بعيداً عمَّا يقال في بعض الوسائل الإعلامية العربية والدولية عن طبيعة الصراع الدائر اليوم على أرض العراق، ومحاولات صبغ التحرّك الشعبي ضد حكومة
المالكي الطائفية بأنّه تحرّك إرهابي يقوده تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، وذلك في محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي المتخوّف من هذا التنظيم والذي يصفه بـ "الإرهابي"، فنّد المتحدّث الرسمي باسم "هيئة علماء المسلمين" في العراق، محمد بشار الفيضي، هذه الرؤية والدعاية القاصرة والمغلوطة، وكشف حقيقة ما يجري على أرض بلاد الرافدين من ثورة حقيقية ضد الظلم والاستبداد والقمع والاستعباد الذي يمارسه نظام نوري المالكي ضد المسلمين السنة في العراق على مدار سنوات طويلة.
وفي بيان لهيئة علماء المسلمين في العراق، كشف الشيخ الفيضي وجود أربع قوى فاعلة على الأرض وتقود الثورة حالياً، وأوضح أنَّ القوّة الأولى هي ثوار العشائر، وهم مستقلون، دفعهم الشعور بالظلم الواقع عليهم من النظام إلى الانخراط بالثورة، هدفهم الدفاع عن أنفسهم، ورفض الإهانة التي لحقت بهم من دون مراعاة للأعراف العشائرية التي تحكم العراق.
أمَّا القوة الثانية؛ فهي فصائل المقاومة العراقية الكبرى من بينها "جيش الراشدين"، و"جيش التابعين"، و"كتائب ثوار العشرين"، و"جيش محمد الفاتح"، وغيرها... وهي فصائل قاومت الاحتلال الأميركي، وبعد خروجه توقف نشاطها خوفاً من أن يقتل العراقي أخاه العراقي، ولإعطاء فرصة لإصلاح الأمر من دون قتال، لكنهم عادوا بعدما تأكد لهم أنَّ نوري المالكي ليس صاحب أجندة وتوجهات عراقية، بل هو مرتبط بأميركا وإيران، وتعدُّ هذه الفصائل القوى الأكبر في الثورة اليوم.
وأشار إلى أن ثالث هذه الفصائل المقاومة هي المجلس العسكري لثوار العراق، الذي تأسّس أثناء أحداث الأنبار، وأصبح وقتها ممثلاً في العديد من المحافظات العراقية، وينشط فيه ضباط مستقلون خدموا في الجيش العراقي السَّابق.
أمّا الفصيل الرّابع، فهو تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، الذي دخل في ذروة معركة الموصل، لكنَّه دخل بعدد قليل من المقاتلين لا يزيد عن 500 عنصر و120 سيارة. وهو الفصيل الذي جرى تضخيم قوّته إعلامياً، وتقديمه كأنه اللاعب الوحيد في الأحداث الجارية في العراق حالياً لأهداف بات معروفاً من يخطّط لها ولمآرب سياسية أصبحت أجندات أصحابها مفضوحة.
و في حوار أجرته صحيفة الرياض السعودية مع الشيخ محمد بشار الفيضي بتاريخ 16/6/2014م، أكَّد الفيضي أنَّ النصر الكبير الذي حققه الثوار والانهيارات المتلاحقة لمنظومة المالكي العسكرية والأمنية في محافظة نينوى ليست وليدة الساعة، وإنَّما هي نتيجة العمل المسلح العنيف للثوار الذي بدأت فعالياته الأولى عقب التظاهرات السلمية التي شهدتها (16) محافظة عراقية في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير عام 2011م، والتي قمعها المالكي بالحديد والنار.
ولفت الفيضي "إلى أنَّ بدايات الثورة الشعبية كانت متواضعة، وذلك لأنه لم يكن نية لدى أبناء العراق الذين قاوموا الاحتلال السافر مهاجمة الحكومة آنذاك بغض النظر عن ظروف مجيئها"، مشيراً إلى أنَّ "تعنّت تلك الحكومة واستمرارها بسياسة القتل والظلم ولّدت قناعة لدى الجميع بأنَّ أجندات هذه الحكومة خارجية محضة، وأنَّ مواجهتها أصبحت مشروعة".
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- صحيفة الرياض، وكالات