رسالة إلى المجاهدين في الأرض المقدّسة

الرئيسية » خواطر تربوية » رسالة إلى المجاهدين في الأرض المقدّسة
العصف المأكول20

قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)} [سورة الأعراف].

وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وَسَلَّمَ: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّيِنِ ظَاهِرِينَ، لِعَدُوِّهِمْ قَاَهِرِينَ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَاَلَفَهُمْ، إِلا مَا أَصَاَبَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذلِكَ" قَالُوا: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ المَقْدِسِ". (رواه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي، وأصل الحديث في صحيح مسلم).

أيها المجاهدون في الأرض المقدّسة، يا أبناء الطائفة المنصورة، هنيئاً لكم أنكم تحققون موعود الله في سَوْم اليهود سوء العذاب، وهنيئاً لكم ظهورُكم على الدين وقهرُكم لعدوكم من الغاصبين والمنافقين.

أيها المجاهدون في الأرض المقدسة، لقد حققتم أمر الله وسنته في إعداد القوة: قوة العقيدة والإيمان، وقوة الوَحدة والارتباط، وقوة الساعد والسلاح، فأنشأتم جيلاً قرآنياً فريداً، يحفظ آيات الله ويعمل بها، وحققتم وَحدة شعبية وجماهيرية قلَّ مثيلها وعزَّ نظيرها، وصنعتم سلاحَكم بأيديكم، فلم تتسولوا، ولم تتوسلوا، ولم تجعلوا لأحد عليكم يداً، ولم تفتحوا لأحد عليكم باباً.

قلبتم ليلَ العدو نهاراً ونهارَه ليلاً، وجئتموه من فوق الأرض ومن تحت الأرض، ومن السماء ومن البحر، بمفاجآت لم تخطر على بال عدو ولا صديق.

بيّض الله وجوهكم كما بيّضتم وجوهنا، ورفعتم شيئاً من الذل والهوان الذي نعيشه بعيداً عن منهج الجهاد والاستشهاد. فـنحن الذين لم ننصركم إلا بالدعاء والكلام، واكتفينا بالسُّباب على اليهود وعلى المتآمرين عليكم من أبناء جلدتنا.

بيّض الله وجوهكم، كما مرّغتم أنف اليهود في التراب، وعلّمتموهم معنى الإيمان بالقضية. بيّض الله وجوهكم، كما كشفتم سَوْءة المنافقين القذرين، ومزقتم الأقنعة اللامعة التي كانت تغطي وجوههم البائسة. بيّض الله وجوهكم وجزاكم عن الأمة خير الجزاء.

بيض الوجوه كريمة أخلاقهم *** شمُّ الأنوف من الطراز الأوّلِ

روى مسلم عَن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: "مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبَّا، وبالإسْلامِ ديناً، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَجَبت لَهُ الجَنَّةُ" فَعَجب لهَا أَبُو سَعيدٍ، فَقَال: أعِدْها عَلَيَّ يَا رَسولَ اللَّهِ، فَأَعادَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "وَأُخْرى يَرْفَعُ اللَّه بِها العَبْدَ مئَةَ درَجةٍ في الجَنَّةِ، مَا بيْن كُلِّ دَرَجَتَين كَما بَين السَّماءِ والأرْضِ" قَالَ: وَمَا هِي يَا رسول اللَّه؟ قَالَ: "الجِهادُ في سبِيل اللَّه، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ".

أيها المجاهدون في الأرض المقدسة، أيها المرابطون في بيت المقدس، أيها المرابطون على حدود الشرف والعزة، أيها المقاومون في أنفاق الصمود في غزة، لقد جددتم للأمة فهم قرآنها، وعهد رسولها، ومنهج الصحابة الكرام، وجهادَ القادة العظام.

لقد حفظتم عهدة الفاروق، وقمتم لاسترداد أمانة صلاح الدين، وقدمتم الشهداء من القادة والجنود على درب الفكر الإسلامي السليم، والعقيدة الجهادية الأخلاقية، والعدالة الإنسانية المطلقة.

سلام على أرواحكم الطاهرة، سلام على أياديكم البيضاء، سلام على جباهكم المغبرة بثرى فلسطين المقدسة، ولا عزاء للمتآمرين الحاقدين من أبناء جلدتكم، فهم واليهود سواء، بل هم العدو الحقيقي، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

فما اغْبَرَّتْ قدَما عَبْدٍ في سبيلِ اللَّه فتَمسَّه النَّارُ، وإنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ. وإنه جهاد: نصرٌ أو استشهاد.
تقبل الله الشهداء، ونصر الله المجاهدين، ولعنة الله على الظالمين والمنافقين، وعلى اليهود الغاصبين، ألا لعنة الله على نتنياهو ويعالون وليبرمان وإلى جهنم وبئس المصير. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب من الأردن

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …