي عندما تداخلت الخلافات السياسية بالعلاقات المجتمعية في بعض الحالات الراهنة.

جلسات حوارية

تضمَّن المؤتمر خمس جلسات حوارية: الأولى: حول التعددية الدينية والتنوع الإثني في الوطن العربي (من أجل وحدة وطنية)، والثانية: تبحث الضوابط الشرعية للعلاقات المجتمعية من خلال مراجعة الموروث الفقهي.. فيما تناقش الثالثة النظم السياسية المعاصرة والنسيج المجتمعي.

وخصّصت الجلسة الرَّابعة للثورة السورية من خلال ثلاث قضايا مطروحة للنقاش تتمثل في العلاقات المجتمعية في سوريا بين ثورتين، والأبعاد المجتمعية للثورة السورية، ومستقبل سوريا وإدارة التنوع، وتحدَّث فيها ثلاثة من قادة المعارضة السورية، وهم: الشيخ أحمد معاذ الخطيب والدكتور جورج صبرا والدكتور عبد الباسط سيدا.

الحفل الافتتاحي

خلال الحفل الافتتاحي للمؤتمر قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري الدكتور غيث بن مبارك الكواري أنَّ رسالة المؤتمر تتلخص في "أن هناك حاجة ملحة إلى الحوار في مجتمعاتنا العربية، وأن الشعوب العربية تتطلع إلى بناء الجسور وليس إلى الاصطفاف خلف كتل صلبة سميكة من الحواجز الوهمية الناشئة عن مراحل الضعف والانحطاط، مشددا على الحاجة الماسة إلى المراجعة واستحضار السجل الحافل من تاريخ التعايش في الوطن العربي لاستثماره في توفير مساحة من الثقة الضرورية للتوافق، من أجل بناء الوحدة الوطنية.

ولفت الوزير القطري إلى أنَّ مشاهد الدمار الناشئة عن التشدّد والغلو والتطرف وملاحقة الأفكار الحرة، غريبة عن مجتمعات الشرق مهبط الرّسالات السماوية، مؤكّداً أن "إبادة الشعوب لمجرّد مطالبتها بحقوقها المشروعة في العيش الكريم ورفع الظلم والاستبداد ثقافة غريبة عن ثقافتنا العربية أيضاً".

كما تحدَّث في الحفل الافتتاحي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السَّابق للمنظمة، الذي أكَّد على ضرورة تطوير الأسس التي عاشت عليها الشعوب العربية والإسلامية لتشمل المبادئ الدينية السمحة، مع تحقيق المواءمة بين هذه المبادئ ومنظومة حقوق الإنسان العالمية.

بدوره دعا فضيلة الشيخ راشد الغنوشي مساعد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى ضرورة نبذ الخلافات الدينية والعمل على تحقيق وتأصيل مفهوم المواطنة على أنه بُعد دنيوي حقيقي للتفاهم والتعايش وأنه لا يعتبر مفهوما كفريا.

كما أكَّد الغنوشي في كلمته أنَّ الديمقراطية لا تعني بالضرورة الفكر العلماني وأنَّها نوعٌ من الشورى الذي حثّ عليها الدين الإسلامي لتحقيق الرّفاه والتعامل ما بين الحكام والشعوب لتحقيق الاستقرار والتعايش.

الديمقراطية لا تعني بالضرورة الفكر العلماني، وأنَّها نوعٌ من الشورى الذي حثّ عليها الدين الإسلامي لتحقيق الرّفاه والتعامل ما بين الحكام والشعوب لتحقيق الاستقرار والتعايش

ورأى أنَّ قيام الثورات العربية إنَّما جاء نتيجة فشل الفكر السياسي في إدارة التعدد بشكل حضاري، مشدّداً على ضرورة تطهير هذا الفكر من كل ما يشرع للاستبداد.

وأضاف الغنوشي أنَّ الفشل في الوصول إلى مرحلة التداول السلمي على السلطة يرجع إلى الفشل في إدارة الاختلاف، موضحاً أنَّ مبدأ المواطنة الذي قامت عليه الدولة الحديثة لم يتأسس بالقدر الكافي في الأمة العربية.

كلماتٌ من المؤتمر

* الشيخ راشد الغنوشي: "لقد تمتَّع سكان المدينة من غير المسلمين بحقوق المواطنة ومنها حماية الدولة لهم، مقابل أدائهم واجباتهم في الدفاع عنها، وكان إخلال بعض يهود المدينة بذلك الواجب، إذ تحالفوا سرا مع العدو القرشي الذي غزا المدينة مستهدفا الإجهاز على نظامها الوليد، هو مبرر محاربتهم وإجلائهم، وليس بسبب دينهم، بينما تمتعوا في مختلف إمارات المسلمين على امتداد تاريخ الإسلام بحقوق غبطهم عليها حتى أهل الإسلام".

* الشيخ أحمد معاذ الخطيب: "ليس بيننا وبين العلويين كطائفة أيّ مشكلة، وإنَّما المشكلة مع النظام الذي يعمل على ضرب الطوائف والنسيج الاجتماعي وتأجيج التنازع.. لكن رغم ذلك تبقى العلاقات الاجتماعية قويَّة".

* الأستاذ برهان غليون: "المسلمون يتخبطون في تفسيرات الدين وغير المسلمين يتخبطون في مفاهيم حداثة وغيرها.. لكن حالنا لن يستقيم إلا بالتوافق".. "ما نعيشه في سوريا انهيار للدولة والثقافة والمبادئ الرئيسية التي تنظم المجتمعات، والعنف الذي يعيشه المجتمع السوري غير مسبوق".

* العلاّمة محسن أمين: "غايتنا أن نحقّق للفكر الإسلامي مجالاً لقراءة النصوص الدينية بعين معاصرة تسعى إلى تحديد فكر الحضارة الإسلامي. moatamar1"الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".

* د.فان كونينفسفلد: "ينبغي السماح للمعارضات الإسلامية بالاشتراك في الحكم في إطار توافق مع غيرهم". "القرآن كان ممنوعا من طرف الكنيسة لكن الدولة العلمانية سمحت به في أوروبا".

ختام المؤتمر

واختتم المؤتمر بجلسة حوارية الأولى سلطت الضوء على التعددية الدينية والتنوع الإثني في الوطن العربي (من أجل وحدة وطنية)، والثانية بحثت الضوابط الشرعية للعلاقات المجتمعية من خلال مراجعة الموروث الفقهي.. فيما تناولت الثالثة النظم السياسية المعاصرة والنسيج المجتمعي.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • الإسلام
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    التدجين الناعم: كيف يُختطف وعي الأمة؟ (2-2)

    تحدثنا - بفضل الله تعالى- في الجزء الأول من هذا الموضوع عن:- توطئة عن الموضوع. …