لقي قرار دولة الإمارات العربية المتحدة تصنيف منظمات واتحادات وراوبط إسلامية دولية على قوائم الإرهاب ردود فعل غاضبة ومستهجنة ضده، ومستغربة من توقيته وأهدافه، واصفة إيّاه بـ "المفاجىء" و"الصادم" و"السيّىء".
وأجمعت ردود الفعل على أنَّه قرار مخالف لكافة التقاليد والأعراف، ولا يستند إلى أيّ دليل أو مرجعية سوى أنَّه كيديٌّ وسياسي بامتياز.
الإخوان: نحترم الشعب الإماراتي .. وحكومته الحالية عبءٌ عليه
قال إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين معلّقاً على وصف الإمارات الجماعة بالإرهاب : لم نفاجأ بمثل هذا القرار من الإمارات، وهو تحصيل حاصل ومعروف مواقفها السيّئة ضد الجماعة من قبل دعمها الانقلاب في مصر. وأضاف: "الإخوان تحترم الشعب الإماراتي وتعتبر حكومته الحالية عبئاً عليه وتتخذ قرارات سيّئة لا يدري بها من يسيّر الإمارات".
القره داغي: القرار حكم "سياسي غير راشد وغير حكيم"
وصف الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث الشيخ الدكتور علي محي الدين القره داغي، قرار حكومة دولة الإمارات بأنَّه حكم "سياسي غير راشد وغير حكيم".
وشجب القره داغي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" القرار الإماراتي، وقال: "إننا في الحقيقة نشجب بشدة قرار حكومة الإمارات العربية المتحدة، الذي جاء غريبا وشاملاً لأغلب المنظمات الإسلامية المعتدلة الوسطية والمشهود لها دوليا بذلك. نحن رفضنا هذا التصنيف واحتفظنا لأنفسنا بحقوقنا القانونية وتسجيل دعوى قضائية ضد الحكومة الإماراتية، لأن هذا ظلم وقع على هذه الجمعيات".
وأضاف: "نحن استغربنا أن يكون الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضمن هذه المنظمات، وهو يضم أكثر من 95 ألف عضو من المنظمات والإفراد، وفيه أكثر من 100 مفتي في العالم ومسؤولين في العديد من دول العالم".
"كير" ندعو الإمارات إلى إعادة النظر في هذا القرار
من جانبه، استنكر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" إدراج الإمارات له في قائمة المنظمات الإرهابية. وقال بيان للمنظمة الإسلامية، التي تعدّ الأكبر في الولايات المتحدة: "نحن نسعى إلى توضيح من حكومة الإمارات العربية المتحدة عن هذا التقرير الصادم والغريب، والذي لا يستند على أي أساس للحقيقة لتضمين كير ومجموعات أمريكية وأوروبية مدافعة عن الحقوق المدنية في هذه القائمة".
وفي بيان لها نشرته صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أضافت المنظمة القول: "مثلها مثل أي من المؤسسات الرئيسية التي تمثل المجتمع الأمريكي المسلم، فإنَّ النموذج الدعوي الذي تمارسه كير هو على الضد من الخطاب الذي تستخدمه جماعات العنف المتطرّف".
ودعت الحكومة الإماراتية إلى "إعادة النظر في قائمتها وإزالة منظمات مثل كير، وجمعية المسلمين الأمريكيين وغيرهما من منظمات المجتمع المدني التي تشجع على الحقوق المدنية والديمقراطية والمناهضة للإرهاب".
اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا: القرار "مسيء"
كما استنكر "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" بأقصى العبارات الزجّ باسمه وباسم مؤسسات أوروبية وتخصصية في اتهامات شائنة كهذه، ويرى فيها تعسّفاً واضحاً لا يمكن القبول به".
وقال الاتحاد في بيان له: إنَّه "إذ يدين هذه الخطوة المرفوضة التي لا يمكن فهمها أو تبريرها، فإنه يشير في الوقت ذاته إلى طابعها غير المنطقي أيضاً الذي يزجّ بمسلمي أوروبا في صراعات لا مبرر لها، ويمثل إهانة للدول التي منحت التراخيص القانونية للاتحاد والجمعيات الأخرى".
وأكَّد الاتحاد أنَّ هذا القرار المستغرب يسيء بشَّدة إلى دولة الإمارات، وينقض تقاليد التواصل والانفتاح التي حرص عليها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كما حرص عليها الاتحاد ومسلمو أوروبا ومؤسساتهم.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- قدس برس - وكالات