رمضان بنكهة الجهاد والرباط والمقاومة

الرئيسية » بصائر الفكر » رمضان بنكهة الجهاد والرباط والمقاومة
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

كعادة الأرض المقدسة العطشى لأبنائها المحرومين من شد الرحال إلى مسجدها الأقصى المبارك، تستقبل شهر رمضان المبارك ثائرة على الظلم، رافضة الانحناء أمام الطغيان المتجبر، المتسلح بأعتى وسائل الإرهاب والقتل والتدمير والترويع..

هي أرضنا المباركة تشكو مصابها لرب الأرض والسماوات وحده وتعض على جراحها كي لا يشمت بها أعداؤها وتغالب دموعها المسكوبة على أطفال القدس وقد استفرد بهم "أشد الناس عداوة للذين آمنوا" فاختطفوا منهم وقتلوا وحرَقوا وأخافوا وأرعبوا وروَعوا..

قدسنا تبكي طفلها محمد أبو خضير شهيد الفجر الذي قتلته قطعان المستوطنين بطريقة تشيب لها الولدان، وتبكي طفلتها سنابل محمد عبد السلام التي دهسها مستوطن حاقد وتركها بين الحياة والموت، وتبكي شباباً ينكل بهم ويعتدى عليهم ليل نهار من قبل المستوطنين والمستعربين وكل من هبَ ودبَ من حثالات يهود.

"إنها أرضنا الطاهرة تقاوم تهويدها بغضب ينذر باشتعال انتفاضة ثالثة في وجه المحتلين بدأت تبدو جذوتها في أحياء القدس وأزقتها وحواكيرها وقراها"

إنها أرضنا الطاهرة تقاوم تهويدها بغضب ينذر باشتعال انتفاضة ثالثة في وجه المحتلين بدأت تبدو جذوتها في أحياء القدس وأزقتها وحواكيرها وقراها، فالمواجهات تتصاعد والتحدي يزداد والمحتل يستنفر أجهزته الأمنية وخسائره تتوالى وخوفه يتعاظم من ذلك المارد الذي بدأ يتململ في مناطق لم يخطر بباله أن تنتفض عليه.

هو رمضان بنكهة التصميم والتحدي من قبل حرائر القدس اللاتي رفضن الخضوع لسياسة إبعادهن عن المسجد الأقصى ومنعهن من الصلاة فيه بحجة إقامتهن للدروس في غير أوقات الصلوات الخمسة ما يفسد خطة التقسيم الزماني ومن بعدها المكاني للمسجد الأقصى وبحجة قيامهن بالتكبير الذي يخيف ويرعب المستوطنين الذين يدخلون الأقصى من جهة باب المغاربة لأداء طقوس دينية في ساحاته.

ولا عجب فمكر بني صهيون جعلهم يضيقون على أهل القدس ويمنعونهم من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك كي تظهر ساحاته للعالم أنها فارغة مع أنها كانت في جميع أشهر رمضان في السنوات الماضية تغص بالمصلين ومن ثم يروج بأنها يمكن أن تقسم بين اليهود والمسلمين فيقام كنيس أو اثنين لهم في ساحات الأقصى.

إنه رمضان يمر على الخليل وقد جثم عليها احتلال بغيض حاول تركيعها بالمداهمات والاعتقالات وتدمير بيوت الأسرى والمجاهدين بحجة الضلوع في حادثة أسر المستوطنين الثلاثة وقتلهم. ويمر على غزة العزة وقد أطبق عليها حصار جائر ظالم تكالبت عليه كل قوى الشر لكسر إرادتها والنيل من عزيمتها وهيهات هيهات، فمن ذاق طعم العزة والكرامة لا يمكن لأي قوة في الأرض مهما عتت وبغت أن تنال منه.

إنها أرضنا المباركة تدعوكم لمساندة الطائفة الظاهرة على الحق التي تدافع عن مسجدنا الأقصى المبارك وأكنافه المباركة وتؤكد على أن عزة هذه الأمة ومجدها وسؤددها مرهون بتحرير مقدساتها من الأعداء وتطهير فلسطين من الغرباء..

إنه قرآننا يقرع مسامعنا بقوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم".

فاللهم شرفنا بنصرة دينك والمسجد الأقصى المبارك وارزقنا فيه صلاة خاشعة هانئة آمنة مطمئنة وقد تطهر من دنس المحتلين وأعد رمضان علينا بصلاة تراويح يكتظ بساحاته المسلمون من كل أصقاع العالم آمنين مطمئنين مستبشرين فرحين بنصر الله وفضله.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …