انطلاقاً من الأهداف الإستراتيجية لجماعة الأخوان المسلمين، وإعمالاً للخطة العامة لدائرة العمل الشبابي والطلابي، انعقد المؤتمر العام الأول لشباب الجماعة وطلبتها، بمشاركة (230) من الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر المنتخبين الممثلين لقواعدهم التنظيمية؛ حيث اجتمعوا من كل أنحاء الأردن مستحضرين هموم أهلهم وأحلام شعبهم وقضايا أمتهم..".
بهذه الكلمات افتٌتح الخطاب الختامي للمؤتمر الذي عقد على مدى يومين وضعت على طاولته ثلاثة أوراق حملت عناوين "الشباب والتنظيم" و "الشباب والدولة والمجتمع" و "الاستراتيجية والمشاريع"، والتي تم تداولها ونقاشها بحضور المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن د. همام سعيد، وأعضاء من المكتب التنفيذي ومجلس الشورى للجماعة.
إشراك الشباب بالمسؤولية

الأستاذ زياد الخوالدة عضو المكتب التنفيذي للجماعة، ورئيس المؤتمر أكد على أن هدف المؤتمر الشبابي يتمثل بالخروج برؤية ملهمة تكون موضع رضا عام تدعم مسارات تطوير الجماعة وتصهر طاقات الشباب ضمن مشاريع كبرى فيها، وتعزيز دور الشباب والطلبة في الجماعة والمجتمع وإشراكهم في المسؤولية.
كما أكد الخوالدة على أن المؤتمر ليس حالة تضاد أو تصارع مع أحد، إذ أن هدفه تقديم رؤى لمشاريع نهضوية شاملة توظف طاقات أبناء الجماعة، وتعود بالنفع على مكونات المجتمع الأردني في سبيل نهضة الوطن والأمة.
الجماعة ما زالت تتمع بالمرونة
من جانبه أشار المهندس علي أبو السكر القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، وعضو مجلس حزب جبهة العمل الاسلامي، أشار في حديث خاص لـ"بصائر" بأن الجماعة تمتلك كادراً شبابياً ضخماً نشأ منذ فترة متقدمة من عمر الجماعة، ومرت فترة لم يأخذ هذا الكادر دوره الحقيقي، بالذات خلال الفترة الأخيرة، وذلك لأسباب داخلية وخارجية، سواءً كان السبب هو سياسة الحكومات وما تعمل عليه من تضييق سياسي وأسلوب قمعي، وربما أيضا لم يأخذ الشباب الفرصة الكافية داخل الجماعة.

وشهدت الفترة الماضية القريبة تحركاً شبابياً يسعى لأخذ دوره من خلال الأطر التنظيمية في الجماعة، وقد أحس الشباب بأنهم يستطيعون لعب دور تأثيري لخدمة الفكرة وحمايتها وتحقيق أهدافها، ومن هنا بدأ التحرك من باب الشعور بالمسؤولية من قبل هؤلاء الشباب، وقد تلمست القيادة في الجماعة هذا الأمر وفتحت الباب لتدفع بالشباب من أجل لعب الدور، وهذا يسجل للقيادة الحالية، ومن هنا أصبح المؤتمر فرصة لفتح وإتاحة المجال أمام الأفكار والتحركات الشبابية.
ويضيف أبو السكر بأن مثل هذا المؤتمر يؤكد على مرونة الجماعة وأن لديها قابلية للتوسع والتعاون مع الظروف التي تمر بها، ولا شك أن لدى الجماعة طاقات شبابية يتمناها الكثير من الأحزاب السياسية والتجمعات المدنية، وما خرج به المؤتمر الشبابي من توصيات يدل على عمق وثقافة الشباب ورؤيتهم لمستقبل واعد ووضعهم لحلول تحد من العراقيل في العمل داخل الجماعة أو العمل الوطني بشكل عام، كما يوضح استعدادهم للانخراط في العمل داخل الجماعة ولعب دور مهم، حيث كانت مناقشة الشباب ليس محصورة بقضاياهم فحسب، وانما لقضايا تتعلق بالجماعة على العموم وتخص الوطن وهموم الوطن.
توصيات واقتراحات..
هذا وخرج المؤتمر بتوصيات عديدة أبرزها:
- إعادة النظر في البيئة التنظيمية، وفي بناء الثقافة التنظيمة، وتنقية الموروث التنظيمي بوسائل التقييم العلمية لتمييز الثابت من المتغير، ولتوفير حاضنة مناسبة لعمل شبابي اكثر إنجازا وأعمق أثرا و أدوم فاعلية، وتقديم مقاربة عصرية بين خصوصية التنظيم وانفتاح العمل.
"من توصيات المؤتمر: المطالبة بإعادة النظر في المنهاج التربوي من حيث الإسناد والتطوير بما يتناسب ومتغيرات العصر وتطورات الدعوة والتحديات التي تواجهها"
- المطالبة بإعادة النظر في المنهاج التربوي من حيث الإسناد والتطوير بما يتناسب ومتغيرات العصر، وتطورات الدعوة، والتحديات التي تواجهها، مع إمكانية التفرغ التربوي، وتأسيس مركز أو جهة تربوية متخصصة في التأهيل التربوي، والتركيز على مفهوم التعلم بدل التعليم في إعادة تعريف دور النقيب، والتأكيد على التدريب ونقل المهارات والتأهيل القيادي.
- ضرورة تعزيز الثقافة الاخوانية واعادة بنائها عبر الاهتمام بجوانب العمل السياسي العام، وإعداد شباب الجماعة وتسليحهم بالثقافة الوطنية المحصنة، وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، والقراءة الموضوعية للتاريخ ونقد رواياته وفق المنهجية العلمية، والاهتمام بجوانب الفن والحضارة والإعلام، والاستفادة من تجارب الحركات الاسلامية وحركات التغيير على امتداد العالم.
- المطالبة بتعديل نظام الاشتراكات في الجماعة لتمكين الجماعة من توفير جو من الاستقرار المالي -إذ هي جماعة ذاتية التمويل- لتتمكن من تغطية النفقات المترتبة على نشاطاتها وذلك عبر نظام اشتراكات جديد للأعضاء يخفف العبء عن ذوي الدخل المحدود من الإخوان، وتتزايد قيمته تصاعديا بالتوازي مع الدخل، إضافة إلى ايجاد مشاريع استثمارية إخوانية والتوجه نحو الاستثمارات الآمنة.
- اجراء تعديلات شاملة وجوهرية في القانون الاساسي تلبية لتحديات الواقع، وتفعيلاً لدور الشباب والمرأة داخل التنظيم على قاعدة تساوي الحقوق والواجبات والعضوية الكاملة، وتهدف لتفعيل كل مكونات التنظيم لتحقيق الرؤى والأهداف وصولا إلى تعزيز الفصل التام بين السلطات وتعزيز المبدأ الدستوري (الناس سواسية أمام القانون)، وتمكين الشباب نساء ورجالا داخل التنظيم بإعطائهم مساحة أوسع للتواجد في الهيئات القيادية وخاصة في مجلس الشورى.
والفصل بين المستوى الاستراتيجي السيادي من جهة والمستوى التنفيذي من جهة أخرى عبر استحداث مؤسسة (الأمانة العامة للجماعة)، واعتماد نماذج البناء التنظيمي الأكثر مرونة، وتحديد الدورات القيادية بدورة واحدة تالية فقط، وإنهاء ازدواجية المواقع القيادية للشخص ذاته، وإلغاء شرط دفع الاشتراكات للانتخاب، وخفض سن الترشح والانتخاب بما يضمن تمثيلاً عادلاً لمختلف فئات الشباب.
- المطالبة باستحداث سلطة رقابية مستقلة ومنتخبة داخل التنظيم، وظيفتها الرقابة الشاملة على مختلف مستويات العمل التنظيمي وتقديم التقارير الدورية بهذا الشأن، واستثمار ما تمتلكه الجماعة وشبابها من الإمكانات والفرص المتاحة ومن جهود وتجارب العاملين السابقين في صفوف الدعوة، لتتمكن من تحويل معظم التحديات الداخلية والخارجية إلى مكتسبات ونتاجات تساهم في الإسراع في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجماعة ورفدها بمزيد من الطاقة المعنوية والمادية والبشرية.
"من توصيات المؤتمر: المطالبة ببناء تحالفات واسعة مع مؤسسات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية، وإيجاد صيغة تنظيمية لفرز واستيعاب الشباب للعمل في المؤسسات المجتمعية"
- المطالبة بدراسة واقع مؤسسات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية الصاعدة وبناء تحالفات واسعة معها، وايجاد صيغة تنظيمية لفرز واستيعاب الشباب للعمل في المؤسسات المجتمعية، وإيجاد تمويل مستدام لدعم النشاطات والنفقات المختلفة، والعمل على تأسيس مكتب تشغيل ومؤسسة تدريب لتأهيل الطاقات الشبابية واستيعابها وتوفير بيئة متكاملة تناسب النشاطات الطلابية الموسمية وتلبي حاجاتهم الدعوية وتدعم العمل الطلابي المدرسي الصاعد.
- إتاحة المجال للمبادرات الشبابية وتبنيها وتوفير البيئة التنظيمية لإنجاحها وإسنادها وإعادة الاهتمام بالإعلام والتخطيط لتأسيس اتحاد عالمي للشباب، ووضع خطة طموحة لتأهيل وإعداد قيادات ورموز شبابية فاعلة في ميدانها وقادرة على العمل في مختلف البيئات.
- تطوير آليات ووسائل منظمة للدعوة الإلكترونية وإطلاق مشاريع مجتمعية والتواجد على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وتفعيل دور المكتب الإعلامي والعلاقات العامة والخارجية.