أصدر المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بياناً حول بداية شهر رمضان المبارك، حيث أشار إلى أن أول يوم في شهر رمضان سيكون يوم الأحد التاسع والعشرون من شهر حزيران/ يونيو، مستدلاً على ذلك باستحالة رؤية الهلال يوم الجمعة الموافق السابع والعشرين من ذات الشهر، وهو اليوم الذي ستتحرى فيه الدول الإسلامية هلال رمضان، معللأ استحالة الرؤية بسبب غياب القمر قبل أو مع غروب الشمس في معظم الدول الإسلامية.
وأشار البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للمشروع الإسلامي، إلى أن رؤية الهلال يوم الجمعة، الموافقة لليلة الثلاثين من شعبان، مستحيلة في جميع المناطق الشمالية من العالم، بالإضافة إلى بعض المناطق الوسطى، وهو ما يشمل العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وذلك بسبب غروب القمر قبل أو مع غروب الشمس، أما ما تبقى من مناطق العالم الإسلامي فإن رؤية هلال شهر رمضان منها يوم الجمعة غير ممكنة إطلاقا بسبب غروب القمر بعد الشمس بدقائق معدودة لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية.
وإضافة إلى ما سبق، فإن البيان المذكور قد أعظى تفصيلات لزمن غياب القمر في الدول العربية، حيث سيغيب قبل غروب الشمس بسبع دقائق في بغداد، وقبل الشمس بست دقائق في كل من دمشق وبيروت، وقبل الشمس بخمس دقائق في كل من الكويت وعمّان والقدس وتونس، وقبل الشمس بأربع دقائق في كل من المنامة والجزائر، وقبل الشمس بثلاث دقائق في كل من الدوحة ومسقط وأبوظبي والقاهرة وطرابلس، وقبل الشمس بدقيقتين في الرياض، وقبل الشمس بدقيقة واحدة في الرباط، ومع الشمس في مكة المكرمة، وسيغرب القمر بعد الشمس بدقيقتين في صنعاء، وسيغرب بعد الشمس بأربع دقائق في الخرطوم، وستكون أطول مدة لمكث للقمر في المنطقة العربية في نواكشوط حيث سيغيب القمر بعد غروب الشمس بتسع دقائق.
"بحسب الحسابات الفلكية، فإن أقل مدة مكوث للهلال والتي تسمح برؤيته بالعين المجردة، هي 29 دقيقة بعد غياب الشمس، وهو متعذر في جميع الدول الإسلامية المختلفة يوم الجمعة السابع والعشرين من حزيران"
ورؤية الهلال في جميع هذه المناطق السابقة هي ما بين مستحيلة وغير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب الفلكي. علماً أن أقل مدة مكوث للهلال والتي تسمح برؤيته بالعين المجردة، هي 29 دقيقة بعد غياب الشمس، وهو متعذر في جميع الدول الإسلامية المختلفة.
وخلص المشروع إلى أن الأحد 29 حزيران/ يونيو هو أول يوم لشهر رمضان المبارك عند من يشترط رؤية الهلال، في حين يكون السبت 28 حزيران أول يوم من أيام رمضان، عند من يكتفي بالحسابات الفلكية ولا يشترط رؤية الهلال.
"يعتبر الإعلان عن رؤية هلال رمضان يوم الجمعة السابع والعشرين من حزيران، بمثابة إعلان للعالم أن لدينا من يتفوق بصره على أقوى التلسكوبات العالمية، كما أنه ينطوي على تجاهل واضح للعقل والعلم اللذين أعلت شريعتنا من شأنهما في مواقف عديدة"
وناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة الجهات المعنية في الدول الإسلامية التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الجمعة، إذ لم يثبت من خلال المعايير وسجلات أرصاد الأهلة العالمية تسجيل رؤية يقينية للهلال لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب وفقاً للمعطيات الحسابية لهلال رمضان ليوم الجمعة. حيث يرى أن الإعلان عن رؤيته في ذلك اليوم بمثابة إعلان للعالم أن لدينا من يتفوق بصره على أقوى التلسكوبات العالمية، كما أنه ينطوي على تجاهل واضح للعقل والعلم اللذين أعلت شريعتنا من شأنهما في مواقف عديدة.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الفقهاء والفلكيين يرون أنه لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس يوم الجمعة من المناطق التي يغيب فيها القمر قبل الشمس، لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ، وعليه فإن رؤية الهلال مستحيلة في ذلك اليوم استحالة قاطعة من تلك المناطق، وهذا معروف مسبقا من خلال الحسابات العلمية القطعية، وقد أقرّ بعض الفقهاء ألا تعارض بين هذه التوصية وبين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال، إذ أن هذه التوصية متعلقة فقط بالحالات التي نعلم فيها مسبقاً أن القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية، وبالتالي فإن تحرّيه ونحن متأكدون أنه غير موجود قد يبدو وكأنه تهميش للعقل والعلم.
كما وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن بداية شهر رمضان، يشهد اختلافاً كبيراً بين الدول الإسلامية المختلفة بسبب موقفها من الحسابات الفلكية، حيث ترفض بعض الدول الإسلامية -وعلى رأسها المملكة العربية السعودية- الاعتماد عليه بالنفي والإثبات وتقبل برؤية الهلال بالعين المجردة حتى لو كان مخالفاً للحقائق العلمية، اعتماداً على قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)). في حين تعتبر بعض الدول الإسلامية – مثل تركيا، ومجلس الإفتاء الأوروبي- الحساب الفلكي دليل إثبات ونفي لبداية الشهور الهجرية، دون اعتماد على إمكانية رؤية الهلال.
وفي ذات الوقت، يرى كثير من أهل العلم الجمع بين الموقفين، عبر اعتماد الحساب الفلكي دليل إثبات لا نفي، وهو الرأي الذي تبناه المجمع الفقهي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث نص على إثبات دخول شهر رمضان وخروجه، ودخول شهر ذي الحجة عن طريق الرؤية الشرعية المنفكة عما يكذبها علماً أو عقلاً أو حساً.
لقراءة البيان الصادر من المشروع الإسلامي لرصد الأهلة.. انقر هنا