القدس .. بوصلة الثورة ونبض الأمة

الرئيسية » بصائر تربوية » القدس .. بوصلة الثورة ونبض الأمة
a1414742180

ها هي قدسنا المباركة تتعرض لحملة شرسة لم يسبق لها مثيل من التهويد وتغيير المعالم، حتى باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى بالتقسيم الزماني والمكاني، وتنفيذ مخططات اليهود بإقامة هيكلهم المزعوم عليها. في ظل تشاغل عربي وعالمي بأمور أقل منها أهمية، وتجاهل مقصود لما يجري فيها من جرائم متعددة.

ورغم التخاذل العربي والإسلامي الرسمي تجاه هذه القضية التي تمثل جوهر الأمة وروحها، إلا أن أهل القدس آثروا أن يردوا بطريقتهم، كل حسب طاقته وقدرته، فهذا بالرباط، وذاك بالطعن، وآخر بالدعس، وغيرها الكثير. في ردود عفوية، تؤكد أن أهل القدس لن يستسلموا لمعركة التهويد، والتطهير العرقي التي تستهدفهم، وتستهدف كرامة أمة كاملة، عبر الاعتداء على مقدساتها، وعزلها عنهم، والعبث بها كيفما شاؤوا.

وهذا لسان حال كل فلسطيني حر شريف، أن لا يقبل بوجود المحتل، ولا ينحني لرياح الظلم والطغيان مهما كانت قوتها وشدتها، ومهما كانت الظروف الراهنة والمحيطة بهم. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" (رواه أحمد).

إن أبطال القدس رجالاً ونساء، وكباراً وصغاراً، يوجهون رسالة هامة للأمة قاطبة، أن القدس لا بد وأن تبقى في ضمير كل إنسان حي، وأن الظروف والأحوال العصيبة لا يمكن أن تثنينا عن نصرة هذه القضية بكل ما أتيح لنا من أسلوب، وكل ما أعطينا من قوة وقدرة. ولهذا فإن ما يجري في القدس من أمور، يبعث إلينا برسائل كثيرة أبرزها:

  • إن العدو الصهيوني لا يحتاج إلى مبررات للقيام بجرائمه، فهو منذ احتلاله لهذه الأرض المباركة وهو يستبيح مقدساتها، ويسفك دماء أهلها، وينتهك حرماتها، دون رقيب أو حسيب، وهو يستغل الظروف الراهنة لتنفيذ مخططاته بعد أن انشغلت الشعوب العربية بهمومها الداخلية، وباتت الظروف السياسية الراهنة تخدم سياسات العدو وأهدافه.
  • التربية على الجهاد والتضحية وحب الشهادة، فإن فلسطين لا يمكن أن تتحرر دون تضحيات وبذل للغالي والنفيس، بل أثبت التاريخ أن الشعوب لا يمكن أن تنتصر وتتحرر إلا بعد أن تقدم فلذات أكبادها شهداء على طريق الحرية والعزة، ولهذا على المربين أن يبثوا بين الأفراد أهمية الاستعداد النفسي للجهاد والتضحية، وعقد النية على ذلك.
  • تربية الأفراد على المبادرة والإيجابية، بحيث يكون لكل فرد منهم دور في البناء التنظيمي والتقدم الدعوي، فمعركتنا مع الاحتلال تحتاج إلى جهد كل شخص يستطيع أن يقدم ما بوسعه في سبيل خدمة هذه القضية.
  • التربية على عدم الاستسلام والرضا بالظروف العصيبة، وغرس روح المثابرة والتحدي وتقديم كل الحلول لتجاوزها وتحقيق الأهداف والغايات، فأهل القدس يعلمونا بصمودهم ودفاعهم أهمية أن يسعى الإنسان لتغيير واقعه والدفاع عن قضيته، لا لينتظر الآخرين ليقدموا حلولاً تضيع ثوابته ومعالم قضيته من خلالها.
  • أهمية التعريف بقضية القدس، وتأصيلها وأبعادها وما يجري فيها، وتعريف الناس بذلك، حتى نكوّن لديهم وعياً بها، وبالتالي يكون تفاعلهم عن علم وبصيرة ويتميز بالديمومة والاستمرار. ويدخل في هذا الأمر أهمية التنسيق بين المؤسسات المختلفة المعنية بهذا الشأن، حتى يكون العمل متكاملاً يؤدي إلى تحقيق الأهداف المتوخاة منه.
  • دعم صمود المقدسيين بشتى السبل، سياسياً ومالياً وإعلامياً وغير ذلك، فهم يمثلون خط الدفاع الأول عن القدس. ويدخل في هذا إقامة الفعاليات المختلفة التي تصب في هذا المجال، كجمع التبرعات، والمسيرات الحاشدة، والوقفات التضامنية وغيرها.
  • تفعيل مقاطعة المحتل، سواء أكان عبر المجال السياسي كالضغط على أصحاب القرار لاتخاذ مواقف تخدم قضيتنا، بالإضافة إلى المجال الاقتصادي الذي يتمثل بمقاطعة البضائع والمنتوجات الصهيونية.

ختاماً.. إن ما يقوم به أهل القدس من صمود بطولي، يضاف إلى تاريخنا المشرق، الذي سطره الفلسطينيون في كل الأماكن، وإن هذا ليؤكد أن روح الثورة والحرية في نفوس الفلسطينيين ما زالت تنمو وتكبر، مما يعني اقتراب يوم النصر والتحرير، فأعدوا له عدته، وجهزوا نفوسكم لتكونوا ممن يصطفيهم الله لذلك، وعسى أن يكون قريباً.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …