ما تعفّر طهر “حماس” يوماً

الرئيسية » بأقلامكم » ما تعفّر طهر “حماس” يوماً
2014-Gaza_938293439

كتب "فراس أبو هلال" متأثّراً صادقاً لحظة رؤيته أشلاء أسامة خليل الحيّة وزوجته وابنته: "حماس!  كلما "تعفّر" طهرها الثوري جاءها من دماء القادة الشهداء مدد:

استشهاد أسامة خليل الحية وزوجته وشخص آخر من عائلته في قصف صهيوني على منزل العائلة.. لا جديد في الخبر، فقد التحق هؤلاء بكوكبة من القادة وأبناء القادة الشهداء... أحمد ياسين.. المقادمة... الرنتيسي... شحادة... عياش... عقل... عوض الله... أبناء الزهار... أشقاء الحية نفسه.. وآخرون آخرون نعلمهم أو لا نعلمهم... حسبهم الله وهو نعم الوكيل..
لا جديد في الخبر، فالفلسطيني الذي يسمح له بالحياة هو ذلك الفلسطيني الذي لديه الاستعداد لأن ينسى أنه واقع تحت الاحتلال..

لا جديد في الخبر، أيها السفلة من بعض العرب الذين يسألون أين قادة حماس... فحماس ليست بحاجة أن تخبركم، فأمثالكم لا يستحقون انتباهة من حذاء أي مقاوم فلسطيني..
زيادة القصف الجنوني الإجرامي الليلة هو الرد البائس اليائس من دولة الاحتلال على عمليات القسام النوعية يوم السبت، هذه الدولة تقتل المدنيين، فيما تقتل كتائب القسام الجنود.. لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل...

رحم الله شهداء عائلة الحيّة... ورحم الله كافّة الشهداء، الذين يكملون عرساً فلسطينيا لم ينته منذ بدء الاحتلال عام 1948." (انتهى الإقتباس)

هزّتني كلمات فراس، وتلبّستني صورة القائد أبي أسامة وهو في اجتماع مع إخوانه قيادة المقاومة في غزّة قاهرة الغزاة وقد جاءه خبر استشهاد عائلة ابنه كاملة؛ فتضاءلت كلّ العواطف والكلمات أمام صموده؛ فكأنّي بك الثمن يا أبا أسامة.. كبيرٌ كبير بحجم تضحيات ‫غزة..  عوّضك الله.. عوّض الله كلّ ذوي الشهداء.. لن ينالوا من صمودكم فقد بدأتم والنهاية بين أعينكم!! 

لا يا فراس.. ما تعفرّ طُهر حماس يوماً يا فراس، بل تهمتها المبالغة في الحفاظ على طهرها.. لهذا الطهر يحاربها الشقيق. ولهذا الطهر يحاربها العدوّ.. ولهذا الطهر المعطًر بدماء الشهادة ينادي الأنجاس من "قومنا": أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناس يتطّهرون".. حاصَروها.. شَرَّدوها.. دمّروا بيوتها.. سجنوا واغتالوا قادتها.. فما لانت.. جوّعوها يا فراس فما أكلت بثدييها كما هُم يبيعون شرفهم في سوق النخاسة في مواخير الصهاينة.. ويتوضأون بعهر الخيانة لعلهم يتطّهرون !

العدوّ معروف والردّ عليه معروف لدى حماس ويصل إليه عبر جثث جنوده.. فحماس ليست قاتلة أطفال.. العدوّ واحد بيد أن الخائنون والمتخاذلون كُثر.. والردّ عليهم للشعوب والتاريخ لا لحماس!! فحماس مشغولة بصواريخها وأبابيلها وجندلة جنود وضباط غزاة غزّة.

العدوّ يعرف بأس حماس وشدّة شكيمة قادتها وأبنائهم وزوجاتهم وأحفادهم!! لذا فلن يتوقع رجفة يدٍ من أشبالها على الزناد. بيد أنّ الخونة والمتخاذلين سيظنّون أنّ حماس مثلهم؛ سترفع الراية.البيضاء وتأتي لبيت الطاعة! خاب فألهم.. وذلّت جباههم و"فرعنتهم".. فحماس ما رفعت إلا رايتها الخضراء حتى وأيديها مخضّبة بالدماء!

حماس وقادتها يا خونة وأبواق الخونة يعيشون في سماء غير أرضكم الدنيئة.. ويتنفسون مسكاً لا يشبه النّجاسة التي تتنفسونها صباح مساء...رؤسهم مرفوعة دوماً لا يُطأطئونها للبيادة والبسطار حتى وهم يسيرون في جنازات أولادهم ويحملون أشلاء أحفادهم.

موتوا بغيظكم.. ستبقون تحت نعال عدوّكم حتى تأتي حماس وتقتله ثم تدفن عاركم!

قادة حماس يا عبيد البسطار والدينار والدولار والسولار لا يمكن أن يخرجوا من "القرية" الطاهرة ولن يتنجّسوا كما أنتم؛ فالقيادة التي تقود جنوداً يُكبِّدون الصهاينة ما يُكبِّدون ويصمدون كأشجار الزيتون لا يمكن لها أن تهون، لا في ميادين القتال ولا في الأنفاق ولا خلف الصواريخ!  أبدا.. ولا تلهث في بهو الفنادق خلف "المبادرات".

ستبقى حماس عصيّةً كما القدس وغزّة والخليل والجليل وحيفا وجنين ونابلس.. كما كلّ فلسطين، أن ينال منها "إسرائيلي" صهيونيّ أو يشمت بها وبدماء شعبها وأطفال قادتها "عربيّ" صهيونيّ.
دماء آل الحيّة كدماء آل بكر وآل البطش وكل غزّيّ حرّ ستبقى "ناراً يحرق الفجاّرَ حرُّ لهيبها".. ولعنةً تُغرِق الخونة في قعر جحيمها. 

العدوّ لن ينسى هذه الأيام السوداء في تاريخ جيشه العرمرم.. والشعب والتاريخ والأحرار وحماس والأطفال الجرحى الذي يرون أشلاء زملائهم، لن ينسوا هذا الخذلان والخيانات والمؤامرات والمبادرات التي تُصاغ بلسان ليكوديّ مبين!

طوبى للشهداء.. طوبى لأهلهم وذويهم الأنقياء.. طوبى لك يا خليل الحية إذ أكرمك الله بقطعة من الفردوس في معركة.. وطوبى لحماس إذ أكرمها الله بك وبأمثالك من القادة.. وطوبى لغزّة إذ أكرمها الله بحماس.. وطوبى لأمة كان فيها غزّة!!

وإلى لقاء أبا أسامة في عليين مع الوَلدين والحفيديْن شافعين

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …