تأتي ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السابعة والعشرين هذا العام، بعد الانتصار المميز الذي حققته المقاومة خلال معركة "العصف المأكول"، التي فاجأت الاحتلال الصهيوني خلالها بقوتها العسكرية والاستخباراتية الفذّة وتنوع عملياتها على مدى 51 يوماً، فيما فشل الرهان على نزع سلاح المقاومة، وانفضاض الجماهير من حول "حماس".
كما خاضت الحركة ثلاثة حروب خلال سبع سنوات دون أن تنكسر شوكتها أو تخضع لإرادة المحتل، فما السر خلف ذلك الصمود وقوة الإرادة؟ وهل للجانب التربوي والإيماني دور في ذلك؟ وهل يمكن القول أن علاقة "حماس" مع إيران تشهد تلاحماً بعد مرورها بحالة من الفتور في الوقت السابق؟ وكيف يمكن للحركة أن تحافظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وتنميها وتطورها؟
هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والقيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الدكتور أحمد بحر في حواره لموقع “بصائر”، فإلى نصّ الحوار:
بصائر: تأتي انطلاقة حركة حماس هذا العام بعد انتصار واضح حققته المقاومة خلال حرب "العصف المأكول"، لكن في المقابل يحاول الاحتلال الصهيوني أن يعدم إنجازات المقاومة إلى جانب بعض الجهات المتآمرة على "حماس"، كيف تنظر حركة "حماس" للوضع الذي تمر فيه الحركة في ذكرى انطلاقتها السابعة والعشرين؟
د.بحر: الانتصار الأخير الذي حققته المقاومة خلال حرب "العصف المأكول"، كان انتصاراً مميزاً، فالعدو الصهيوني الذي يقال بأنه لا يقهر قهرناه حقيقةً، واستطاع المجاهدون والمقاومون بإذن الله أن يذلوه ويجعلوا أنفه في التراب، وهذا لم يأتِ من فراغ، إنما بالجهاد والإعداد والمقاومة حتى أن الشعب الفلسطيني أصبحت ثقافته المقاومة.
"الاحتلال الصهيوني وبعض الدول الإقليمية كانوا يتوقعون من الشعب الفلسطيني أن يسلم ويرفع الراية البيضاء، لكننا رأينا أن شعبنا يحتضن المقاومة وهذا كان نصراً آخراً"
كما أن هذا الانتصار أتى في ظل تآمر محلي وإقليمي ودولي على قطاع غزة، ولم يظل معنا إلا حبل الله تعالى، لذلك هذا التآمر العالمي كان رعاية من الله تعالى حيث انقطع حبل الناس ولم يبقَ سوى حبل الله يرعى هذه المعركة، ونحن نؤكد أن دولة الاحتلال أرادت أن تبهت هذا الانتصار بضخامة هدم البيوت التي بلغت أكثر من (50000) بيت و(500) مصنع، أما الشهداء فبلغ عددهم حوالي 2200 شهيد، والجرحى بالآلاف، كما ركنت إلى الأنظمة الإقليمية المعروفة في المفاوضات السياسية لتبهت انتصارنا.
فالاحتلال الصهيوني وبعض الدول الإقليمية كانوا يتوقعون من الشعب الفلسطيني أن يسلّم وينتهي ويرفع الراية البيضاء، لكننا رأينا أن الشعب الفلسطيني يحتضن المقاومة وهذا كان نصراً آخراً، حتى أن المرأة والرجل الفلسطيني الذي فقد ابنه أو بيته أو زوجه كان يتمسك بالمقاومة، وكذلك في المفاوضات السياسية كانوا يريدون أن يبهتوا هذا النصر، ولكني أعتقد أن المفاوض الفلسطيني عندما كان يتفاوض كان قوياً، ولم يستجب للنداءات الصهيونية التي كانت تقول في البداية يجب نزع سلاح المقاومة، وهذا الأمر تجاوزناه ووافقنا على الهدنة بشروط 2012م، التي كانت بعد حرب "حجارة السجيل"، ونحن نؤكد على أن المفاوض الفلسطيني رغم كل المضايقات والمؤامرات عليه حتى من الإقليم والغرب ومن دولة الاحتلال، إلا أنه رفض نزع سلاح المقاومة وبذلك يعتبر قد خرج منتصراً.
"حرب "العصف المأكول" دفعت المغتصبين الصهاينة ولأول مرة في تاريخهم للتفكير في الهجرة خارج فلسطين، حيث وصلت نسبة من يريد الهجرة بعد الحرب وبحسب الإحصائيات الصهيونية إلى 40%"
أما فيما يتعلق بالمطار والميناء فهذه النقطة بالأصل كان متوافقاً عليها في اتفاقية "أوسلو" وبني المطار ثم هدموه، وإعادة بناء المطار هو إعادة طبيعية، لكن الاحتلال الصهيوني بالمعنى السياسي لا يريد أن تكون سيادة للشعب الفلسطيني في غزة، ويكون له ميناء ومطار، ورغم ذلك لا زالت المؤامرة على شعبنا والمقاومة قائمة حتى هذه اللحظة، خاصة فيما يتعلق بقضية الإعمار والحصار، ورواتب الموظفين، فبعد أن توافقنا مع حكومة "الوفاق الوطني" على ذلك، أخذوا يتنصلون من واجباتهم، ولذلك هم يحاولون محاولات حثيثة لإضعاف هذا الانتصار لكنهم لن يستطيعوا ذلك، بإذن الله.
وأؤكد أن هذا الانتصار حقق إنجازات كبيرة جداً، على المستوى المحلي والإقليمي والعربي، ولم يحققه أي جيش عربي منذ عام 48، فالعرب خاضوا أربع أو خمس حروب، لكن لم يستطع أحد منهم أن يضرب تل أبيب، أو أن يوقف مطار "بن غوريون"، كما أن الحرب الأخيرة "العصف المأكول" دفعت المغتصبين الصهاينة ولأول مرة في تاريخهم للتفكير في الهجرة خارج فلسطين، حيث وصلت نسبة من يريد الهجرة بعد الحرب وبحسب الإحصائيات الصهيونية إلى 40% من الصهاينة، وهذه المعطيات لابد أن تبني عليها المقاومة في المستقبل، وتطور نفسها من أجل صد هذا العدوان الصهيوني في المستقبل لو أرادوا ذلك، فنحن لا نريد حرباً مع هؤلاء الناس، لكننا سندافع عن أرضنا ومقدساتنا.
بصائر: حماس حيرت العالم بصمودها وثباتها أمام الحرب الصهيونية، حيث خاضت ثلاثة حروب دون أن تنكسر شوكتها أو تخضع لإرادة المحتل، ما السر خلف ذلك الصمود وقوة الإرادة؟ وهل للجانب التربوي والإيماني دور في ذلك؟
"حركة "حماس" منذ نشأتها وقبل إعلانها عن العمل العسكري، كانت عبارة عن حاضنة تربوية وثقافية وإيمانية وقرآنية، لذلك هي مؤسسة على كتاب الله وسنة رسوله"
د.بحر: لاشك في ذلك، لكننا أولاً نقول لماذا هذا النصر؟؟ لأن قضية فلسطين قضية عادلة، ولنا قرارات في الأمم المتحدة تفيد بأن دولة الاحتلال محتلة لأرضنا الفلسطينية، فمن الناحية القانونية نملك العدالة في أن هذا المحتل احتل أرضنا بالقسر والقوة والإرهاب والتشريد والاعتقال وغير ذلك من تلك الأساليب، ولدينا 6 مليون مهاجر خارج فلسطين.
الأمر الثاني، أن الله تعالى قال في كتابه ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)) والنتيجة ((تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ))، وهذا الإعداد ليس الإعداد العسكري فقط، بل الإعداد الشامل، التربوي والمادي والقرآني والإعلامي والسياسي والثقافي والإيماني وهذا هو الإعداد.
ولذلك حركة حماس منذ نشأتها وقبل إعلانها عن العمل العسكري، وقبل انتفاضة عام 1987 كانت عبارة عن حاضنة تربوية وثقافية وإيمانية وقرآنية، لذلك هي مؤسسة على كتاب الله وسنة رسوله.
ولا يوجد في العالم كله حفظة لكتاب الله، مثل النسبة الموجودة في قطاع غزة، و ما كان يتصور أحد أن هذا المكان الصغير بالحجم سيخرج منه حفظة لكتاب الله ليدرسوا في دول كماليزيا وأوروبا وأندونيسيا، وهذه النهضة الموجودة هي الثمرة التي أسسها الإمام حسن البنا رحمه الله، والشيخ أحمد ياسين وكل القادة الشهداء العظام الذين أسسوا أولاً بالتربية الإيمانية والجهادية والتربوية، وإذا كان الأساس موجوداً تستطيع أن تنطلق بعدها سواء باختيار المجال العسكري أو التشريعي أو الاقتصادي، ولذلك "حماس" بنيت على أساس ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ))، وعندما تؤسس ابنك في البيت على التربية والتقوى والإيمان وعلى صلاة الفجر سيخرج مؤمناً، أما إذا ربيته على عدم الصلاة، واللهو واللعب، سيخرج كذلك، ولذلك فهي مؤسسة ربانية استطاعت بفضل الله أن تخرج جيلاً ربانياً.
وأريد أن أنوه إلى أنه يوجد أكثر من 60 مجاهد حافظ لكتاب الله استشهدوا خلال الحرب، فشاب حافظ لكتاب الله يكون في مقدمة صفوف القتال وهو بعمر لا يتجاوز السابعة عشر أو العشرين ويقف أمام ما تسمى بــ"النخبة الصهيونية" التي بلغت 90000 مقابل 3000 فكيف يمكن أن نحقق ذلك النصر؟؟ إلا بوجود التربية وقوة الإيمان والعقيدة.
بصائر: وجه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "عز الدين القسام" خلال خطابه التحية لإيران وقال "إنها دعمت الحركة مالياً وعسكرياً"؟ هل يمكن القول أن علاقتكم مع إيران تشهد تحسناً بعد مرورها بحالة من الفتور في الوقت السابق؟
"نؤكد أن قرارنا في رأسنا وليس في "جيبة" أحد، ولا يمكن أن يستغلنا أحد أبداً، وأننا حينما نشكر أحداً فإننا نشكره لما قدمه لنا، وهو أمر طبيعي"
د.بحر: نحن حركة تحرر وطني نريد تحرير فلسطين، وكل من يقف معنا ويساندنا نحن نشكره، ولذلك إيران لا شك أنها وقفت معنا في الحروب الثلاثة ودعمتنا مادياً وعسكرياً ولوجستياً، والشكر أمر طبيعي لمن قدم لنا، ونحن عندما نشكر إيران يظن البعض أنها تريد منا شيئاً، لكنها أصلا لم تطلب منا شيء مقابل ما تقدمه، ونؤكد لشبابنا أننا حينما نشكرها يكون الشكر لما قدمته، ولكنها في الوقت ذاته، لا تملي علينا أي أيديولوجية أو قرار، ونؤكد أن قرارنا في رأسنا وليس في "جيبة" أحد، ولا يمكن أن يستغلنا أحد أبداً، ونحن نريد أن نحرر فلسطين ونقول بشكل واضح لجمهورنا بأن قضيتنا مع اليهود الذين احتلوا أرضنا واضحة، ولا يوجد بها لَبس، وجوهر القضية هي القدس، وأي إنسان يريد أن يقف بجانبنا لتقويتنا ويمدنا بالسلاح أو المال سواء كانت إيران أو السعودية أو غير ذلك فأهلا وسهلا به.
بصائر: المصالحة تراوح مكانها والتفجيرات الأخيرة جمدتها، هل يمكن القول بأن المصالحة تدهورت صحتها في 2014م، وتوقعات بنقلها لـ"الإنعاش" في 2015م، وهل من بدائل لدى حركة "حماس" إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه؟
د.بحر: هذه المصالحة نحن نريدها، ونحن من وافق على "حكومة الوفاق الوطني" لأننا نريد وحدة الشعب الفلسطيني، وتصوّر بعض الناس ودولة الاحتلال بأننا نريد المصالحة لأننا ضعفاء، وقاموا بشن الحرب علينا بعد إعلانها، ولم يعلموا بأننا أعددنا أنفسنا لكل الاحتمالات، وبالتالي نحن نريد المصالحة لكن هؤلاء الناس لم يلتزموا بحكومة الوفاق الوطني، ولا بأي شيء فقالوا إنهم سيفتحون التشريعي!! وقالوا نريد مصالحة مجتمعية!! وإطاراً قيادياً!! ولم نر شيئاً... فهم أخذوا الحكومة وهربوا بها.
والحكومة هذه مطلوب منها أن تقوم بواجبها، وهم لم يتواصلوا معنا، والآن المستشفيات تعاني من إضراب عمال النظافة، والافتقار للأدوية، وللكهرباء، وهذه مبادئ إنسانية يفترض الالتزام بها، ونحن نؤكد أنهم يتحملون المسؤولية ونحن مع المصالحة في وحدة شعبنا إن التزموا بشروطها، فوزير الصحة لا يتصل ولا يعرف ما يدور بالمستشفيات، ووزير الداخلية لم يسأل عن التفجيرات، فقط اكتفى أبو مازن باتهامنا على الرغم من استنكارنا لها منذ اليوم الأول، ووزارة الداخلية كيف ستحقق ووزيرها غير موجود ولم يعترف بلجنة التحقيق أصلا؟!!.
بصائر: الضفة الغربية انتفضت خلال الشهرين الماضيين وتنوعت عمليات الثأر فيها ما بين دهس وطعن وحرق بالمواد الكيميائية وغير ذلك من تلك الأساليب، هل الرهان الذي عولتم عليه في تطوير المقاومة في الضفة بدأت تخرج ثماره؟ وما هو موقفكم من تلك العمليات؟ وما هي رسالتكم لشباب الضفة الغربية؟
"الرد على جرائم الاحتلال لا نؤيده فحسب، بل هو حق طبيعي للشعب الفلسطيني"
د.بحر: في الحقيقة.. إن من قام بعمليات القتل والدهس، ربما كان باجتهاد شخصي أكثر مما هو تنظيمي، وهذا بحد ذاته انتصار للمقاومة، وللقدس، وللمرأة الفلسطينية المرابطة، ولرفض التهويد والاستيطان، ونحن ليس نؤيده فقط، بل نقول إنه حق طبيعي للشعب الفلسطيني في أن يرد على جرائم الاحتلال بعدما حُرق محمد أبو خضير وأعدم كثيرون غيره.
وهذه الانتفاضة الشعبية عفوية، ولكنها دليل على أن الشعب الفلسطيني بدأ يتحرك، وخاصة في القدس، وسوف تزداد تلك العمليات.
ورسالتنا لشباب الضفة.. هذا هو دوركم الأساسي في نصرة القضية الفلسطينية، وخاصة في القدس، وأنتم رأس الحربة في فلسطين للدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، ووالله لو سقطت غزة لسقطت القاهرة وغيرها من العواصم العربية، ونعلم أن دولة الاحتلال تتجرأ على فعل ذلك لأنها أمنت العقاب والمساءلة، وحصلت على الغطاء لتمرير جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لكن غزة هي صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية، ولذلك الضفة الغربية تغلي ولا بد من الدول العربية أن تتحرك نصرة للقضية الفلسطينية والأيام دول، وعمليات الدهس والقتل في الضفة الآن هي بداية لانتصار القدس وتحريرها.
بصائر: كيف يمكن للمقاومة أن تحافظ على حاضنتها الشعبية، وكيف بالإمكان تنميتها وتطويرها؟
د.بحر: الحقيقة أن شعبنا الفلسطيني هو بحد ذاته حاضنة للمقاومة الفلسطينية، لكن هذا يحتاج منا أن نتواصل مع أبناء شعبنا، ونخفف عنهم، وكل تلك البيوت المدمرة مطلوب منا أن نسرع في إعمارها، وهناك تباطؤ متعمد في التعامل مع هذا الموضوع من أجل التحريض على "حماس"، فالأموال التي تأتي سواء من قطر أو غيرها يأخذ "عباس" 20% منها، والوكالة تقوم بتصوير كيس الإسمنت الذي يدخل وتبحث في الجهة التي ستنتفع به، ودولة الاحتلال وصلتها الرسالة من أبو عبيدة "بأنكم تحاصرون الشعب الفلسطيني وسننفجر ضدكم في أي لحظة".
الشعب الفلسطيني يستحق منا كل التقدير، ويستحق أن نخدمه، ونحن في المجلس التشريعي نعتبر أنفسنا خدم للشعب الفلسطيني، وكل أبناء حركة "حماس" هم خدم لأبناء شعبهم لأنهم أغلبهم قدم ابنه أو زوجه فداءاً لهذه القضية.
والجميع رأى كيف قامت "حماس" في بداية الأمر بتوزيع حوالي 32 مليون دولار، 2000 على من هدم بيته بشكل كلي، و1500 للهدم الجزئي لكي يتدبروا أمورهم، وفي رمضان كانت "حماس" تقوم بتوزيع وجبات الطعام على كل الناس الموجودين، وكل هذا هو حاضنة شعبية وشعبنا يستحق أكثر من ذلك، وسنظل نعمل حتى إعادة البناء، والضغط على حكومة الوفاق الوطني، والضغط على المؤسسات الدولية، والاتصال بالعواصم والقيادات العربية من أجل الإسراع في إعادة الاعمار، وفك الحصار عن قطاع غزة.
بصائر: ما هي رسالتكم لأمتكم العربية والإسلامية في ذكرى انطلاقتكم السابعة والعشرين؟
د.بحر: نحن نقول للأمة العربية والإسلامية أن قضية فلسطين والقدس ليست للفلسطينيين، بل هي قضية للأمة العربية والإسلامية، ونحن لنا الشرف بأن ندافع ونكون رأس الحربة، ولكن.. هذا لا يعفي من تحرك القيادة والجيوش العربية لأننا لسنا جيشاً ولا تتحرر فلسطين إلا بثورة عربية وجهاد في مصر والسعودية والأردن وكل البلاد العربية ليكون جيشاً إسلامياً كبيراً لتحرير فلسطين. فالصهاينة وهم على باطل معهم أمريكا والأوروبيون وتأتيهم تبرعات بمليارات الدولارات من أجل وضع الهيكل المزعوم.
وفي بعض دولنا العربية للأسف من يتبرع من أجل فلسطين ربما يحاكم ويسجن، فيجب أن تتغير هذه السياسة، وأقول للأمة العربية أنتم مسؤولون أمام الله عن تحرير فلسطين والقدس، وهذه أمانة في أعناقكم ستسألون عنها يوم القيامة، ومن حقكم علينا أن نبقى ثابتين ومن حقنا عليكم أن تدعمونا بالسلاح والرجال والمال والسياسة والإعلام.