سنة أولى جامعة .. هواجس وآمال

الرئيسية » بصائر تربوية » سنة أولى جامعة .. هواجس وآمال
how-to-approach-each-university-year

مرحلة دراسية جديدة ومختلفة، وحلم يُراود كل إنسان، وعالم جديد يعبره الواحد منّا بمحطاته المختلفة والمتنوعة، وأعوام سيقضيها ليست كسابقتها من الأعوام، أعوام تحمل في طياتها مفاتيح الحياة والنجاح والتطور، أعوام فيها سعة الأفق وانفتاح العقل على مختلف المعارف والعلوم، هي باختصار محطة الإنجاز، ونقلة نوعية ستكون في حياة المرء إذا ما استثمرت بشكل صحيح ومفيد ونافع.

المرحلة الجامعية مرحلة تحمل في طياتها الكثير من المخاوف والهواجس، وفي جعبتها الكثير الكثير من الأحلام والطموحات، ففيها سيمر علينا وجوه كثيرة نحب بعضها ونكره، ننسى ببعضها ويبقى بعضها الآخر محفور بالوجدان، أشخاص كثر مختلفون فلكل منهم نمطه وطريقة تفكيره ستتعلم منهم أحيانا كثيرة وتنافسهم أحيانا أخرى، ومع انطلاقة هذه الرحلة يكون لزاما أن نتعرف بعض محطاتها ومستلزماتها كي تكون لنا رحلة ممتعة ويوم جميل لغد وقادم أجمل بإذن الله، ننبهك لأمور منها:

 

 بيئة جديدة:
ستكون الجامعة بيئة جديدة عليك، بتنوع الطلاب فيها والاختلاط الموجود بينهم وبشكل كبير وملحوظ، بيئة محفوفة بالمخاطر إن تركت نفسك تسير في ركبها دون رقيب أو محاسبة، بيئة أصبحت فيها كبيراً تعتمد على نفسك وتتخذ قراراتك بمفردك، مما قد يدفعك للتهور والاندفاع ولربما الخطأ.

فبيئة الجامعة ليست كالمدرسة، فهناك كانت البيئة مغلقة لربما كان معظم طلابها من نفس الحي أو المنطقة يحملون نفس الصفات والطباع، ولكن هنا الوضع يختلف تماماً حيث تنوع الأجناس والناس واختلاف الطبائع والصفات والعادات. لذا عليك أن تعي ذلك تماماً وأن تكون ذكيا فطناً لبقاً في التعامل مع هذه البيئة.
وتذكر أن كل منا أدرى بثلثه لا في الطعام والشراب وحسب، بل حتى فيما يتعلق بالاندماج والتعرف على هذه البيئة الجديدة، فلا تكن مستعجلاً في التعرف السريع على هذه البيئة، فلكل شيء ميعاده.

 

 التفوق الدراسي والمذاكرة:
عليك أن تعلم أن المذاكرة تختلف هنا عما كانت عليه في الثانوية وما قبلها، فاسأل من سبقوك عنها، تعرف على الأسلوب المناسب والطريقة المثلى لكي تتمكن من مجاراة الدراسة وتذكر أنك في المقام الأول طالب جامعي فلا تبتعد بنفسك عن هذا العنوان، وعليك بالمتابعة الدورية المستمرة والحصول على الملخصات وأسئلة السنوات السابقة فذلك مفيد لك.

واعلم بأنك ستكون بعد سنوات متخصص في مجال كذا أو كذا وبالتالي احرص على النافع المفيد ولا تكتفي بالمواد وحسب بل عليك البحث والقراءة المتخصصة لتكون متخصصاً بحق، تفيد بذلك أمتك ووطنك، فلا تنهي سنوات دراستك لتبحث بعدها عن دورة تدريبية هنا أو هناك لتعمل بها، تَخصص جيداً فالندرة أغلى وأثمن.

 

 بداية الإنجاز ومشروعك:
مع بداية التسجيل لفصلك الدراسي الأول وانطلاقته لا بد أن تعمل على وضع ورسم الخطوط العريضة لمشروعك الشخصي والذاتي الذي يستمر لأعوام أربعة أو لربما أكثر، اعرف من أنت وماذا تريد؟ وكيف ترى نفسك بعد انقضاء تلك الأعوام؟

وإياك أن تبدأ فصلك الدراسي ولم تعد العدة وتخط بيديك مشروعك وحلمك، وكما يقال ابدأ وعينك على النهاية.

 

 العلاقات والجنس الآخر:
أما الجنس الآخر والانفتاح غير المسبوق بالنسبة لك، فعليك أن تتوقف عنده كثيراً، فهذا أمر لا تجربة فيه وليس للفضول فيه مكان، قد تكون مضطراً للتعامل بشكل أو بآخر ولكن راعي بعض الأمور منها: أن تستخدم طريقة حديث مناسبة، بحسب المقابل، فالمدرس يختلف عن الزميل ويختلفان عن الزميلة، ولا داعي لتفسير كل كلمة أو نظرة على أنها نوع من الإعجاب أو أية معانٍ أخرى، واعرف أنه ليس المطلوب منك أن تنشغل بالبحث عن شريك حياتك ونصفك الآخر، بل احرص على أن تبني نفسك جيداً لمشروع الغد، الذي ستتشارك معه، لا تكثر الاحتكاك والحديث ولا تستسهله ولا تبرره.

 

العمل الدعوي:
فرصة مواتية وظروف جيدة للعمل، خصوصاً إذا ما علمنا أنك ستقضي معظم ساعات يومك في أحضان الجامعة، وكما هو المسلم مثمرٌ معطاء أينما حل وكان، فلا تبخل بجهدك واعمل مع الله ولله، ففي ذلك بركة ستراها في دراستك وحياتك، كن إيجابياً شارك في الأنشطة النافعة وادع غيرك.
وامكث في مصلى كليتك وجامعتك فهو السكينة والوقار والهدوء وسط صخب الجامعة وزينتها، والزم نفسك مع من يدلك حالهم على الله، ينصحونك ويرشدونك، فالشيطان عن الجماعة أقرب.

وأخيرا نحدثك عن خطوات عليك استثمارها:
1. الاستفادة بكل ما هو متاح من أنشطة داخل الجامعة، حيث تزيد من الخبرات العلمية والعملية وتوسع دائرة علاقاتك.
2. المشاركة في الأندية الطلابية ومجالس الطلبة، فهي تعلمك كيف تكون ناجحاً اجتماعياً في التعامل مع الآخرين، وفيها تجربة عظيمة.
3. اسأل من سبقوك عن نظام المذاكرة وقم بإعداد خطة تنظم فيها وقتك بطريقة فعّالة للتوفيق بين ممارسة أنشطتك المختلفة والمذاكرة وحضور المحاضرات.
4. لا بأس أن تعمل في أي عمل يدرّ لك دخلاً ولو بشيء بسيط، شريطة ألا يؤثر على دراستك أو ممارسة الأنشطة المثمرة.
5. دراسة اللغات والكمبيوتر وعلوم الإدارة والتنمية البشرية والدورات التخصصية في تلك الفترة حتى تكون مستعداً تماماً للعمل في وظيفة جيدة بعد تخرجك.
6. لا بأس أن تحمل معك حقيبة تضم كل احتياجاتك من مناديل ورقية وغيرها، ولا تنسَ فهي حقيبة الداعية.
7. كن حريصاً على بناء علاقات جيدة مع من حولك، فجسور التواصل تختصر لك الكثير ولكن بقدر، وكن رسالياً في ذلك.
8. لا داعي لتجربة كل شيء واستفد من خبرات من حولك ولا تكرر أخطاءهم.
9. لا تشتت نفسك بالتفكير وتعدد المشاريع التي تريد أن تنجزها، بل تخصص وركز تنجز وتبدع.
10. احرص على وقتك واستثمره جيداً، قد تشعر أن الوقت ضيق ولكن في سنوات ما بعد الجامعة الوقت سيكون أضيق.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
مدون أردني مهتم بالشأن التربوي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …