رائد صلاح.. على السلطة الاختيار بين الشعب والمفاوضات

الرئيسية » بصائر من واقعنا » رائد صلاح.. على السلطة الاختيار بين الشعب والمفاوضات
يرى رائد صلاح هذه الأيام بمثابة فرصة ثمينة للسلطة الفلسطينية كي تؤكد أن كل المفاوضات لا تساوي شيئاً إذا أصبحت القدس والأقصى في خطر، بل هي فرصة لأن تتخلى عن التنسيق الأمني مقابل القدس وما يحدث فيها.
يرى رائد صلاح هذه الأيام بمثابة فرصة ثمينة للسلطة الفلسطينية كي تؤكد أن كل المفاوضات لا تساوي شيئاً إذا أصبحت القدس والأقصى في خطر، بل هي فرصة لأن تتخلى عن التنسيق الأمني مقابل القدس وما يحدث فيها.
يعتبر الشيخ رائد صلاح قرار سلطات الاحتلال جواز حمل اليهود للسلاح واستخدامه بمثابة الحكم على جواز قتل كل مقدسي في أي لحظة لأدنى شبهة،

قال الشيخ رائد صلاح إن على السلطة الفلسطينية أن تحدد خيارها بشكل واضح، فإما أن تنحاز إلى الشعب الفلسطيني وثوابته ومقدساته، وإما أم تنحاز إلى المفاوضات العبثية مع الاحتلال الصهيوني، الذي لم يؤت أية نتيجة للشعب الفلسطيني.

وقال صلاح خلال استضافته على برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أول أمس الأربعاء، إن السلطة الفلسطينية مطالبة بأن تسأل نفسها هذا السؤال المصيري، بحيث تحدد إلى أين تنحاز، داعيا إياها إلى أن تنحاز إلى ضمير الشعب الفلسطيني وأن تأخذ المواقف التي تتوافق مع وحدة الفلسطينيين المتمثل بضرورة رفض الاحتلال الصهيوني للقدس وتهويده، وأن هذه الأيام تمثل فرصة ثمينة للسلطة الفلسطينية كي تؤكد أن كل المفاوضات لا تساوي شيئاً إذا أصبحت القدس والأقصى في خطر، بل هي فرصة لأن تتخلى عن التنسيق الأمني مقابل القدس وما يحدث فيها.

وقال الشيخ رائد صلاح، إن الاحتلال الصهيوني ظن أنه باعتداءاته الإرهابية، سيكسر صمود المقدسيين، ويحولهم إلى قطيع من الخراف، لكن الذي حدث وقوف أهل القدس في وجه العدوان الصهيوني وقوقا شعبيا بحيث كان لهم رد فعل شعبي عفوي فردي، بأساليب مختلفة عبروا فيها عن رفضهم للاحتلال وعدوانيته.

وبرر الشيخ رائد صلاح أعمال المقدسيين التي يدافعون فيها عن أنفسهم، بأن السبب وراءها هو الاحتلال الصهيوني، حيث استباح الإعدام الميداني للكثير من المقدسيين، كما أنه استباح الاعتداء على المرابطات في الأقصى إلى حد انتزاع الحجاب والدوس عليهن وطعنهن بفوهات البنادق، كما أنه استباح اعتقال وإبعاد الآلاف عن المسجد الأقصى، حتى سولت له نفسه لاعتقال طفل عمره عامين فقط. وهذا انعكس غضباً شعبياً على أهل القدس، بحيث يفكر كل واحد في القدس بالرد، بعد أن أصبحت روحه مهددة بأية لحظة، وهو ما جعل كل واحد أن يفكر ويتصرف ويدافع عن نفسه لوحده.

أما فيما يتعلق بسماح سلطات الاحتلال الصهيوني لليهود بحمل السلاح واستخدامه للدفاع عن النفس، فأبدى الشيخ رائد صلاح تخوفه من ذلك، وقال لا شك أن إطلاق يد اليهودي المحتل في القدس دليل على أن الاحتلال حكم على جواز قتل كل مقدسي في أي لحظة لأدنى شبهة، وهذا يعني أن الإنسان المقدسي قد يقتل لمخالفة مرورية على سبيل المثال، وهذا يفرض على ضمير كل عربي ومسلم أن يستيقظ ضميره، لأن الاحتلال حول المقدسيين إلى هدف للقتل في كل لحظة، ولا أدري من يرضى ذلك على كل الأصعدة العربية والإسلامية.

"رائد صلاح: لا يمكن حصر هذه الانتفاضة المقدسية، بأنها لا تنطلق من قبل التنظيمات الفلسطينية، بل هي تقوم على رد فعل الأفراد التلقائي العفوي دون استشارة أحد، وهذا كله بسبب غباء وغرور الاحتلال"

وأضاف صلاح أنه من المستحيل أن يفرض الأمن بلغة الرصاص والاحتلال، وبلغة استباحة الدماء وهدم البيوت، فالاحتلال الصهيوني ظن أن من يقف سداً منيعاً أمام حلمه الواهم بتقسيم الأقصى وبناء الهيكل، هو الموقف المقدسي والإرادة المقدسية. فأراد أن يكسر هذه الإرادة من خلال تصعيد عدوانه عليهم، لكنه اكتشف أنه فقد ما ظنه في لحظات ما أنه آمن في القدس، كما أنه استثار الإنسان المقدسي، وأصبحت مواجهة الاحتلال من قبل جميع المقدسيين. بالإضافة إلى أن الاحتلال الصهيوني بعد كل ما ارتكبه من سلوكيات إرهابية دموية بحق أهلنا المقدسيين والأقصى، فإنه فتح على نفسه انتفاضة شعبية عفوية فردية ممتدة،بحيث لا يمكن حصر هذه الانتفاضة، لأنها لا تنطلق من قبل التنظيمات الفلسطينية، بل هي تقوم من تفكير ورد فعل الأفراد التلقائي العفوي دون استشارة لأحد. لذا هذه الأحداث تبلور انتفاضة مقدسية. وهناك اعترافات تنمو داخل الاحتلال بعدم المقدرة على ضبط هذه الانتفاضة. فغباء وغرور الاحتلال حول المجتمع المقدسي إلى بيئة خصبة لانتفاضة شعبية متواصلة.

وعن أهم ما يميز هذه الانتفاضة المقدسية، أشار رائد صلاح إلى أن أهم المميزات أن الإنسان المقدسي يشعر أنه في معركة البقاء، بحيث يكون أو لا يكون، لذلك هو أمام مخطط التطهير العرقي الذي يحاوله أن يفرضه الاحتلال الصهيوني، حيث بات يحافظ على وجوده وحقه دون أن يتنازل أو يستسلم لضغوط الاحتلال، وهذا الدافع لا يمكن أن يموت داخل كل إنسان، وكلما زاد القمع كلما زادت حدة رد الفعل التي لا تقبل أن تخمد، والحل هو زوال الاحتلال الصهيوني، لأنه هو السبب الأول والأخير. كما أنه من المستحيل وأد هذه الانتفاضة، لأنها لم تقم بناء على قرار مسبق، حتى يقال أن الذي قرر بدأها بإمكانه إيقافها. فهي نابعة من ألم المقدسيين، ووصولهم إلى قناعة أن الاحتلال يريد أن يوصلهم إلى طريق مسدود، وخيار واحد أن لا يبقوا في القدس. لذلك المقدسي أمام خيارات صعبة جدا، أما أن يعيش فيها سعيداً أو يموت فيها شهيداً. فالإنسان المقدسي لا يمكن أن يخسر شيئاً إذا كان هناك تهديداً بفرض التطهير العرقي عليهم.

وفيما يتعلق بضعف التفاعل الشعبي في الضفة الغربية، قال بأنهم لا يمكن أن يقفوا في يوم موقف المتفرج، بل كان دورهم واضحاً في الانتفاضتين السابقيتن. لكن الوضع الحالي فيه مشكلة بين ضمير الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يخرج إلى الشوارع ويعبر عن غضبهم. لكن المشكلة أن السلطة لابد أن توفر لهم المناخ، بحيث لا تواجههم بنوع من الخنق والتضييق، بحيث تقمع المظاهرات التي تخرج في هذا الصدد. داعياً السلطة أن تسمح للفلسطينيين بالضفة الغربية للتعبير عن رأيهم، ووقوفوهم إلى جانب إخوانهم في القدس، لأن الشعوب لها إرادة عميقة في ضميرها ولا يمكن لأي قوى الظلم أن تقتل إرادات الشعوب، فهما كانت قوة السلطة وسجونها ومخابراتها، والتاريخ يثبت لنا ذلك، والربيع العربي يؤكد لنا ذلك أيضاً. فالشعوب لما أرادت حققت ما أرادته، وأتمنى على السلطة أن تدرك أننا في أمس الحاجة لأن نشعر أن السلطة تجسد ما يدور داخل الشعب بالكامل.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …