أكد أكثر من ثلاثمئة عالم وداعية وإمام وأكاديمي وباحث وناشط، من عدة دول في العالم رفضهم لوضع اسم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلاّمة الشيخ يوسف القرضاوي ضمن المطلوبين في قوائم الانتربول الدولي استجابة لطلب مصر، ورأوا أنَّ أي استهداف أو مساس بمقام الشيخ يوسف القرضاوي أو بشخصه، هو مساس بهم جميعاً، وهو استهداف للمنهج الوسطي المعتدل الرشيد.
وأعلن العلماء في بيان لهم يوم أول أمس الإثنين (15/12) استهجانهم وإدانتهم لهذا التصرف ووصفوه بـ "اللامسؤول"، واعتبروه إهانة للإسلام والمسلمين، وللعلم والعلماء، وأكدوا رفضهم تماماً توجيه تلك الاتهامات المغلوطة والمختلقة للعلامة القرضاوي، وأدانوا توجيه التهم الزائفة للعلماء، أو لأيّ مؤسسة سلمية تنتهج الفكر الوسطي المعتدل، ورأوا أن ذلك يمثل "محاولة بئيسة لعزل العلماء وإضعافهم، ودعوة ضمنية للشباب لاتباع فكر العنف والتطرف، وترك شباب الأمة فريسة للأعداء والمضللين في الداخل والخارج، في غياب علمائها الحقيقيين".
وطالب البيان بسرعة رفع اسم الشيخ القرضاوي من تلك القوائم، التي قال البيان بأنها "كان يجب أن تضم أسماء المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم، ويمولون الباطل، والعالم يعرفهم جميعاً، والواقع يفضحهم، والتاريخ لن يرحمهم".
وقال البيان: "إنَّ القرضاوي تجاوز 88 عاماً من العمر قضاها في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتعليمه للناس، وفي حفظ السنة النبوية وفقهها وحمايتها، وإنه كُرِّم نتيجة جهوده السابقة من المؤسسات الدولية ومن الدول العربية والإسلامية، وحصل على كثير من الجوائز من عدة دول".
وأضاف "فوجئنا نحن العلماء الموقعين أدناه، كما فوجئ المسلمون في العالم بوضع اسم سماحة الشيخ يوسف القرضاوي ضمن لائحة الإنتربول للمطلوبين دولياً، بطلب من سلطات الانقلاب الدموي في مصر، وبواسطة سلطة قضائية مسيسة فقدت كل مصداقية وكل قيمة لقراراتها وأحكامها، وسماحة الشيخ يوسف القرضاوي إمام الوسطية الإسلامية، وواحد من أهم المجددين في هذا العصر، وعلم من أعلام الأمة الإسلامية، ورمز من رموز العلم والفكر، وهب حياته لخدمة قضايا الأمة، وللعمل والإنتاج العلمي والفكري، وبذل وسعه لنشر المنهج الوسطي المعتدل، وهو معلم لأجيال من العلماء، له تلامذة ومحبون في العالم أجمع، كما أن مواقفه الرافضة للعنف والتشدد والإرهاب ثابتة في كتبه وخطبه ودروسه ومقالاته وفتاواه وبياناته منذ عشرات السنين، إضافة إلى أن كتبه البالغة نحو (200) مائتي كتاب تمثل مراجع أساسية في المكتبة الإسلامية، وتدرس في مختلف الجامعات الإسلامية، وتترجم لشتى لغات العالم".
ويذكر أن من بين الموقعين على البيان: الوزير السوداني الأسبق الشيخ عصام البشير، ورئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشيخ محمد الحسن الددو، وعميد كلية الشريعة السابق في جامعة الكويت الشيخ عجيل جاسم النشمي، ومفتي القدس السابق وإمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 الشيخ رائد صلاح، والداعية اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.