أصدر يوم أمس 160 عالماً وداعية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، فتوى بتحريم المشاركة في انتخابات "رئاسة الدم" الهزلية والتي نتجت عن الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، مؤكدين أن التصويت على هذه الانتخابات الهزلية، ما هي إلا مسرحية لا غير.
وكانت الفتوى التي تصدر الموقعين عليها، الدكتور العلاّمة يوسف القرضاوي، ود. محمد الحسن الددو الشنقيطي، ود. علي القره داغي، و الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وغيرهم من العلماء، قد بينت أن ما قام به المشير عبد الفتاح السيسي من انقلاب على الرئيس محمد مرسي يعتبر خيانة للأمة المصرية التي انتخبت رئيسها بطريق الانتخاب المشروع، واختارت دستورها ونظامها بالأغلبية، كما أن هذا يعد سنة خطيرة في الدول الإسلامية، لأنه سيصبح كل حاكم مهددا بوزير الدفاع الذي عنده ومن يملك القوة في البلاد.
ودعا العلماء الموقعون على الفتوى جميع المصريين أن يقاطعوا هذه الانتخابات الهزلية، مشددين على ضرورة النهوض لاسترداد قرار الشعب واستعادة نظامه ودستوره ورئيسه الذي اختاره الشعب المصري.
وجاء في الفتوى: "يجب على المسلمين في كل مكان إنكار هذا المنكر القائم، ثمّ مساعدة الشّعب المصريّ في محنته. من أجل ذلك نعلن أن هذا اﻻنقلاب وكلّ ما ترتّب عليه حتّى اﻵن باطل، وهو خيانة للأمة وتعدٍ على حقوقها، وﻻ يجوز اﻹقرار به بحال، ويجب على المسلمين ليس في مصر وحدها بل في كل العالم أن ينكروا هذا المنكر، ويردوه، ويبطلوه، وﻻ يحلّ إقرار هذا الباطل في أمة الإسلام".
وتابعوا: "ومما يزيد هذا اﻷمر وجوبًا أنَّ هذا الباغي المعتدي على اﻷمة أعمل القتل، والتّعذيب، والسّجن، والتّشريد، لكلّ مَن أنكر هذا الباطل، ولَحِقَ هذا العدوان الرّجال والنّساء بل واﻷطفال، فقد أشعلها السيسي حربًا بلا هوادة على الشعب المصري، وجنَّد في ذلك من ساعده في هذا الباطل من القضاء الظّالم، والشّرطة المتحيّزة الظالمة، واﻹعلام المنافق، وقطّاع الطرق (البلطجية) ممّن ﻻ ينتمون إلى دين أو خلق أو نظام".
واستطردوا قائلين: "لسنا نرى مثيلًا لما قام به السيسي ومن شايعه ممّن ثاروا على الرّئيس المنتخب محمّد مرسي إﻻ صنيع مَن قاموا على الخليفة الرّاشد عثمان بن عفان، وأحدثوا فتنة في اﻷمّة، وقد عاقبهم الله جميعًا وأوقع عليهم عقوبته، قال تعالى: {وَﻻَ يحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِﻻَّ بِأَهْلِهِ}، كما ورد اﻷثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((مَن سَلّ سيفَ البَغي قُتل به)).
وحمّل البيان قائد الانقلاب مسؤولية هذه الدّماء التي أراقها، واﻵباء واﻷمهات المفجوعات، فضلا عن اليتامى والثكالى، وعن هذه اﻵﻻم التي حمّلها للشّعب المصريّ، مؤكدين أنّ كلّ ذلك سيلاحقه في الدنيا واﻵخرة، وأنّ الله يملي للظّالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
وأضاف: "ونقول: إنّه هو الذي يملك اليوم الفرصة في الرجوع عن هذا البغي والعدوان، ولو فعل لكان خيرًا له، وللأمة كلّها، ولن ينفعه أن يعلن نجاحه رئيسًا لجمهورية مصر العربية في انتخابات مزوّرة يعلم هو قبل غيره أنها لن تجدي نفعًا، وإﻻ فإنّه سيتحمّل كلّ ما يتمخّض عن هذا الانقلاب من ويلات في الشعب المصري".
وختموا بيانهم قائلين: "إننا نكتب هذا باسم علماء ودعاة وطلبة علم اﻷمة الشرعيين في مختلف البلاد اﻹسلامية، تذكيرًا وإعذارًا إلى الله، وقيامًا بالعهد والميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم من وجوب البيان، وعدم الكتمان، امتثاﻻ لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}، وليكن هذا موقفًا وحكمًا في هذه النّازلة ليعرف ويُعلم بعد ذلك في أجيال المسلمين، وحتى ﻻ يقال: إنّ منكرًا عظيمًا وقع في اﻷمة ولم يجد من ينكره فيعمَّ اللهُ الجميع بعقاب من عنده".
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- بوابة الحرية والعدالة