لماذا تشن الحرب على غزة ؟؟

الرئيسية » بصائر الفكر » لماذا تشن الحرب على غزة ؟؟
حقائق عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس

سؤال لطالما حيّر كثيرا من العرب والمسلمين، لماذا تستهدف آلية العسكر الصهيوني هذا القطاع الصغير؟ لماذا تغلق عليهم كل الأبواب؟ لماذا هذه القطيعة الدولية عن هذا الكيان الصغير؟ كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة تدور في فلكها حول عداء العالم لغزة.

إن المتأمل في هذا القطاع وما هو عليه الآن وما هو متوقع  سيكون عليه أن يعرف جيدا الجواب عن هذه الأسئلة كلها.
فالمسألة ليست مسألة صواريخ أو مسألة أي فصيل يحارب اليهود فقط، المسألة قد تأخذ مدى أبعد من ذلك بكثير.
والعدو ليس هو اليهود فقط، بل هناك مجموعة تحالفية كبيرة النطاق واسعة المدى تقف خلف كل هذه الإجراءات المتخذة بحق هذا القطاع الصغير.

ولعل أبرز الأسباب التي دفعت الكيان الصهيوني المسخ باتخاذ حربه على القطاع يتلخص بالنقاط التالية:

1. منذ نجاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية واليهود قلقين على مستقبلهم وعلى وجودهم على هذه الأرض، فالفرق بين أكبر فصيلين فلسطينيين اليوم حماس وحركة فتح هو طريقة التعامل مع اليهود وطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية؛ فحماس تنظر لفلسطين كل فلسطين أنها أرض مغتصبة وأنه واجب تحريرها، وهي تنظر للإسرائيليين بأنهم أعداء ويجب مقاتلتهم، وتعتمد كل أشكال المقاومة في صراعها مع الإسرائيليين وعلى رأسها المقاومة المسلحة. ولا تعتبر أن المفاوضات أو المساومة هي الحل الوحيد للقضية الفلسطينية.

2. بعد الحسم العسكري الذي حصل في عام 2006م في غزة، وسيطرة حماس على القطاع سياسياً وعسكريا وأمنياً، أصبح القرار الفلسطيني حر وطني لا يتأثر ولا يأخذ أوامره من الكيان الصهيوني.

3. إن وجود جهة نظيفة اليد وسليمة السلوك والأخلاق تواجه الكيان الصهيوني معناه أنه سيواجه أناسا ليس من السهل إسقاطهم، ومن المعلوم لدى الكل أن اليهود لديهم الكثير من الإسقاطات للفلسطينيين والعرب، مما يشكل تهديدا واضحا لأي شخص تسول له نفسه منهم أن يتلاعب مع اليهود، فيسير كما يريدون هم، ليصبح سليب حرية قراره.

4. استقلال غزة هذا كان معناه أن غزة ستعتمد على نفسها منذ تلك اللحظة، وإذا نجحت غزة في هذه المهمة فإن هذا سيحرج كثيرا من الأنظمة، لذلك ابتدأ الكيان الصهيوني وأعوانه بالحصار ظنا منهم أن الناس مهما صبروا فإنهم لن يصبروا على جوع أطفالهم.

5. ولأن الله تكفل بنصر عباده المؤمنين المجاهدين، ولبركة الأرض وصبر أهلها وحسن إيمانهم أبدلهم الله عز وجل بخيارات وخيرات كثيرة، فحكومة حرمت الدعم الرسمي استطاعت أن تبسط الأمان على هذه الرقعة الصغيرة، ووفرت للناس احتياجاتهم من طعام وشراب ومأوى وغير ذلك، كل ذلك بسبب صبرهم وحسن تدبيرهم ووقوف المخلصين من العرب مع هذه القضية الحية.

6. إن القارئ للواقع اليوم وتخطيط قوى الاستعمار ليعلم جيدا أن هذه القوى تسلب قوة الشعوب دوما، فأمريكا وكثير من دول الغرب لا تزال تريد من دول العرب أن تبقى قابعة تحت سيطرتها دون الخروج عنها قيد شبر واحد، لذلك اعتمدت الدول الكبيرة هذه على أن تقدم لهذه الدول المعونات والمنتوجات الرئيسة وبشكل أساسي القمح كي تبقى هذه الدول تبعا لها ولا تستطيع أن تخرج عن رأيها، ولعل هذا من أهم الأسباب التي عجلت بالانقلاب على الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، وهو أن مصر بدأت تنتج غذاءها ودواءها وربما سلاحها في قادم الأيام.

7. لأن حركة حماس حركة تحرر وطني ذات توجه إسلامي، منطلقاتها تنبع من كتاب الله وتوجيهات نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وإن "إسرائيل" ليعلمون تمام المعرفة أن في ديننا جهاداً واجبا علينا في حال اعتدي على شبر واحد من أرضنا، وإن حماس لا تستطيع أن تتنازل عن هذا الشيء مما يجعل التفاوض والتحاور معها طالما هي تحتل أرضها أمرا مستحيلاً.

8. ازدادت في الآونة الأخيرة خطورة المقاومة في غزة، فحماس وسائر فصائل المقاومة استطاعت أن تبني لها قوة عسكرية ضخمة، وهذه القوة إذا اجتمعت مع قوة الإيمان والعزم والإرادة فإنها ستهزم ذلك الجيش الجبان مهما زادت قوة آليته، فالمقاومة الفلسطينية في غزة استطاعت أن تطور نوعية أسلحتها ومداها. فها هي صواريخهم تضرب أغلب مدنهم، وباتت كل مدن الاحتلال تحت رحمة تلك الصواريخ، والتي تحسن أداؤها في الآونة الأخيرة، عداك عن الطائرات وشبكة الأنفاق ومضادات الدروع وغيرها مما شكل هاجسا كبيرا لدى الصهاينة.

9. إن نجاح تجربة حماس سياسيا وعسكريا سيجرد كثيرا من الأنظمة العربية اليوم ويفضح الحقائق، فغزة التي صمدت بل انتصرت في حربين سابقتين واليوم تنتظر النصر بل وتحقيق مطالبها وشروطها، كل هذا لم تفعله الجيوش العربية مجتمعة لا في عام 1948م ولا في عام 1967م حيث الفضيحة الكبرى لجيوش كبيرة مثل الجيش المصري الذي لم يصمد ساعات على غارات العدو آنذاك.

10. وأخيرا فإن غزة اليوم باتت مشروع أمة بأكملها ويجب لهذا المشروع أن ينجح، لأن مشروع غزة باختصار هو مشروع تحرير فلسطين وبيت المقدس بإذن الله ولعله قريب.

أما دور المسلمين اليوم فهو دور ليس بالهين خاصة مع تطور الوسيلة الإعلامية، فالمسلم الذي لا يستطيع أن يقاوم بيده عليه أن يقاوم بفكره فيرفض التطبيع ويفضح جرائم الصهيونية عبر العالم، وينشر مأساة المواطنين العزل والمدنيين في فلسطين، والضغط على الحكومات بأن تتخذ إجرءات تأديبية مع الكيان الصهيوني ولو سياسياً، وكذلك تقديم كل الدعم السياسي والمادي واللوجستي لهذا المشروع ولهذه الفكرة، فغزة ليست فقط للغزيين، وإنما هي لكل العرب والمسلمين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

التدجين الناعم: كيف يُختطف وعي الأمة؟ (2-2)

تحدثنا - بفضل الله تعالى- في الجزء الأول من هذا الموضوع عن:- توطئة عن الموضوع. …