ملحمة تاريخية تلك التي تسطرها المقاومة الفلسطينية في غزة، وهي تصمد أمام جبروت المحتل وسطوته، وتلقنه دروساً قاسية لم يعتد عليها منذ اغتصابه لأرضنا، الأمر الذي يبشر بحقبة جديدة، يندحر فيها الاحتلال، وتتحرر فيها الأرض، وتتطهر فيها المقدسات، وتتزين الوجوه فرحاً وبهجة بالعودة إلى ديارها.
ونظراً لأهمية الحدث، وما يتعلق به من أسباب ونتائج، فإننا في "بصائر" نتوجه إليكم أيها الإخوة والأخوات، يا من سلكتم طريق الدعوة والتربية، ببعض الاقتراحات والدروس المستفادة التي لابد وأن تدرّس وترسّخ آثارها في نفوس العاملين في كل الساحات والميادين.
فنحن نعيش في زمن وجب على كل واحد منا أن يكون له دور في معركة تحرير فلسطين، بصرف النظر عن مكانه، وعمله، وجنسيته، ولأن معركة "العصف الماكول" معركة ليست كسابقاتها من حيث النتيجة والأثر، فإننا نهيب بكل الأخوة والأخوات أينما تواجدوا أن يتدارسوا ويتذاكروا الدروس والعبر المستوحاة منها، من خلال حلقات النقاش والمحاضرات والندوات والمحاضن التربوية المختلفة، ولتسهيل الأمر نقترح عليكم مناقشة المواضيع التالية، وهي على سبيل المثال وليس الحصر:
1- أهمية الإعداد والاستعداد العسكري والإعلامي، في ضوء قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} [سورة الأنفال:60].
2- وحدة الصف والمرجعية، وتقسيم المسؤوليات والمهام، وأثره في نجاح الدعوة وثباتها.
3- الانفتاح على المجتمع، وأسلمته، وإقناعه بالأفكار والمبادئ التي ندعوا إليها، وأثر ذلك على قوة الصف وزيادة ثباته ورسوخه.
4- طبيعة الصراع مع الصهاينة، وإبراز البعد العقائدي في هذا الصراع، والمنطلقات التي ينطلق منها هؤلاء في صراعهم مع شعبنا.
5- فضائل الشهادة وثوابها، وأهمية الجهاد والرباط في رفع شأن الأمة وحمايتها وتقوية صفها، وأثر ذلك على أعدائها.
6- خطورة الإشاعة، وعدم تناقل الأخبار غير الثابتة، وأهمية وجود مرجعية إعلامية للأخبار والإنجازات، بناء على قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [سورة الحجرات:6].
7- الحرب الإعلامية والنفسية وأهميتها في الصراع مع العدو، وضرورة إيجاد المختصين فيها، ودورها في رفع المعنويات وتحقيق الانتصار وإحباط العدو.
8- السرية التنظيمية، ودورها في الحفاظ على الصف الدعوي، وإيقاع الحيرة بالعدو وأعوانه، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق مفاجآت تعود بالنصر والمكاسب.
9- أثر التربية الإيمانية في صمود المجاهدين في المعركة، رغم فرق التسليح والعدة، وغياب الدعم الدولي والإقليمي المؤثر.
10- نشر ثقافة الجهاد والتضحية بين الناس، ودورها في حماية البنية الداخلية للمجتمع، ورفع الروح المعنوية لهم، ونشر مفاهيم الصبر والاحتساب والتضحية، والتوكل على الله.
11- توحيد الخطاب السياسي والإعلامي بجميع أطيافه وساحاته، ودوره في إضفاء المصداقية على الحركة الإسلامية وكسب ثقة الناس.
12- حقيقة أخلاق العدو وسياساتهم، وكشف عيوب مسار التفاوض الذي لم ينتج عنه إلا زيادة التنازل عن الأرض والمقدسات.
13- أثر الثبات على المبادئ –رغم كل التحديات- في التفاف الناس حول البرنامج السياسي، وإخضاع الآخرين للمطالب الشرعية التي تتبناها.
14- أهمية الخطاب الوحدوي والعمل المشترك مع الفصائل المختلفة، وأثره الإيجابي في تقوية الصف الداخلى، وفي تحصيل الحقوق، وتسهيل الحصول على الإنجازات، ودوره في إقناع الناس بمصداقية المواقف والرؤى، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي وغير ذلك.
15- الصبر والتضحية ودورهما في نيل المطالب والآمال، وأهميتهما في تحقيق الانتصار.
16- تعريف العالم بالقضية الفلسطينية، ودوره في زيادة التفاعل الشعبي الدولي والإقليمي مع القضية.