وابتدأت العشر الثانية .. وباب الفوز برمضان لا يزال مفتوحاً

الرئيسية » بصائر تربوية » وابتدأت العشر الثانية .. وباب الفوز برمضان لا يزال مفتوحاً
العبادة

تمكن أحمد من الحفاظ على جدوله اليومي الذي رسمه ليسير عليه في شهر رمضان المبارك؛ إذ يستيقظ قبل أذان الفجر لتناول سحوره ومن ثم قراءة جزء من القرآن والاستعداد بعد ذلك ليخرج ويؤدي الفريضة، ومن ثم يقرأ جزءاً آخر وينتظر طلوع الشمس ليحظى بأجر حجة وعمرة تامة؛ كما جاء بهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" (رواه الترمذي وغيره).

وبعد صلاة الظهر يفرغ نفسه لقراءة جزء، وبعد العصر جزئين، وبعد العشاء جزئين، ويختم يومه بقراءة خمسة أحاديث، وقبيل الافطار يحرص على قراءة مواضيع رمضانية أو الاستماع للمواعظ، بالإضافة للاكثار من التسبيح والاستغفار.

قطع أحمد شوطاً جيداُ، واستغل العشر الأولى بما يستطيع، لكن هناك من لم يبدأ بعد، ومن لا يزال في تكاسل وانشغال، ومن يظن أن رمضان قد فاته لأنه لم يبدأ بالطاعة من اليوم الأول، لكن رحمة الله عز وجل عظيمة ومفتوحة، فكما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي وغيره: "إن لله في كل يوم وليلة عتقاء، لكل عبد منهم دعوة مستجابة" فلا يزال الباب مشرعا والفرصة متاحة.

العمل الصالح والإقبال على القرآن .. مفاتيح الفوز

الدكتور أحمد الشحروري المحاضر في جامعة الزيتونة الأردنية وفي حديث خاص لـ "بصائر" أكد على أهمية الاستعداد لرمضان قبل دخوله وتنظيم الوقت والتدرب على إدارته من أجل التمكن من استغلال أمثل لدقائق وساعات رمضان الثمينة، ومن لم يتمكن من الاستعداد قبل دخول رمضان، فعليه أن يبادر لذلك بمجرد حلول الشهر الكريم، ومن تهاون في الأيام المنصرمة فعليه أن يعزم على العمل الصالح فيما تبقى من خلال عدم اضاعة الأوقات بمشاهدة التلفاز، والحرص الشديد على أداء الصلاة في المسجد وإدراك الجماعة، وتجنب رفقاء السوء وأماكن اللهو، وعليه الاكثار من ذكر الله والاستغفار على تقصيره والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل نهار.

ويشير د. الشحروري لأفضلية قرآءة القرآن الكريم في النهار والقيام به في الليل ولتكن التلاوة حسنة الأداء بتدبر وفقه، حيث إن تلاوة القرآن الكريم والتزام كتاب الله من أفضل العبادات في هذا الشهر المبارك، وعلى المسلم أن يتوسط في التلاوة فلا يستعجل فيها إلى درجة عدم الفهم، ولا يبطئ فيها إلى درجة قراءة ما هو أقل من جزء في اليوم.

وحول حفظ القرآن في رمضان يرى د.الشحروري إلى عدم الانشغال بالحفظ الجديد في شهر رمضان كون التلاوة تكون مقدمة على الحفظ في هذه الأيام من أجل الاستزادة في عمل الطاعة والبعد عن الانشغال في عبادات يمكن للمسلم القيام بها في الأيام المقبلة، ويمكن المرء تثبيت حفظه من خلال تكرار القراءة والازدياد في الختمات. داعيا القراء لكثرة الحمد وشكر الله عز وجل على نعمة بلوغ هذا الشهر الكريم.

حتى تستغل رمضان بشكل صحيح..

وبعد انتهاء العشر الأولى من هذا الشهر الفضيل، نقدم لكم بعض الاقتراحات التي يجدر العمل بها حتى نستغل ما بقي من هذه الأيام المباركة، ومنها:
- عندما تستيقظ كل يوم ضع الهدف الأول ليومك أن تقدم من العبادات ما هو أفضل من عمل الأمس، وأن تزيد عملاً صالحاً جديداً لم تكن تفعله من قبل.
- فيما تبقى من أيام فضيلة ضع ثلاثة أهداف تود الاعتياد عليها في الأيام المتبقية، وعاهد نفسك على الحفاظ عليها حتى بلوغ رمضان القادم ان شاء الله، لتخطط حينها لأهداف أخرى وبهذا سوف تتمكن من التغيير في ذاتك عمليا مع مرور الوقت.
- لمحاربة الكسل في العبادات احرص على صلاة الجماعة وصلاة التراويح وقضاء أوقات في المسجد من أجل التعبد في أجواء روحانية بعيدة عن الملهيات.
- اجعل لنفسك خطة مكتوبة تراجعها يوميا، وتصححها وتعدل عليها وتلتزم بها، لكي لا تنسى ما عليك من واجبات رمضانية في ظل المشاغل الكثيرة التي تحيط بك.
- عليك بالنية؛ لكي تنال الأجر حتى لو لم تتمكن من فعل العمل؛ كما جاء في الحديث الشريف "من هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة" (متفق عليه).
- التزم الدعاء في كل أوقات رمضان، فالدعاء مستجاب وأنت صائم، ومستجاب عند إفطارك، ومستجاب في سجودك، ومستجاب عند سحورك، لذلك لا تضيع فرصك الذهبية في الإجابة، ادع الله أن يشملك بالقبول في هذا الشهر، ادع لأخوانك المستضعفين في بقاع الأرض، ادع بالنصر والتمكين لأمة الإسلام، ادع بتحرر المسجد الأقصى، ادع لأمك وأبيك وذويك وأهلك وولدك، ادع لنفسك، ادع لأصدقائك وأصحابك ومن تعرف واشمل الدعاء بمن لا تعرف من المسلمين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفية في موقع "بصائر" الإلكتروني، وصحيفة "السبيل" اليومية الأردنية في قسم الشؤون المحلية والتحقيقات. وكاتبة في مجلة "الفرقان" التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم / الأردن؛ في الشؤون الأسرية والتربوية. وتكتب بشكل متقطع في العديد من المجلات العربية منها؛ البيان؛ الفرقان الكويتي؛ وأجيال السعودية إلى جانب العديد من المواقع الإلكترونية.

شاهد أيضاً

شبابنا والإبداع.. مقومات ومعوقات (1-2)

لا شك أن شبابنا اليوم في العالم العربي والإسلامي لديه من القدرات والكفاءات والطاقات ما …