جمعت الخلافة الإسلامية بين سيادة الحاكمية الإلهية وبين سلطة الأمَّة.. فكانت الدولة فيها مفوضة من الأمَّة لا نائبة عن السَّماء، ومسؤولة أمام الأمَّة لا معصومة فعَّالة لما تريد.
وكانت دولة الخلافة الإسلامية مع أمتها مستخلفة لله تعالى وملتزمة بإقامة الشريعة الإلهية، وحينما حدث زلزال إسقاط الخلافة الإسلامية في القرن الماضي بكت الأمَّة سقوطها.
ولاشك أنَّ عملية إحياء الخلافة الإسلامية واجبٌ على الأمَّة بحكامها وعلمائها ودعاتها، ولكن هل يمكن تحقيقه على أرض الواقع وما حقيقة ذلك أم أنَّ الأمر خيال؟ وما جهود العلماء في سبيل ذلك؟.. الدكتور المفكر محمد عمارة في كتابه "إحياء الخلافة الإسلامية حقيقة أو خيال؟" يبحر في هذا الموضوع ويقدّم إجابات عن تلك الأسئلة.
مع المؤلف:
هو محمد عمّارة، ولد في مركز قلين- كفر الشيخ بمصر.
حفظ القرآن وجوّده وهو في كتّاب القرية. وكان أوّل مقال نشرته له صحيفة (مصر الفتاة) بعنوان (جهاد عن فلسطين).
درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية -كلية دار العلوم- جامعة القاهرة 1975م. والماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية -كلية دار العلوم- جامعة القاهرة 1970م، والليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية -كلية دار العلوم- جامعة القاهرة 1965م.
اتسمت كتاباته وأبحاثه التي أثرى بها المكتبة العربية والتي وصلت إلى أكثر من 200 مؤلف بوجهات نظر تجديدية وإحيائية، والإسهام في المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية والإسلامية في المرحلة التي تعيش فيها.
"الخلافة الإسلامية هي التي تحقّق ثلاثة شروط، وحدة الأمَّة، وتكامل دار الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية"
مع الكتاب:
يرى المفكر عمارة أنَّ الخلافة الإسلامية ليست نظاماً محدّداً، لأنَّ النظم تتنوَّع وتختلف باختلاف الزَّمان، فلا عاقل يحلم أن نعيد الشكل القديم للخلافة، الخلافة الإسلامية كما يقول السنهوري هي التي تحقّق ثلاثة شروط، وحدة الأمَّة، وتكامل دار الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية، دساتيرنا تقول الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، الأمة واحدة، لكن تكامل دار الإسلام يحدث بتحويل العالم الإسلامي ـ مع وجود الدول القطرية والوطنية كما هي ـ تتحول إلى التضامن ليكون هناك تضامن عربي وإسلامي، والتضامن الإسلامي وتكامل دار الإسلام لا يلغي خصوصيات الدول القومية والدول الوطنية والدول القطرية، فكما أنَّ الجامعة العربية لم تلغ الدول العربية، فالتكامل والتضامن الإسلامي لا يلغي خصوصيات الدول.. إذن فالذين يفتعلون بعبعاً يسمّونه "الخلافة" إمّا عملاء أو جهلاء!!
"دور العلماء العمل إحياء الخلافة الإسلامية في ثوب جديد يراعي ظروف العصر وما طرأ على الواقع الإسلامي من مستجدات"
وفي هذا الكتاب يعرض الدكتور عمارة لدور العلماء والفقهاء الذين لم يذهب هذا السقوط بصوابهم، فعملوا على إحياء الخلافة الإسلامية في ثوب جديد يراعي ظروف العصر وما طرأ على الواقع الإسلامي من مستجدات وبما يراعي مقاصد الخلافة ويبيّن طبيعة السلطة.
الكتاب طبع سنة 2011م، في دار السلام للنشر والتوزيع والترجمة بمصر، ويحوي 112 صفحات من القطع المتوسط.
