الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والظروف السياسية في المنطقة

الرئيسية » ملفات خاصة » المسجد الأقصى » الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والظروف السياسية في المنطقة
CLASHES ON TEMPLE MOUNT IN JERUSALEM

منذ عامين تقريباً، ارتفعت وتيرة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، فقامت قوات الاحتلال والمستوطنين بهجمات واعتداءات على المسجد الأقصى، حيث تعرض المصلون لعنف شديد عبر استخدام القنابل الدخانية والرصاص، كما تعرضت أقسام من المسجد الأقصى لانتهاكات الحرمة والقداسة، ودخل المستوطنون إلى حرمة المسجد، وتعمدت سلطات الاحتلال إدخال مسؤولين صهاينة وحاخامات ومسؤولي مؤسسات صهيونية متطرفة وجمعيات دينية وشبان وشابات ومجندين إلى المسجد الأقصى، حيث حصلت عدة مواجهات مع المصلين وحراس المسجد، الذين دافعوا عن المسجد المقدس وما يمثله من بعد وطني وهوية ومكانة تاريخية وثقافية.

والملاحظ أن هذه الاعتداءات اتسمت بالصفات التالية:

1-  أنها تتم وفق خطة سياسية أمنية تهويدية استيطانية، تشرف عليها المؤسستين العسكرية والسياسية الصهيونية، عبر الحكومة الاسرائيلية والبلدية، بالتعاون مع الجمعيات الصهيونية وقوى الاستيطان.

2- أنها اعتداءات منظمة تتم وفق برنامج زمني وخطة تصاعدية متكاملة، وتقاسم للأدوار بين مختلف الأطر الاحتلالية.

3- أنها تهدف إلى خلق وقائع زمنية وجغرافية دائمة في المسجد الأقصى المبارك، بحيث يتم تثبيت أوقات وأماكن للمستوطنين اليهود، لما يسمى ب"ممارسة العبادة" لهم. لكنها تحمل في طياتها بعداً احتلالياً عنصرياً، يهدف للسيطرة على المسجد الأقصى والإمساك بكل مفاصله، وتغيير هويته.

من الواضح أن الاحتلال الاسرائيلي يستغل مجموعة من الظروف والعوامل، لتحرير سياسته واعتداءاته.

فالوضع الفلسطيني في الضفة الغربية يمر بأوضاع صعبة، بسبب تصاعد الإجراءات الأمنية الصهيونية وممارسات أمن السلطة، وفرض الاحتلال فيود على حركة أهالي القدس، وأهالي المناطق المحتلة عام 1948، وحالة الانقسام السياسي والاجتماعي في المنطقة، والصراعات المحلية، وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

وللأسف إلى الآن فإن الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، رغم كثافتها، تتم دون ردود فعل كبيرة، فالسلطة الفلسطينية لم تقم بأي دور فاعل على المستويات الدولية والرسمية، واكتفت بالإدانه والاستنكار، والدول العربية والإسلامية صامتة، والدفاع عن الأقصى أصبح مهمة أهلنا في القدس والمناطق المحتلة عام 1948فقط.

وبالأخص من يستطيع الوصول منهم الى المسجد في ظل الإجراءات الأمنية الصهيونية، ويلعب طلاب مصاطب العلم دوراً كبيراً في الرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه، ويتولون المواجهة مع الاحتلال.

ويبذل الفلسطينيون في القدس والمناطق المحتلة عام 1948 جهداً كبيراً للدفاع عن المسجد الأقصى، ويقف الفلسطينيون مسلمون ومسيحيون في صف واحد وانسجام متكامل.

ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن الاعتداءات الصهيونية يجب أن تتم ضمن خطة تستهدف القدس وطرد الأهالي وتغيير الهوية.

وبالتالي فإن الرد على هذه الاعتداءات الصهيونية يجب أن يتم من خلال استراتيجية فلسطينية شاملة، تدرك المشروع الصهيوني ضد الأقصى وأخطاره، وترد على استهداف الأقصى سياسياً وإعلامياً وشعبياً، بدعم من الأقطار العربية والمؤسسات الإسلامية والدولية، وتسعى لتثبيت الإنسان الفلسطيني في القدس، ودعمه سياسياً، وتوفير احتياجاته الاقتصادية والاجتماعية.

لكن تبقى أفضل وسيلة للرد على انتهاك حرمات الأقصى هي انتفاضة شعبية وتطوير أداء المقاومة وضرب الاحتلال بكل الوسائل.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

الاعتقالات ونصب الكاميرات.. هل تُحرِّك المقدسيين من جديد؟

تؤكد التصرفات المحمومة لحكومة نتنياهو عظم المأزق الذي تسبب به انتصار إرادة المقدسيين على الإجراءات …