بعد حملة الاستنكار الإعلامية الواسعة التي شنها المصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد مدرب الكاراتيه الموالي للسيسي وأحد المشاركين في حملته الانتخابية والذي تكشفت فضيحته بممارسته الرذيلة مع أكثر من 30 امرأة بعضهن زوجات لشخصيات مرموقة وقيامه بتصويرهن.
ظهر على شاشات الإعلام بعض أصحاب اللحى ممن يسيرون على قاعدة خالف تعرف، وممن يدافعون عن الظالم وأتباعه، تحت حجة أنه ولي أمر.
أحد هؤلاء نادر بكار الناطق الرسمي لحزب النور، وكان من إساءته للحية التي وضعها على وجهه أنه افترى على الرسول صلى الله عليه وسلم واقعة لم تحدث عندما زعم أن رجلا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه وجد رجلا قد زنى بامرأته، فكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجل "ألا سترته بثوبك"!!!
فأي كذب وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك؟ بل إن الحادثة الحقيقية أن الصحابي سعد بن عبادة قال "لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه»، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني".
فالإسلام لا يرتضي لمنتسبيه السكوت عن المساس بأعراضهم أو تدنيسها، ولذلك جعل الإسلام من مات دون عرضه فهو شهيد.
وحرم الإسلام على الرجل الزواج بالزانية إذا لم تتب حتى لا يكون ذلك سببا في الطعن بعرضه أو المساس بكرامته.
لقد كانت العرب في الجاهلية تدفن الفتاة وهي حية خوفا من المساس بعرضها مستقبلا، وكانت الحروب تنشب بين القبائل من أجل الغيرة والحمية على عرض فتاة من القبيلة التي تم التعرض لها، ثم يأتي للأسف من يريد نشر الدياثة بين الناس باسم الدين.
لا نستغرب هذا الموقف من نادر بكار، فشيخه ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والأب الروحي لحزب النور صدرت عنه فتوى، يدعي فيها بأن على الرجل أن ينجو بنفسه إذا تعرضت زوجته للاغتصاب ولم يتمكن من تخليصها إن كانت حياته ستتعرض للخطر!!!
إن ذكور البهائم العجماوات لتقاتل حتى النهاية من أجل الغيرة والدفاع عن أنثاها، ويأتي اليوم من يبسط موضوع الأعراض ويستهين به!!!
لقد ابتلينا في هذا الزمن بمن يشرعنون للطغيان كل أفعاله، ويدعون الناس للصبر على ظلمه وإن ارتكب أقبح الأفعال حتى قال قائلهم "اصبر على ظلم الحاكم وإن هتك عرضك"!!!
أنا لن أستغرب لو صدرت فتوى من أمثال هؤلاء تبيح للحاكم استخدام التهديد بانتهاك العرض أثناء التحقيق لنزع الاعترافات، تحت ذريعة «الضرورات تبيح المحظورات» فلقد أريقت الدماء وأزهقت آلاف الأرواح تحت غطاء شرعي مزيف وفره «مشايخ الجنيهات» الذين أظهرت مقاطع الفيديو لأحدهم وهو يحث على قتل المتظاهرين وهو يقول «اضرب بالمليان».
أسوق هذه الحادثة لحزب النور ورموزه لعلهم يكفون عنا بعض فتاواهم... رأى أعرابي امرأته وهي تنظر بإعجاب إلى رجل غريب، فأخذته الغيرة فطلقها وأنشد قائلا:
إذا سقـط الذبــاب على طعــام... رفعــت يــدي ونفســي تشتهيــه
وتجتنــب الأســود ورود مــاء... إذا كــان الكــلاب ولغــن فيــه