د. العودة : المقاومة لن تنكسر .. ففلسطين ثابتة وأهلها ثابتون

الرئيسية » بصائر من واقعنا »  د. العودة : المقاومة لن تنكسر .. ففلسطين ثابتة وأهلها ثابتون
salman alouda

أكَّد الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنَّ الحديث عن أنَّ اليهود شركاء هو مصيبة كبرى؛ لأنَّك هنا تناقض الدين والتاريخ والواقع وتناقض العقل والمنطق والخبرة والتجربة، فالله يقول: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} وأعطاهم الله رقم (1) في العداوة، وهم يختلفون معنا في العنصر والجنس والنسب، ويختلفون معنا في اللغة والثقافة، ويختلفون معنا في الأهداف؛ فهم يريدون دولة يهودية دينية مغلقة.

وأوضح العودة في برنامح "غزّة الصُّمود" على قناة المجد الفضائية يوم 12 شوال 1435هـ الموافق 8 أغسطس (آب) 2014م أنَّ الصهاينة عندما يتحدّثون عن السلام فهم يعبثون، مبدياً تعجبه من الذين تبدو منهم مواقف "استسلام"  و"استخزاء"، وركض نحو السَّلام مع الصهاينة، مشيراً إلى أنَّ السلام مبني على تكافؤ القوة، وإذا كان اليهود يتحدثون عن السلام فلمن يُعدُّون العدَّة لحرب أشبه ما تكون بحرب عالمية؟!

وأضاف متسائلاً: "لماذا بعض الدول العربية تركض ركضاً نحو السلام مع إسرائيل؟ بل بعضهم يقول: إنَّ اليهود أو الصهاينة حمل وديع وأبناء عمومة ونحن وإياهم شركاء في العيش والحياة وفي المستقبل وممكن أن نقيم شرقاً أوسطاً جديداً!".

وتساءل أيضاً – موجّها حديثه للذين يتحدّثون دوما عن السلام : قائلاً: "إنَّ الطريق إلى السلام هو الاستعداد للحرب، وأن يكون لديك القوة الكافية لتحمي بها نفسك".

وطالب العودة في حديثه الدول العربية بتحكيم المنطق والعقل الذي يملي عليهم مساعدة المجاهدين في غزَّة حتّى يكون لدى هؤلاء الحكّام على الأقل أوراق يلعبون بها إذا كان عندهم ما يفاوضون من أجله.

وأضاف بالقول: "إذا كان ركض بعض الدول نحو السلام مع الصهاينة بسبب ضعف هذه الدول، فإنَّ الضعيف يستقوي، وإذا كنت ضعيفاً فاترك للآخرين أن يقوموا بهذه المهمَّة، وادعمهم ولو شكلياً".

وفي حديثه عن المقاومة الفلسطينية وإنجازاتها في معركة العصف المأكول، أوضح العودة أنَّ الحرب لم تضع أوزراها، فالحرب طويلة معهم، كما ستثور معارك داخل المجتمع الصهيوني ومحاكمات حول  المسؤولية عن الإخفاق في هذه الحرب.

"أحلف بالله العظيم أنَّ الذين يظهرون تعاطفاً للكيان الصهيوني ويرمون المقاومة بالإرهاب سيأتي عليهم يوم يكتشفون فيه أنَّهم هدفٌ للصهاينة، وستوطأ وجوههم ورقابهم وأعناقهم بأيدي الصهاينة أو عملاء الصهاينة"

وعن مطالب المقاومة، قال: "إنَّ المقاومة تطالب بفك الحصار وبوجود ميناء ومطار، وقضية الجرحى وغيرها من المطالب، وكل هذه المطالبات من موقف قوَّة فإذا فقدت القوَّة فلا يمكن تحقيق سلام، وإنما إذعانٌ لأنك ليس أمامك ما تهدّد به".

وأقسم العودة قائلًا: "أحلف بالله العظيم أنَّ الذين يظهرون تعاطفاً للكيان الصهيوني ويرمون المقاومة بالإرهاب سيأتي عليهم يوم يكتشفون فيه أنَّهم هدفٌ للصهاينة، وستوطأ وجوههم ورقابهم وأعناقهم بأيدي الصهاينة أو عملاء الصهاينة".

وأشار إلى أنَّ حرب غزّة كشفت أنه  على الرغم من وجود هذه الترسانة الضخمة لدى الصهاينة إلاّ أنّهم يفتقدون الرّوح المعنوية العالية.

وأضاف "أنَّ على هؤلاء المتخازين أن يعلموا أنَّ المقاومة لن تنكسر، ففلسطين أرض ثابتة وأهلها ثابتون وأصولهم من هذه الأرض بينما الصهاينة هم الطارئون ومجتمعهم قائم على التفكك ففيهم الأفريقي والشرقي والغربي والأوروبي، بينما الفلسطينيون في أرضهم من آلاف السنين وجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم دُفن فيها، فالعرب أباً عن جد أصولهم يموتون تحت هذه الشجرة".

وأضاف أنَّ الصهاينة يعالجون المشكلات دائماً بخوض الحروب، والهروب إلى الأمام، فهم يحتاجون الحرب لأنَّ الحرب توحّدهم، وحينما تبدأ القنابل بالعزف تموت القصائد العصماء، يسكت الجميع وتصبح اللغة واحدة، تماماً مثلما رفعت أميركا شعار الحرب على الإرهاب، فاجتمعت كل التيارات لأنَّ هناك تهديداً للأمن القومي في نظرهم، كذلك الحال بالنسبة للصهاينة.

وشدَّد العودة  على أننا حين نتحدث عن الكيان الصهيوني كما لو كان شيء واحد، وفي الواقع أنَّ هناك تناقضات هائلة داخل هذا الكيان، يقول سبحانه: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}، مبيّناً أنَّ اليهود يتصنّعون الوحدة ولكن قلوبهم متنافرة وهناك دراسات تخصصت في تفكيك المجتمع اليهودي، كالمسيري وغيره من المؤرّخين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

الزواج وقت الحروب وفي مخيمات اللاجئين

يا عباد الله جئناكم نُهَنِي فاسمعوا إن شرع الله في الأفراح أن تتمتعوا لا بفحش …