1- الإخلاص (الغاية رضا الله تعالى)
والمقصود هنا أن تكون نية تحرير فلسطين خالصة لله عز وجل، ليست للجاه ولا للسلطان ولا لعرض دنيوي.
يقول تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) الكهف.
وجيل تحرير فلسطين لابد أن يكون نقياً تقياً، ورعاً خفياً، مبتعداً عن الرؤية والظهور، والتكبر والغرور، حذراً من التباهي بالطاعات والتفاخر بالقربات يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) متفق عليه.
لا ريب أن الإخلاص صفة من صفات عباد الله الصادقين، وأهل الإيمان الراسخين، فمن أراد الحياة الطيبة في ربوع بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بلا إيمان وعمل صالح فقد حاول المستحيل وطلب الممنوع.
إننا اليوم نحتاج إلى الإخلاص لأنه قد أصابتنا جراحات الذنوب، فمنا أسير ومنا كسير، ومنا مقطوع ومنا مسحور، ومنا مسموم، ومن أراد الخلاص فعليه بالإخلاص.
والإخلاص هو أن يقصد المسلم بعمله وجه الله تعالى، وليس الرياء أو السمعة أو الجاه.
والإخلاص منزلة كبرى في الإسلام فهو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وسر الانتصارات العسكرية في تاريخ المسلمين، وبدونه لن نستطيع تحرير فلسطين ودرتها المسجد الأقصى المبارك.
ولابد للمجاهد في سبيل الله وهو يتطلع لتحرير فلسطين من الإخلاص لله في نيته وعمله، فإذا خلصت النية لله، خلص الجهاد لله، وكان الجهاد مقبولاً بإذن الله تعالى، قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس)، وجاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: (الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه البخاري.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم.
وأخيراً الإخلاص أساس قبول الأعمال وسر النصر والتمكين على الأعداء، ومحبة الله عز وجل للمخلصين، وثمرته النجاة يوم الدين من عذاب الله العظيم.