وجّه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأستاذ الدكتور علي القره داغي رسالة إلى عقلاء الغرب ومفكريه وقادته، طالبهم فيها بعدم رد الفعل على جرائم المتطرفين بالاعتداء على مقام رسولنا الكريم من خلال نشر الرسوم المسيئة ونحوها، ومحذراً من مغبَّة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية، وداعياً إلى القضاء على أسباب الإرهاب مع التركيز على الحل الفكري والثقافي.
وقال القره داغي في رسالته: "إنَّ قيام مجموعة من الصحف، ووسائل الإعلام، بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والهجوم على الإسلام، أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق، ولا الحكمة، وذلك لأننا إذا اتفقنا بأنَّ هؤلاء المتطرفين (وهم قلة) لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم، إذن كيف يرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم، بل ضد رسول الرحمة للعالمين، ورسول تؤمن به حوالي ملياري نسمة ويحبونه حباً جماً، وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيله. فهذا ليس من العدل ولا الإنصاف ولا المنطق السليم".
وبيّن أنَّ لظهور أفكار التطرف والتكفير والإرهاب أسباباً كثيرة، ولكن من أهمها شيئان، لا شك أن للحكومات الغربية دوراً فيها، وهما الدكتاتورية والاستبداد، وكبت الحريات منذ أيام الاستعمار وما بعده، مشيرا إلى أن الدكتاتورية حكمت معظم الدول الإسلامية، ومع ذلك وقفت معها الحكومات الغربية متجاهلة القيم التي تؤمن بها، وهي قيم الحرية والديمقراطية.
وأضاف بالقول: "لذلك فلا يجوز، بل ليس من الحكمة، أن تتخذ قيم الحرية وسيلة للهجوم على هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وأنه علّم الناس الحرية، ثم ترى الإساءة إليه من خلال الرسوم والأقلام التي لا يقبلها الإنسان العادي لنفسه".
"لا يجوز، بل ليس من الحكمة، أن تتخذ قيم الحرية وسيلة للهجوم على هذا الرسول العظيم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين"
ودعا عقلاء الغرب والشرق ومفكريهما وقادتهما إلى التفكير تفكيراً مشتركاً لصالح الجميع، مؤكدا أن هذا إنما يتحقق من خلال السعي بجميع الوسائل لتحقيق التنمية الشاملة والعدل الكامل من جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح أنَّ التجارب أثبتت أنَّ الحلول الأمنية والسياسية والمؤامرات لن تجدي نفعاً، فالحل الحقيقي هو الحوار الصادق الهادئ الهادف الشفاف ثم التطبيق والتنفيذ بصدق وإخلاص، وقال: "لأهمية الحوار يفرض الإسلام على المسلمين الحوار بأحسن الطرق مع غيرهم فقال تعالى (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) {النحل: 125}".