أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وحول كيفية التعامل مع المراهق ينصح خبراء التربية الوالدين باتباع الآتي:
أولاً: استعمل معه أسلوب الحوار وليس أسلوب التعليم المباشر، فتقول له مثلاً: أنت الآن أصبحت كبيرًا، وأنا أنتظر منك الخير الكثير، وأريد أن أناقشك في بعض الأمور فهل الوقت مناسب الآن؟ وهنا سوف يشعر بأنه شخص محترم ويخرج لك ما في نفسه.
ثانيًا: أن يكون التوجيه غير مباشر وفي وقت مناسب، وألا يكون في وجود أحد من الناس وخاصة الأصدقاء.
ثالثًا: من الأفضل أن تكون مناقشة الأمور الجنسية والتطورات والتغيرات التي يجدها المراهق في نفسه عن طريق الأسلوب القصصي كقصة الشاب الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا، فصاح الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقروه، ادن فدنا حتى جلس بين يدي رسول- الله صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتحبه لأمك" قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم أتحبه لأختك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم أتحبه لعمتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم أتحبه لخالتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه".
"امنح ابنك جرعات من العطف والاهتمام، ولا تكثر من لومه وعتابه واطلب منه مصادقة الأخيار"
والأسلوب القصصي يرفع الحرج، ويمكن في خلال القصة أن تبين له أن الله حرم تصريف هذه الشهوة بالزنا أو اللواط أو العادة السرية، وقد مدح الله المؤمنين فقال: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
رابعًا: أن نعلمه طريقة غسل الجنابة ونهنئه بأنه بلغ درجة الرجولة والتكليف حتى يشعر بالمسئولية، وأن الله يحاسبه على كل تصرفاته، وهذه مهمة المعلمين بالدرجة الأولى ثم الأهل في البيوت، وقد وضعت مسألة غسل الجنابة وموجبات الغسل في مناهجنا التعليمية، ولكن النجاح في طريقتنا في تعليمها وشرحها، ونوضح لهم خطورة استخدام هذه الشهوة في الطريق الذي لا يرضي الله.
خامسًا: لا بد من مراقبة ومتابعة هذا الشاب، ولكن ليس على الطريقة البوليسية والتحقيقات، ولكن عن طريق المصارحة والحوار ومنح مقدار من الثقة مع شيء من الحذر؛ لأن طريقة أين ذهبت وماذا فعلت؟ وما هذا الذي في جيبك؟ تدمر الطفل وتعلمه الكذب والاحتيال وتحطم شخصيته، ولكن الأم الناجحة والأب الناجح يصادق أبناءه في هذه السن ويحترم رأيهم ويحسن الاستماع إليهم، ويطلب منهم المشورة ويقرأ الوجوه إذا دخلوا ويمسح على رءوسهم ويدعو لهم ويوصيهم إذا خرجوا.
سادسًا: لا بد من بيان خطورة الفواحش، وأنها تسبب في خسارة الدنيا والدين، وأن أهلها مهددون بأمراض فتاكة مثل الإيذر الذي أرسله الله حربًا على العصاة.
سابعًا: بيان خطورة العادة السرية التي تؤثر على كل أعضاء الجسم وتهدد صاحبها بسرطان البروتساتا، وتهدد حياته الزوجية مستقبلاً بالفشل، وتسبب له الانطواء وتأنيب الضمير، وتوضيح أن هذه العادة السيئة لا توصل إلى الإشباع، ولكنها تشعل النيران وتغضب الرحمن.
ثامنًا: ضرورة مناقشته بهدوء في أمر الصلاة، وضرورة الالتزام بها، وأهمية الصحبة الصالحة التي تعينه على عمل الصالحات وتجنب السيئات بأن يجعل المسجد هو مكان اختيار الأصدقاء، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والاهتمام بالصلاة سوف يجعله يهتم بمظهره ونظافة جسده فالإسلام دين النظافة والطهارة.
تاسعًا: إبعاد المثيرات الجنسية عنه، وهي كثيرة بكل أسف: ومنها وسائل الإعلام والإنترنت والمجلات الخليعة والهاتف، وكل هذه الأشياء ينبغي أن تكون في صالات عامة حتى تسهل مراقبتها ومتابعة أبنائنا دون أن يشعروا عند استخدامها، أما إذا وضعت هذه الأشياء في حجرات خاصة فلن نتمكن من معرفة ما يدور فيها.
عاشرًا: امنح ابنك جرعات من العطف والاهتمام، ولا تكثر من لومه وعتابه واطلب منه مصادقة الأخيار واحرص على أن تكون الصداقة تحت أعينكم وافسحوا له ولأصدقائه الأخيار مكانًا في المنزل، ولا تنصحه وتكثر عليه أثناء وجودهم معه، وكن أهم أصدقائه وأقرب الناس إليه.