نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له فضيلة الشيخ أليف الدين الترابي نائب أمير الجماعة الإسلامية في كشمير الحرّة، وجاء في البيان: "ينعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيساً وأميناً عاماً وأعضاء فضيلة الشيخ أليف الدين الترابي، نائب أمير الجماعة الإسلامية في كشمير الحرة وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويدعو الله عزّ وجل أن يرحمه رحمة واسعة وأن يلهم أهله ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ويعدُّ البروفيسور أليف الدين الترابي من أبرز العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في نشر الوعي بالقضية الكشميرية أمام الرأي العام العالمي والإسلامي.
ملامح من حياته:
ولد في 27 آب /أغسطس عام 1941م، في قرية قرب مدينة "بونش" في إقليم كشمير الواقع تحت السيطرة الهندية، انضم إلى صفوف الجماعة الإسلامية في كشمير منذ العام 1963م، وشارك في الجهاد منذ العام 1965م، وقد هاجر بعد ذلك إلى كشمير الحرة، وعمل في وزارة الإعلام، وبعدها عمل أستاذاً للعلوم الإسلامية واللغة العربية في الكليات الحكومية المختلفة، ويعدُّ المؤسّس الأوّل للمنظمة الإسلامية للأساتذة التي كان يرأسها آنذاك.
تفرَّغ للمشاركة في العمل الجهادي والإعلامي والسياسي في إقليم كشمير منذ انطلاقة الانتفاضة الكشميرية عام 1990م، ويعتبر من الذين وضعوا الاستراتيجية العامة لانطلاقة الجهاد في كشمير ما بين العام 1981م والعام 1990م.
عيّن نائباً لأمير الجماعة الإسلامية، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعمل أميناً عاماً لهيئة الإغاثة لمسلمي كشمير. ومديراً عاماً للمركز الإعلامي لكشمير. ومديراً عاماً لمجلة كشمير المسلمة.
ويوضح البروفيسور أليف الدين الترابي في كتاباته العلاقة بين الإمام الشهيد حسن البنا والإمام أبي الأعلي المودودي، وأنَّ دعوتهما اشتركت في عدَّة مبادئ:
- العودة إلى الإسلام من جديد.
- الإسلام دين ودولة.
- الوسطية والاعتدال.
- الاعتماد على المنهج السلمي لإصلاح الحكم.
- القدوة قبل الكلمة.
- الشمولية.
- الدعوة العالمية.
من أفكاره ومقالاته:
"دولة إسرائيل الصهيونية كانت ولا تزال تستهدف إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تكون حدودها من نهر الفرات إلى نهر النيل من ناحية، وإلى المدينة المنورة من الناحية الثانية. كما كانت تستهدف هدم المسجد الأقصى الشريف وبناء الهيكل السليماني مكانه. من أجل ذلك قرر الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى أن يقوم بإعداد الكتائب الجهادية للمشاركة في الجهاد الفلسطيني لمنع إقامة دولة إسرائيل الكبرى والحفاظ على المسجد الأقصى الشريف الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ولكن من سوء حظ الإسلام والمسلمين وقفت الحكومات المجاورة وعلى رأسها حكومة الملك فاروق في مصر في تلك الأيام، مع الاستعمار البريطاني لتحقيق أهدافه فقامت بالمؤامرة لاغتيال الإمام حسن البنا رحمه الله، لا لذنب إلا لدعوته للعودة إلى الإسلام من جديد ومشاركته في الجهاد الفلسطيني للحفاظ على المسجد الأقصى الشريف". بتاريخ 23/10/2012م.
ومن أقواله أيضا: "نلفت انتباه إخواننا في مصر إلى أنه إذا تمكن الانقلاب من استعادة العهد الدكتاتوري لمبارك ففي ذلك قضاء على أهداف ثورة يناير عام 2011م. كما أن دائرة الأضرار لن تكون محصورة في جماعة الإخوان أو الأحزاب الإسلامية الأخرى فحسب بل ستشمل كافة المجتمع المصري بكل أطيافه... ألا يدري الشعب المصري أن العهد الدكتاتوري من عبد الناصر إلى مبارك كان تحت ظلال بنادق الجيش الذي كان يقاتل الشعب بدلاً أن يقاتل دفاعاً عن الإسلام والمسلمين؟". بتاريخ 23/10/2013م.
من مؤلفاته:
- أبو الأعلى المودودي حياته ودعوته: تناول قصة حياة العلامة المجاهد أبي الأعلى المودودي ودعوته ومؤلفاته ومؤثرات دعوته الفكرية والعلمية، وذلك في خمسة فصول.
- الأستاذ أبو الأعلى المودوي ومنهجه في تفسير القرآن الكريم، وهي رسالة ماجستير في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى بمكة المكرّمة عام 1402-1403هـ.
- انتهاكات حقوق الإنسان في الهند.. الجذور العقدية والتاريخية، المركز الإعلامي لكشمير المسلمة.
- وكان له دورٌ كبيرٌ في نشر وإصدار مجموعة من الكتب تشرح قضية كشمير وأبعادها منها: الدعاية الهندية وشبهات حول الجهاد الكشميري. كشمير قضية الأمة الإسلاميةـ الجهاد الكشميري وجهاد الأمة الإسلامية، قضية كشمير المسلمة والعالم الإسلامي. الإرهاب الهندوسي في كشمير المحتلة والشهادات الهندية والعالميةـ الجهاد الكشميري ورؤية أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ. المطامع الهندوسية في العالم الإسلامي والتحالف الصهيوني.
لمحة عن كشمير:
تعود قضية كشمير إلى عام 1947م، عندما قسَّمت بريطانيا شبه القارة الباكستانية الهندية بين المسلمين والهنود، على أساس غالبية السكان الدينية، ورغم أنَّ كشمير غالبية سكانها مسلمين إلاّ أنّها حرمت من الانضمام إلى باكستان أو الحصول على حق تقرير المصير، ومن هنا ظهرت قضية كشمير، وبقيت تحت الاحتلال الهندي حتى اليوم، دون إيجاد حل عادل لها، رغم قرار الأمم المتحدة الذي أعطى شعبها حق تقرير المصير.
وتبلغ مساحة كشمير الكلية 86023 ميلاً مربعاً، منها 53665 ميلاً مربعاً تحت الاحتلال، وهي من أجمل المناطق في شبه قارة جنوب آسيا، ومشهورة بخصوبة أراضيها.
عدد سكانها 15 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2000م، تُقدّر نسبة المسلمين فيها بـ 90%، وأتباع الدّيانة الهندوسية بـ %8 والبوذيُّون بواحد بالمئة.
وكشمير تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً؛ حيث تحدّها الباكستان وأفغانستان والصين والهند.