أَبشِرُو فَإنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (1/2)

الرئيسية » بصائر الفكر » أَبشِرُو فَإنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (1/2)
images

(1)   وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاه

وبعد؛ فقد قال الله تعالى (وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) أَيْ لَا يُرْشِدُ كَيْدَ مَنْ خَانَ أَمَانَتَهُ، ولا يُصلِحُ تفكيرَه وتخطيطَه، بَلْ يُضِلُّ كيدَه ويُبْطِله ويَحْرِمُهُ هِدَايَتَهُ، فصاحبُ الخيانةِ لا بد أن يُفتَضحَ ويَفشلَ مكرُه ويُرَدَّ كيْدُه في نحره، وتعودَ خيانتُه على نفسِه فِي الدُّنْيَا، وَيَفْضَحُهُ اللهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فِي الْعُقْبَى.

وقد جاءت هذه الآيةُ في سياقِ قصةِ يوسفَ عليه السلامُ ليؤكِّدَ الحقُّ جلَّ وعلا ظهورَ الحقِّ وإنْ طال الزمنُ، فبعد سجن يوسفَ العفيفِ وتشويهِ سُمْعتِه تعترفُ امرأةُ العزيزِ بالحقيقة (الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ) لَقَدْ كِدْنَا لَهُ فَصَرَفَ رَبُّهُ عَنْهُ كَيْدَنَا، وَسَجَنَّاهُ فَبَرَّأَهُ وَفَضَحَ مَكْرَنَا، وها نحن نشهدُ له عَلَى أَنْفُسِنَا (أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ. ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) أي لم أقُلْ عنه للنسوةِ إنه هو الذي أراد بي سوءًا، بل أقررتُ أمامهنَّ أنني رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ.

(وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) فقد اقتضى عدْلُه الإلهيُّ أنْ يُطَهِّرَ البريءَ ويكشفَ المسيءَ، ويَميز العفيفَ من الخؤونِ على رؤوسِ الأشهاد.

وهذا هو ما ننتظرُ أنْ يُرِيَنا اللهُ إياه قريبًا في الخونةِ الانقلابيين الذين لا يمرُّ يومٌ إلا وينكشفُ جانبٌ من خياناتهم على ألسنتِهم، وعلى ألسنةِ شركائِهم في الخيانة (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).

(2)  الخيانةُ ناشئةٌ عن دناءةِ النفسِ وصِغَرِ الهِمَّة

يعلم الخائنُ أنه يطلبُ ما ليس له، ويرومُ تحقيقَ ما لا يناسبُه وما ليس هو من أهلِه، ولهذا يلجأُ للخيانة، فيُبْدِي التذلُّلَ والتصاغُرَ والاستكانةَ، ويُظهرُ الإخلاصَ، ويتزلَّفُ لمن يريد خيانَتَه، ويُظْهِرُ التديُّنَ والخشوعَ لِيَغُرَّ الآخرين، ولذلك تجتمع في الخائنِ كثيرٌ من الرذائل، كما في حديث الترمذي والحاكم: «بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِيَ الكَبِيرَ المُتَعَالِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى وَنَسِيَ الجَبَّارَ الأَعْلَى، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا وَنَسِيَ المَقَابِرَ وَالبِلَى، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَطَغَى وَنَسِيَ المُبْتَدَا وَالمُنْتَهَى، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ».

إنني أدعوكَ لقراءةِ هذا الحديثِ مرةً بعد مرةٍ لترى إلى أيِّ مدى يكون الخائنُ كتلةً من الرذائل لا ينفكُّ بعضُها عن بعض، ثم ارجع البصرَ في الحديث وفي واقعِ الحال لترى مَن الذي ينطبقُ عليه الحديثُ بحذافيره!

إن الخيانةَ مفسدةٌ أثيمةٌ تأباها النفوسُ الحرةُ الشريفةُ، وترفضُها العقولُ السويَّةُ وتَمَجُّها الطباعُ النظيفة، من أي دينٍ وأي عرق، ولذلك فالخائنون (يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ)، ولهذا كان يُقال: «لَمْ يَغْدِرْ غادِرٌ قطُّ إلَّا لِصِغَرِ همَّتِه عن الوفاءِ، واتِّضاعِ قَدْرِه عن احتمالِ المكارِه في جنبِ نَيْلِ المكارم».

أما الحرُّ السويُّ الأمينُ فإنه لا يخونُ أبدًا، وكان السلفُ يقولون لمن اشتكى خائنًا: «لم يَخُنْكَ الأمينُ، ولكنَّك ائتمنتَ الخائن»، وجاء في الحديث عند ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ لَيْسَ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ».

ومن العجيبِ أن جذرَ كلمة الخيانة في اللغة وهو (خ و ن) معناه في لغة العرب: التنقُّصُ والضَّعفُ، وتلك طبيعةُ الشخصية الخؤون، مركبةٌ من النقصِ والضعف، ولهذا تلجأُ إلى المكرِ والكيْدِ الخفيِّ والغدْرِ والكذبِ والتزييفِ والتجسُّسِ والنفاقِ وغيرها من معالمِ الشخصيةِ المريضةِ الحاقدةِ المضطربةِ، الدنيئةِ اللئيمةِ، التي غرَّتْها المطامعُ، وأعْمَتْها الأمانيُّ والأهواءُ، وقادَتْها الأحلامُ والشهواتُ، واستسلمتْ لشهوةِ القوة والسلطة.

ولهذا فجزاءُ الخائنِ دائمًا الصَّغَارُ والذِّلَّةُ في الدنيا بعد فضحِ خِيانتِه، ثم الخِزْيُ الأكبرُ يومَ القيامةِ على رؤوسِ الأشْهادِ، فعن عليٍّ رضي الله عنه قال: «ومَن استهانَ بالأمانةِ، ورتَعَ في الخيانةِ، ولم يُنَزِّهْ نفسَه ودينَه عنها، فقدْ أحلَّ بنفسِه الذُّلَّ والخِزْيَ في الدُّنيا، وهو في الآخرةِ أَذَلُّ وأخْزَى، وإنَّ أعظمَ الخيانةِ خيانةُ الأمةِ، وأفظعَ الغِشِّ غِشُّ الأئمةِ».

(3)  خطورة الخيانة

لئن كانت الْخِيَانَةُ قَبِيحَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ، فإن بَعْضَهَا أَشَدُّ وَأَقْبَحُ مِنْ بَعْضٍ، إذْ ليس مَنْ خَانَك فِي فَلْسٍ كمن خَانَك فِي أَهْلِك، وهذا لَيْسَ كَمَنْ خان رئيسَ الأمة وعرَّض البلادَ للفساد، فإنَّ الخيانةَ عندئذ تفوقُ خطورتُها معظمَ الكبائرِ، وبخاصةٍ إذا كانت خيانةً للأمةِ كلِّها، كما فعل الذي أقسمَ بالله على احترامِ الدستورِ والولاءِ للرئيسِ الذي عيَّنه وائتمنَه، بينما هو يضمر الكذب، والغشَّ، والخداعَ، ونقضَ العهد، وإخلافَ الوعد، والتآمُرَ الأثيم، وذلك من أكبر الخيانات، ففي حديث أبي داود: «كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ».

كما أنه ومن معه من الانقلابيين الدمويين لم ينصحوا لرئيسهم ولأمتهم بالحق، بل كانوا يقدمون التقارير الخاطئة والمعلومات المغلوطة، كما أعلنوا هم ذلك بألسنتهم، وفي حديث البخاري في الأدب المفرد «وَمَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ فَقَدْ خَانَهُ»، هذا في عمومِ الناسِ، فكيف في خيانةِ الرئيسِ ممَّنْ مُهِمَّتُه تقديمُ المشورةِ الناصحةِ الأمينة؟!

فكيف إذا تمَّتْ تلك الخيانةُ عن تواصلٍ واتفاقٍ مع أعداءِ الأمة، كما اعترف قائدُ الانقلابِ وأعوانُه باتصالاتِهم مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، وكما تبيَّن من تواطُؤِهم وتآمُرِهم مع المحرِّضين من الخليج، ومع المفسِدين من أبناءِ الأمةِ في الداخل.

وقد ذكر المفسرون أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) نَزَلَتْ فِي أَبِي لُبَابَةَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وهُمْ مُحاصَرُونَ، فَقَالُوا لَهُ: هَلْ تَرَى أَنْ نَنْزِلَ عَلَى حُكْمِ مُحَمَّدٍ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى حَلْقِهِ: أَيْ إنَّهُ الذَّبْحُ، فَلَا تَفْعَلُوا. فَكَانَتْ تِلْكَ مِنْهُ خِيَانَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قَالَ: فَمَا زَالَتْ قَدَمَايَ مِنْ مَكَانِهِمَا حَتَّى عَلِمْت أَنِّي قَدْ خُنْت اللَّهَ وَرَسُولَهُ. إلى آخر القصة في توبته.

فإذا كانت إشارةُ أبي لُبَابةَ خيانةً، فكيفَ بقائدِ جيشٍ يتواصلُ سِرًّا مع أعداءِ بلدِه من وراءِ رئيسِه الأعلى، ويُرَتِّبُ معهم انقلابًا خائِنًا عليه؟

وكيف إذا رافق ذلك كلَّه سفكُ الدمِ الحرامِ، وترويعُ الآمنين، وظلمُ الناسِ بغير حق، وتضييعُ ونهبُ المالِ العامِ بالباطلِ؟ فضلا عن إفسادِ القضاءِ والقُضاةِ وتضييعِ حقوقِ الناس؟.

إنَّ الخيانةَ تفوقُ خطورتُها جُلَّ الكبائرِ المرتَكبة، لأنها تضمُّها كلها، ولها تعلُّقٌ بها جميعًا، والخيانةُ والنفاق يتداخلان في مواطن كثيرة، ولهذا كانت من آياتِ النفاق، فقد روى الشَّيْخَانِ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ»، زَادَ مُسْلِمٌ: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ».

وَروى الشَّيْخَانِ أيضا: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إذَا اُؤْتُمِنَ خَان، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».

(4)  الخيانات أنواع يرتبط بعضها ببعض

إنَّ أعمالَ الخيانةِ متعددةٌ ومتنوِّعةٌ، ولكنّها باعتبارِ مَنْ وُجِّهَتْ ضدَّه أربعةُ أصناف: خيانةٌ لله عز وجل، وخيانةٌ لرسوله صلى الله عليه وسلم، وخيانةٌ للأمانةِ، وخيانةٌ للنفس، حددتها آيتان كريمتان هما: (وَلَا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون).

والأنواعُ الأربعةُ كالأواني المستطرقَةِ، فبعضُها يَجُرُّ إلى بعضٍ، فمن غرَّتْه المطامِعُ وأعمَتْهُ الأمانيُّ ولم يُهذِّبْ نفسَه؛ فقد خانها، ولا ريبَ أنه بهذا سيخونُ اللهَ ورسولَه والمؤمنين.

ومَنْ خان اللهَ ورسولَه فإنه منافقٌ لن يتورَّعَ عن خيانةِ أُمَّته والمؤمنين، وسيعتبرُ أعداءَ الأمةِ إخوانَه بدلًا من أبناءِ أمته (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)، ومن مظاهر تلك الخيانةِ: انتقاصُ حقوقِ المؤمنين، وأكلُ أموالِهم بالباطلِ، وانتهاكُ أعراضِهم، وسفْكُ دمائِهم، والتجسسُ عليهم، وكشفُ عوراتهم لأعدائهم، والامتناعُ عن الدفاع عنهم أو بذلِ النصيحة لهم، وخذلانُهم في ساعاتِ الضِّيِق والعُسْرة، وفي الأثرِ عن عليٍّ رضي الله عنه: «المؤمنون بعضُهم لبعضٍ نَصَحَةٌ وادُّون، وإن بَعُدت منازلُهم وأبدانُهم، والفَجَرَة بعضُهم لبعضٍ غَشَشَة مُتَخاِونون، وإن اقتربت منازلهم وأبدانهم».

والخيانة بهذا رأس كل خطيئة وعنوان كل جريمة مهما دقت أو جلت.

(5)  المجادلون عن الخونة

لا يخلو الأمرُ من فئاتٍ من أصحابِ المصالحِ أو ضعافِ النفوسِ أو ذَوِي الأغراضِ أو الحاقدينَ على أهلِ الخيرِ والأمانةِ، يعضُهم يلبسُ مُسُوحَ الدِّين، وبعضُهم ينتسبُ للفكرِ والثقافةِ، يَنْبَرُون للدِّفاعِ عن الخائنِ والجدالِ عن الخَوَنةِ وقلْبِ الحقائقِ؛ لتحسينِ خياناتِه وتزويرِ وتزييفِ وعْيِ الأمةِ والتدليسِ على العامَّة، وقد حذَّر الله من الانخراط في سلك هذه الفئة الفاسدة المفسدة، فقال تعالى (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) أي مُعِينًا مُدَافِعًا عَنْهم (وَلَا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا. يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا. هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا).

فلا يَغُرَّنَّكم مَا تروْن وما تسمعون من هذهِ الأبواقِ الإعلاميِّة والنخَبِ السياسيَّة والدينيَّةِ التي لا يُحَرِّكُها إلا مصالحُها الأنانيةُ ومطامعُها الشخصيةُ، وجُبْنُها الهالعُ وبُغْضُها للحقِّ وأهلهِ، فسعْيُهم في ضلالٍ، وكيْدُهم في تَبَابٍ، ومكرُهم إلى زوالٍ بإذنِ الله، وثِقُوا بقُرْبِ نصرِ اللهِ، الَّذي مَضَتْ سُنَّتُه ألَّا يهْدِيَ كيدَ الخائنين، وألَّا يُصْلِحَ عملَ المفسِدين، وثِقُوا بأنَّ بِطانةَ الشرِّ التي تلتفُّ حول الخائنِ وتدعَمُ انقلابَه ستكونُ الحبلَ الذي يختنِق به إن شاء الله.

ونستكمل في المقال التالي إن شاء الله.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …