وفاة البروفيسور غلام أعظم داخل السجن في بنغلاديش

الرئيسية » بصائر من واقعنا » وفاة البروفيسور غلام أعظم داخل السجن في بنغلاديش
Ghulam_Azam

منذ مجيئ حزب رابطة عوامي إلى السلطة في بنغلاديش عام 2008م، بدأت موجة من القمع السياسي والعنف ضد المعارضين، وكانت الجماعة الإسلامية – بقياداتها وأفرادها – هي المستهدفة في المقام الأول، وعلى رأسهم البروفيسور غلام أعظم، والقادة الحاليين للجماعة الاسلامية.

وتمَّ إلقاء القبض على غلام أعظم البالغ من العمر 89 عاماً الأمير السابق للجماعة الاسلامية في بنغلاديش، لمواجهة محاكمة أمام “محكمة الجنايات الدولية” (المحكمة الدولية لجرائم الحرب)، التي شكّلتها الحكومة الحالية، بزعامة حزب رابطة عوامي الحاكم، بعد أن وجّهت اليه 62 تهمة؛ منها التهمة المبالغ فيها وهي تحميله "مسؤولية كل الفظائع التي ارتكبت في أنحاء البلاد بين 25 آذار/ مارس 1971م، و16 كانون أول/ ديسمبر 1971م".

في 15 تموز/ يوليو 2013م، أصدرت المحكمة الدولية بحقّه حكماً بالسجن 90 عاماً؛ حيث وافق القضاة بالإجماع على عقوبة الإعدام لنشاطه خلال حرب تحرير بنغلاديش، لكن خففت العقوبة بسبب عمره وحالته الصحية.

ردود فعل غاضبة

وصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الاعتقال بأنه ‫"مخزٍ‫".

وطالب الحكومة البنغلادشية بإطلاق سراحه فورا، مصرّحاً بأنَّ ‫"اتهام البروفيسور غلام أعظم ورفاقه العلماء والناشطين الإسلاميين بارتكاب جرائم حرب قبل أكثر من 40 سنة غير منطقي ولا يمكن القبول به‫".

بدوره، قال القاضي حسين أحمد الرئيس السَّابق للجماعة الإسلامية في باكستان في تصريح له: ‫"أطالب بالإفراج الفوري عن البروفيسور غلام أعظم الذي يبلغ من العمر 89 عاماً‫، الأمير السَّابق للجماعة الإسلامية في بنجلاديش".

كما أدان الاعتقال أمير الجماعة الإسلامية في الهند، سيد جلال الدين العمري، قائلاً: "من الواضح للجميع، سواء الحكومة الهندية، أو المراكز العلمية، أو المنظمات، أو الأشخاص الذين يراقبون عن كثب الأحداث في العالم الإسلامي، بأنَّ محاكمات اعتقال أعضاء الجماعات تكون مزوره وبعيدة عن العدالة، ويتم القيام بها بطريقة انتقامية‫".

وفاته في السجن

بعد تدهور صحته، طالب أعظم من الحكومة والمحكمة بتوفير رعاية صحية، وظروف معيشية أفضل، إلاَّ أنَّ المحكمة رفضت الطلب.

ففي يوم الخميس 23 تشرين أول/ أكتوبر 2014م، ساءت حالتة الصحية بشكل كبير، وتمَّ نقله من السجن إلى مستشفى جامعة "الشيخ مجيب رحمن" لتلقي العلاج، وتوفي في اليوم نفسه عن عمر يناهز 92 عاماً، لتبقى وفاته شاهدة على ظلم القضاء وتسييسه من قبل النظام الحاكم في بنغلاديش، ووصمة عار على جبين كل المؤسسات القضائية الدولية التي لم تحرّك ساكناً قبل محاكمته وأثناء اعتقاله ووجوده في السجن.

رحم الله البروفيسور غلام أعظم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنّاته وعوّض بلده بنغلاديش والأمَّة الإسلامية خيراً، وإنَّا لله وإنّا إليه راجعون.

ملامحُ من سيرته..

  • وُلد غلام أعظم في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1922م.
  • التحق غلام بمدرسة في قريته برقابون في منطقة كاميلا. وأكمل دراسته الثانوية في دكا. وقام أيضا بمواصلة تعليمه والحصول على درجة البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة دكا.
  • دخل أعظم عالم السياسة كقائد للطلاب في جامعة دكا، وأصبح الأمين العام لوحدة طلاب جامعة دكا.
  • في عام 1954م، أصبح أعظم مدير فرع منظمة الثقافة الإسلامية لشرق باكستان في رانقبور "تمدن مجلس"، وقد تأثّر بأفكار العلاّمة أبو الأعلى المودودي من خلال مشاركته بالمنظمة. وعندما كان مسجوناً عام 1955م، أصبح أعظم عضواً في حزب المودودي ‫(الجماعة الإسلامية‫). وبعد فترة قصيرة، ترقّى إلى مرتبة الأمين العام للجماعة الإسلامية في شرق باكستان وذلك في عام 1957م.
  • له العديد من المؤلفات باللغتين الإنجليزية والبنغلادشية، منها: دليل إلى الحركة الإسلامية، الجماعة الإسلامية وبنغلاديش، الوحدة الإسلامية والحركة الإسلامية، سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، السياسة في حياة النبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام، جماعة الإسلام والحركة الديموقراطية.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …