أكَّد الشيخ راشد الغنوشي المفكر والدَّاعية الإسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية أنَّ الحرب على غزَّة أثبتت أنَّ إرادة الإنسان أقوى من كلّ التكنولوجيا والأسلحة الفتاكة، وأنَّ المقاومة رسمت صورة عن الصمود البطولي والأسطوري برغم التضحيات الكبيرة.
وأوضح الغنوشي في خطبة الجمعة التي ألقاها في العاصمة التونسية يوم أمس الجمعة 5 شوال 1435هـ، الموافق 1/8/2014م، أنَّ "حركة الانقلاب التي بدأت في مصر، أُريد لها أن تشمل كامل المنطقة العربية التي عرفت ثورات الرَّبيع العربي واختارت الذهاب الى الديمقراطية، ولكن الحوار الوطني في تونس أفشل هذا السعي إلى وأد الثورات في مرحلة أولى، وكانت الانتخابات التركية الحلقة الثانية من هذا النجاح، في حين يمثل نجاح المقاومة في غزَّة اليوم الحلقة الثالثة من صدّ الانقلاب على ثورات الربيع العربي".
وشدَّد الغنوشي على أنَّ "العدوان على غزَّة كان محكّاً امتُحنت فيه الدول والمنظمات والأحزاب والزعامات أيضاً، ولكنَّ عدداً من الدول العربية والاسلامية فُضح أمرها لأنها لم تكن صامتة أو خرساء فقط وإنَّما تواطأت في الحرب على غزة التي مُوّلت من صناديق عربية".
وفي حديثه عن مواقف المجتمع الدولي ومنظماته تجاه العدوان على غزة قال: "المنظمات الأممية بدورها كانت فاشلة وعاجزة عن نصرة حقوق الإنسان التي انتُهكت في غزة، بل كانت متواطئة".
وأضاف بالقول: إن "هذه الحرب فضحت الدول التي لم تنتصر بصمتها لحركات التحرر وللقانون الدولي والقانون الإنساني"، مبيّناً أنَّها "حرب لا تتيح الحياد، فإمّا أن تنتصر للحق أو تنتصر للطغيان والاحتلال"، وأنَّ "النظام العربي فُضح والنظام الدولي فُضح والكيان الصهيوني خسر كثيراً في هذه المعركة".
"الدراسات الأخيرة أثبتت أن أكثر من 60 في المئة من شباب العالم يناصرون القضية الفلسطينية، حيث لم تفلح آلة الدعاية الصهيونية في حشد الرأي العام العالمي لصالحها كما تفعل في كل مرَّة"
وبيّن الغنوشي أنَّ الإسلام يواجه اليوم حربين كبيرتين في الآن نفسه :حرب خارجية يقودها الكيان الصهيوني لكسر إرادة الأمة في المقاومة وإنهاء الاحتلال ونيل الحرية، وحرب داخلية ذات وجهين: وجه لردّ عدوان الأنظمة الاستبدادية على الشعوب، ووجه لمحاربة أهل الغلو والتشدد الديني والعلماني معاً.
وممّا أورد الغنوشي في خطبته في معرض حديثه عن المستقبل المبشّر بالنصر للأمَّة والمقاومة والانتصار للقضية الفلسطينية العادلة، أنَّ "الدراسات الأخيرة أثبتت أن أكثر من 60 في المئة من شباب العالم يناصرون القضية الفلسطينية، حيث لم تفلح آلة الدعاية الصهيونية في حشد الرأي العام العالمي لصالحها كما تفعل في كل مرَّة، وخرجت التظاهرات في كل عواصم العالم منتصرة لغزة ضد الإرهاب الدولي الذي تمارسه إسرائيل".