مشاركتنا في الانتخابات.. صور سلبية

الرئيسية » بصائر تربوية » مشاركتنا في الانتخابات.. صور سلبية
انتخابات6

من الوسائل التي يستخدمها الدعاة لتحقيق أهدافهم الوصول للمناصب الحساسة في الدول، أو بعض الهيئات والنقابات، أوالتجمعات الثقافية والرياضية، أو اتحادات الطلبة؛عن طريق خوض عملية انتخابية، ولا ريب أن هذا الأمر محمود لما فيه من جلب مصلحة للدعوة أو دفع مفسدة، إضافة لما تحققه هذه المنابر من مكاسب للدعوة في شتى النواحي والجوانب، ولكن يتخلله في بعض الأحيان مثالب ومعايب، على الدعاة الحذر منها وتجنب الوقوع فيها، ومنها ما يلي:

1- بعض الدعاة تختلط عليهم المفاهيم، وتصبح هذه الوسيلة عندهم غاية الغايات، وقمة التطلعات، فهدفهم هو الانتصار بهذه الانتخابات، وضرب الدف وإقامة الحفلات، فلا منافس لهم اليوم، ولا ند لهم في الغد، فهم الأكثر شعبية، وغيرهم ضعيف وأقلية، فالهدف من الانتخابات فقط هو الدعاية الإعلامية، وأن يقال أن الدعاة فازوا في موقع كذا أو هيئة كذا، بغض النظر عن الحاجة لخوض الانتخابات في ذلك الموقع أم لا.

2- بعض الدعاة لا يعرف الناس إلا في الحملات الانتخابية، فهو يزورهم كل سنة أو سنتين أو أربع، أو ربما يزورهم وعينه على كسب بطاقاتهم الانتخابية فقط، فقد نسي هدفه الأساس وهو أن يهدي الناس للحق ويبصّرهم في مآلهم وآخرتهم.

3- استعداء المخالفين من وراء هذه الانتخابات، خاصة إذا قاد الدفة شخصية جدلية، تزدري المخالفين وتزيد من عدائهم بدل كسب قلوبهم ومودتهم، فكم من قريب أبعدناه ومخالف استعديناه، فعلينا الحذر من هذه الشخصيات المثيرة للفتن والمشاكل، وإبعادهم عن مناطق التماس مع المنافسين، مع تقديم أصحاب العقول النيرة والقلوب البيضاء.

"يلجأ بعض الدعاة للوعود الخيالية أو ما هو فوق الطاقة، أو رفع شعارات براقة يتطلب تحقيقها دهراّ أو زمناً طويلاً"

4- تقديم من ليس هو أهلاً لشغل هذه الأماكن؛ لقلة خبرته أو عدم اختصاصه في موضوع المنصب، مما يعود على الدعوة بالنقد السلبي، ويعطي صورة غير محمودة عن قدرات وخبرات الدعاة.

5- يلجأ بعض الدعاة للوعود الخيالية أو ما هو فوق الطاقة، أو رفع شعارات براقة يتطلب تحقيقها دهراّ أو زمناً طويلاً، ومن ثم ما يلبَثُ المُنتَخَبُ أن يقع في مصيدة النكوث بالوعد الذي أعطاه للناخبين، فلا يحقق ما تعهد به أمامهم.

6- نسيان الأخلاق الإسلامية الحميدة التي علمنا إياها المصطفى -عليه الصلاة والسلام- كالصدق والأمانة والوفاء بالوعد، وهذا لا يعني الخنوع والجبن، ولكن في هذا المقام الصبروالحلم والحكمة أولى.

7- القعود عن العمل بعد النصر الانتخابي، مع أن العمل يبدأ هنا، والهدف يتحقق من العمل وهذا راجع لقصور الفهم أو ضعف التخطيط.

8- العمل العشوائي بدون تخطيط ولا ترتيب ولا وضوح هدف، أو مراجعة للنتائج السابقة، وما حققت من إنجازات، والتمسك بهذه الوسائل إذا أثبتت عدم جدواها في بعض المواقع أو حصل تضييق شديد على الدعوة بسببها.

9- تضييع العمل الدعوي أو التربوي أو غير ذلك بسبب الانشغال في الانتخابات المتلاحقة، فالأصل ألا يطغى جانب على آخر فكلها ذات أهمية.

" تضييع العمل الدعوي أو التربوي أو غير ذلك بسبب الانشغال في الانتخابات المتلاحقة"

10- التمسك بالمرشح المنتمي للدعوة مع وجود بديل يحقق الغاية المرجوة، وقد يكون التنازل عن المواقع لبعض المقربين مكسباً عظيما للدعوة.

11- المبالغة في إنفاق الأموال على هذه الوسيلة على حساب باقي الوسائل فيخرج الدعاة بعدها بديون يحتاج سدادها لمال كثير ووقت طويل، مما يعطل العمل في أبواب خير أخرى، وإنما المطلوب هنا هو التوازن وعدم تجاوز الحد في الإنفاق حتى لا ترهق الدعوة أو الداعية.

ختاماً... الانتخابات وسيلة من الوسائل الموصلة للغاية العظمى التي يسعى لها كل داعية مخلص مؤمن بدعوته ورسالته، فعلينا أن نستخدم هذه الوسيلة ونتجنب ما يعلق بها من سلبيات أو تجاوزات فنكسب قلوب العباد ونعود بالنفع على دعوتنا وديننا، وهذه الوسيلة ليست غاية نسعى لها، بل هي طريق لتحقيق الأهداف والغايات، ولنتذكر أن غايتنا الكبرى من هذه الأعمال هو الله عز وجل.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
تربوي وإداري بخبرة تزيد عن خمسة عشر عاماً، حاصل على درجة الماجستير في الفقه وأصوله من جامعة اليرموك في الأردن، مدرس علوم اسلامية وشرعية، بالإضافة للعمل في عدد من المراكز والهيئات التربوية والدعوية المتنوعة، مدرس علوم قرآن وخبرة في تدريس التلاوة والتجويد.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …