إلى الشيخ ياسر برهامي مع التحية: اشـربـوا مـن الكـأس الـتـي مـلأتـمـوها
شيخ ياسر: قد جاءتكم الفرصة لاختبار الدستور الذي شاركتم في وضعه وقلتم أنه نص على أن دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع.
وها قد جاءتكم الفرصة لاختبار ذلك، فقد قُدِمتم للمحاكمة بحجة ازدراء النصرانية لما ذكرتم أن الاحتفال بعيد القيامة عند النصارى باطل وأقول: كلامك حق فإن عيسى عليه السلام لم يمت حتى يقوم، وهو نص القرآن فقد قال تعالى (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ).
وزعْم النصارى أن عيسى عليه السلام قتله بيلاطس الروماني بتحريض اليهود الذين قالوا لبيلاطس: اقتله ودمه في رقابنا كما هو نص الإنجيل، لم يحدث وأن المقتول المصلوب كان شبهاً لعيسى عليه السلام، واعتقاد النصارى كما جاء في (الأمانة النصرانية) أن عيسى عليه السلام كان ابناً لله منذ الدهور.
ولما ارتكب آدم الخطيئة بأكله من الشجرة، لم يستطع أحد الاعتذار عن جريمته لا آدم ولا أحد من أولاده من الأنبياء والمرسلين، وقد أصبح كل أولاد وذريه آدم مذنبين بذنب أبيهم فأراد الله أن يرفع الخطيئة عن أولاد آدم فأنزل ابنه من السماء وأصبح إنساناً في بطن مريم وولد وعاش إنساناً إلهاً.
وقد لاحقه اليهود ليقتلوه وتم لهم ذلك قتلاً وصلباً على يد بيلاطس الرومي (وكان قتله وصلبه في اعتقاد النصارى ليرفع الخطيئة عن آدم وذريته)، ولكن عيسى بعد قتله وصلبه ووضعه في القبر قام من قبره بعد ثلاثة أيام، وصعد إلى السماء ليجلس بجوار أبيه ليحكم العالم ويدين الأحياء والأموات؟!
هذا موجز اعتقاد النصارى في المسيح، وإذا كنت يا شيخ ياسر قد قلت بأن عيسى عليه السلام لم يمت فقولك حق، وقد جاءتك الفرصة لاختبار دستورك الإسلامي فإن برؤك من هذه التهمة لأنك شهدت بمقتضى دين الدولة الرسمي وشريعة القرآن.
وأما إن أدانوك فأقول لك هذا وقت المباهلة معهم بأن الله قال لرسوله في شأن النصارى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{59} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ{60} فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ{61})، فهذا أوان المباهلة فباهلهم.
وليست المباهلة مع ابن عبد الخالق، الذي قال لك أنك أنت من أرشدت كاتبي الدستور على أن يضمنوه هذا النص الذي يفرغ الدستور من الإسلام وهي أن تكون المرجعية في الشريعة للنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة، فقلت لي أنا لم اقترح وضع هذا النص وإنما الأنبا بولا هو الذي اقترح وضعه في الدستور.
وقلت لي أنا أباهلك على ذلك وأقول لك ما الفرق بين أن تكون أنت الذي اقترحت وضعه في ديباجة الدستور أو أن يكون الأنبا بولا شريكك في وضع الدستور هو الذي اقترحه وأنت وافقت عليه؟! سيّان، ألم تر أن الله خاطب اليهود الأحياء في وقت التنزيل وقال لهم (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وهم لم يكونوا القتلة وإنما آباؤهم ولكن لما كانوا موافقين لآبائهم نسب إليهم القتل والجرم.
وعلى كل حال قد جاءتك الفرصة لتختبر دستورك الإسلامي!! وتدخل في مباهلة صادقة، فإن أدانوك فاعلم أنك قد أدنت بتشريعك الذي شرعته، فاشرب من الكأس التي ملأتها.
وأرى أن الأنبا تواضروس وشركاءك في خارطة الطريق قد استغنوا عن خدماتك مبكراً بعد أن دشنت لهم المشروع النصراني القبطي والذي يقضي بتحويل مصر إلى دولة قبطية وطرد المسلمين العرب إلى جزيرتهم العربية، وتنفيذ قرارات مؤتمر كلورادو في مؤسسة زويمر (زويمر أول منصر في جزيرة العرب).
وها قد بدأ المشروع بالقتل الجماعي وشق الأمة المصرية إلى أمتين يقتل بعضهم بعضا وتخريب المساجد وإفقار المصريين بنقل ثروتهم إلى اللصوص في الداخل والخارج وتحويل ثروة مصر من المسلمين إلى الأقباط وإفقار عامة الشعب وإدخاله إلى الفقر والجوع وتخريب نيل مصر الذي هو شريان حياتها وسر وجودها وإقامة مناحة ومأتم في كل بيت مصري ليفقد الناس صوابهم ويكفروا بدينهم وتبقى الكنيسة في النهاية هي الملاذ.
ولعل يا شيخ ياسر في تقديمك للمحاكمة بتهمة ازدراء النصرانية خيرٌ لك، فربما أوقفك هذا عن اللهاث خلف خارطة الطريق التي باركت كل ما مضى من جرائمها، حتى أنك سببت الخليلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام لتغطي جريمة من جرائم العصر هي أشدها فحشاً وفجوراً.
الخميـس 30 جمادى الآخرة 1435هـ