يعد المسجد الأقصى واحداً من أهم المعالم الإسلامية المقدسة في العالم، حيث يعد أولى القبلتين في الإسلام، يقع المسجد الأقصى داخل المدينة القديمة في القدس المحتلة في فلسطين ، وهو اسم لكل مادار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة، و تبلغ مساحته 144 دونماً.
مر المسجد الأقصى بمراحل زمنية وحقب تاريخة كثيرة، ويعتقد غالبية العلماء المسلمين أن أول من بنى المسجد هو آدم عليه السلام أو ابنه، ومر بعدها بعهود عدة ذكرها التاريخ من العهد الكنعاني إلى العهد الروماني والبيزنطي إلى العهد الإسلامي، الذي كان فيه فتح بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث ذهب بنفسه لاستلام مفاتيح بيت المقدس، وإعطاء الأمان لأهلها وسكانها من خلال ما سمي ب" العهدة العمرية".
وفي عام 746م تعرض المسجد الأقصى إلى زلزال أدى لتدميره، حيث أعيد بناء المسجد في عهد الخليفة محمد المهدي.
وفي أثناء الحملة الصليبية الأولى، احتل الصليبيون بيت المقدس عام 1099م وحولوه إلى اسطبل للخيول، وبعدها استطاع الناصر صلاح الدين الأيوبي عام1187م تحرير المسجد الأقصى، وأعاده مسجداً بعد إصلاحات قام بها.
في عام 1948م وبعدما وقعت فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، ومن قبله الانتداب البريطاني، أصبح المسجد الأقصى مهدداً من قبل العصابات والجماعات الصهيونية، ففي 22 من أغسطس عام 1969م تعرض المسجد الأقصى لحريق على يد صهيوني استرالي متطرف اسمه مايكل دينس روهل، حيث احترق المسجد القبلي بالكامل، واحترق منبر صلاح الدين الذي وضعه في الأقصى بعد التحرير.
عام 2000م قام أرئيل شارون ومعه بعض الصهاينة ومئات من المسلحين بتدنيس المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع ما سميت بانتفاضة الأقصى التي دامت خمس سنوات،
يتكون المسجد الأقصى من سبع مساجد هي (المسجد القبلي- المصلى المرواني- مصلى الأقصى القديم- مسجد قبة الصخرة- مسجد البراق- مسجد المغاربة- مسجد النساء)، كما يحتوي على 15 قبة تزين أركان المسجد، إضافة إلى أربعة مآذن وخمسة عشر باباً وبوائك ومدارس وأسبلة مياه ومدارس عديدة.
في أعقاب احتلال الكيان الصهيوني للقدس الشرقية في حرب1967م بدأت المنظمات والهيئات والمؤسسات الصهيونية مدعومة من الحكومة الصهيونية بعدة حفريات تحت المسجد الأقصى، من أجل تقويض أساساته وبدعوى بناء أماكن عبادة لهم، مما جعل المسجد مهدداً بالانهيار، ويبقى الفلسطينيون رغم المصاعب والعقبات متمسكون بحقوقهم التاريخية بأرضهم، ويعملون بشتى الوسائل من أجل استعادة حقوقهم والحفاظ على هويتهم العربية والإسلامية، في ظل حملة تهويد ممنهجة يقوم بها الكيان الصهيوني في فلسطين عامة وفي القدس خاصة، حاملين على عاتقهم الحفاظ على مقدسات الأمة، في ظل التقاعس والخذلان والتطبيع مع الاحتلال.