مولد الرسول ليس مجرد ذكرى

الرئيسية » خواطر تربوية » مولد الرسول ليس مجرد ذكرى
صحيح أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتبر حدثاً دينياً بأي شكل من الأشكال؛ إلا أنه في النهاية يرتبط ارتباطاً شخصياً بشخص النبي
صحيح أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتبر حدثاً دينياً بأي شكل من الأشكال؛ إلا أنه في النهاية يرتبط ارتباطاً شخصياً بشخص النبي

في الثاني عشر من ربيع أول من عام الفيل وكما هو الراجح ولد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، فكان ميلاده بداية تأريخ جديد لأمة العرب خاصة ولأهل العالم عامة، وصحيح أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتبر حدثاً دينياً بأي شكل من الأشكال؛ إلا أنه في النهاية يرتبط ارتباطاً شخصياً بشخص النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي كل عام ومع هذه الذكرى وغيرها من المناسبات التي تذكرها كتب السير والتاريخ لا بد من جدالات واسعة عريضة في حكم إحياء مثل هذه المناسبات والذكريات والاحتفال بها وغير ذلك مما لا يترتب عليه عملاً حقيقياً ولا تشوها اعتقادياً سواء أتم إحياء الذكرى أم لم يتم؛ مع الرفض المطلق لأي بدعة تحدث أو أي مبالغة في الإحياء وغير ذلك مما نرى في بعض البلدان وبعض الطوائف من شعائر ما أنزل الله بها من سلطان.

لكن لا بد من الإشارة إلى هذه المناسبات والاستفادة منها في شتى الأزمان والعصور، فبالتأكيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس مناسبة عابرة ولا كذلك بعثته ولا كذلك هجرته وغيرها وغيرها من المناسبات العظام عداكم عن فتوحات النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته وسلوكه صلى الله عليه وسلم مع أهله وأصحابه بل وحتى أعدائه، فالنبي صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا الله عز وجل عنه: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}.

ولأننا كأمة قد قصرنا في تبليغ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للناس عامة بل وربما ساهم بعضنا في تشويه صورته وصورة الإسلام، فعلينا الآن أن نعيد النظر من جديد لتراثنا الإسلامي الزاخر ولسيرته العطرة ما صح منها والابتعاد عن ضعيفها لنشر عبق السيرة الزكي بين الناس مسلمين وغير مسلمين.

 

وسائل عملية

لابد من التأكد من الأحاديث صحيحها وضعيفها قبل نشرها وتداولها خاصة عبر أدوات التواصل الالكتروني، وهذا من شأنه أن يجعل سنتنا النبوية صافية لا شوائب فيها، وفي الصحيح دوما غنى عن الضعيف

وهنا نقدم بعضاً من الوسائل العملية المقترحة للتفاعل مع المناسبات الدينية خصوصاً ومع نشر تعاليم ديننا وامتثالها:
1. تعليم الأهل السيرة النبوية الشريفة ومحاولة استخدام وسائل ترغيبية في هذا الباب من لوحات بيتية أو عرضها بطرق شيقة أو من الممكن متابعتها من خلال التلفاز ببعض البرامج الشيقة والمفيدة.

2. التذكير بالمساجد في مثل هذه المناسبات وتخصيص خطب للجمعة تتناول الموضوع ولكن ليس بشكله التقليدي السردي وإنما بربط هذه المناسبات بواقعنا وواجبنا تجاه السنة والسيرة النبوية.

3. عمل المسابقات سواء في البيوت أو في غيرها والتي من شأنها زيادة الثقافة الشرعية والتاريخية خاصة لدى النشء الصغير.

4. نشر أخلاق النبي بين الناس كبطاقات؛ فعمل بطاقة صغيرة تعرف بموقف أو خلق للنبي صلى الله عليه وسلم كفيل بأن يجعل الناس يتعرفون بل ويقتدون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

5. الاهتمام بالحديث النبوي الشريف وتعليمه للصغار وفي المساجد وفي البيوت وهذا من شأنه أن يعرف الناس بسيرته وسنته عليه الصلاة والسلام.

6. التمثل بأخلاق النبي ومحاولة التأسي بها وذكر ذلك أمام الناس، فأن تعين رجلا في الطريق في حمله لأغراضه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم سيترك أثراً أمام الشخص المقابل.

7. التأكد من الأحاديث صحيحها وضعيفها قبل نشرها وتداولها خاصة عبر أدوات التواصل الالكتروني، وهذا من شأنه أن يجعل سنتنا النبوية صافية لا شوائب فيها، وفي الصحيح دوما غنى عن الضعيف.

8. لا بأس من الزينة في المناسبات مع فصل ذلك عن التعبد، فإظهار المشاعر يظهر الشعائر، فعندما يشعر الناس بأن أهل الحي كلهم يحتفون بهذه المناسبة سيجعلهم يتعاطفون مع هذه المناسبات، ما يؤدي إلى الاقتراب أكثر من الشعائر والعبادات وبشكل جماعي.

9. إحياء سنن النبي من صيام وقيام ورواتب والحث عليها خاصة بين الأهل.

10. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحث الأولاد على ذلك مع بيان فضلها لكن دون أن تصل إلى حد الإجبار الممل.

11. زيارة قبره عليه السلام، وهذا من شأنه استشعار القرب المكاني للنبي صلى الله عليه وسلم، ومشاهدة مآثره عليه الصلاة والسلام، ومنبره ومحرابه وحجراته عليه الصلاة والسلام.

12. ذكره في المجالس بين الأصدقاء مع تحيّن الفرصة المناسبة لذلك، وهذا من شأنه تعليم الناس لسيرته إضافة إلى إضفاء جو عام من هيبة حضور اسم النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاضرين.

13. إيجاد وسائل للغرب لتوضح الصورة الحقيقية للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم، وأهم هذه الوسائل وأولها بل أَولاها هو التمثل الحقيقي لأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم عند الجاليات المسلمة في الغرب.

إن كنت تكن في نفسك احتراما وحباً لصديقك غير المسلم، فاجتهد أن تكون مسلما حقاً كي تشركه في الخير الذي أنت فيه

14. عمل مقارنة بين العرب قبل وبعد الإسلام ونشرها بين الناس ليتعرفوا على الأثر الحقيقي الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس.

15. دراسة الآيات التي تخص النبي صلى الله عليه وسلم واستقاء الأحكام الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم منها.

ختاماً: المولد النبوي وغيرها من المناسبات هي للتذكير وهي دعوة لزيادة الهمة والرفعة والعمل الجاد على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في شتى جوانب حياته، ولقد رأينا اليوم من المسلمين من يحتفل مع النصارى في أعيادهم ويشاركهم فيها بينما لا تجدهم يفعلون عشر ما فعلوه في أعيادنا أو في مناسباتنا وهذا كله بسبب بعدهم عن سيرة النبي وجهل كثير منهم بتفاصيلها وقلة الوقوف عليها بشتى محطاتها، وهذا من شأنه أن يضعف الثقافة الخاصة بنا بين أبناء جلدتنا مما يجعلهم ينسلخون شيئا فشيئاً عن ديننا الحنيف، لقد أبدلنا الله دينا خيرا من دينهم وحفظه لنا، فوجب علينا تعلم ديننا ونشره كما ينبغي، و إن كنت تكن في نفسك احتراما وحباً لصديقك غير المسلم، فاجتهد أن تكون مسلما حقاً كي تشركه في الخير الذي أنت فيه.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • الدعوة
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    لماذا أُخفيت ليلة القدر؟ دروس إيمانية وحكم ربانية

    إن من الحكم الإلهية في بعض التشريعات عدم تحديد أوقات بعض العبادات والطاعات بدقة، ومن …