إشارات في معالم استثمار شهر رمضان

الرئيسية » بصائر تربوية » إشارات في معالم استثمار شهر رمضان
885594433

لا شكَّ أنَّ شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والرَّحمة، هو شهر البركة والمغفرة، فيه نزل القرآن وفيه الفتوحات العظام، وفيه يعتق الله رقاب عباده المؤمنين من النار، وقد خاب وخسر من أدرك هذا الشهر العظيم ولم يغفر له بنَصِّ حديث المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.

وطالما أنَّ الشياطين قد صُفدت وهدأت النفوس ومالت لباريها طلباً لرضوانه ومغفرته وجب على المربي أن يحسن استثمار هذه النسمات التي تهب علينا مرة كل عام؛ فالمتربي بطبيعة الحال قد آب إلى الله في هذا الشهر طلباً للرحمة والمغفرة، فإذا كان غيرُ الملتزمين والتاركون الصلاةَ يعودون إلى الله في رمضان، فكيف بأبناء الحركة الإسلامية الذين ينهلون من معين التربية الإيمانية طوال العام دون انقطاع؟!!

ومن هنا كان على المربّي أن يحسن استثمار هذه الفرصة ليغرس في نفوس طلابه المعاني الإيمانية وهذه بعض الإشارات التي قد تفيد المربّي:

"من حسن التربية أن يشارك الأفراد في العمل الخيري مع اللجان القائمة على ذلك والمؤسسات الخيرية في مناطقهم"

  1. التهيئة: فمن حسن الاستغلال حسن الإشغال، والبدء بالاشتغال لهذا الشهر الفضيل قبل دخوله، لكن دون إجهاد؛ أن يصل المتربّي إلى رمضان وإذا به قد ثقلت أحماله، فأناخ بعيره وحطّ رحاله، كالمنبتّ الذي لا قطع أرضاً ولا بلغ هدفاً.
  2. الاستقبال: ومن جميل التهيئة والاستعداد حسن الاستقبال، فمن اللطيف أن تكون أجواء رمضان غير باقي الأيام كالزينة مثلاً وغيرهما ممَّا يقرِّب قلوب الناس من حبّ مظاهر هذا الشهر، وهذا من شأنه إثارة المشاعر العامة تجاه الشهر الفضيل.
  3. التركيز على المفيد النافع وتأجيل ما يمكن تحصيله بعد الشهر الفضيل، فليس من الحصافة أن يثقل المربّي طلابه بقراءة الكتب أو متابعة الأخبار والمواقع الالكترونية في مقابل قراءته للقرآن الكريم؛ حيث إنَّ رمضان شهر القرآن، وكذلك الخروج للتنزه ليلاً تاركين وراءهم صلاة التراويح أو الإفراط في السهر حتى تفوتهم صلاة الفجر.
  4. التنافس محمود ومطلوب؛ فلا بأس بعمل المسابقات التشجيعية ذات الطابع الإيماني التنافسي بين الأفراد في الأمور العبادية كالمحافظة على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر، والطلب منهم صلاة التهجد آخر الليل خاصة أن أغلب البيوت تستيقظ للسحور، وكذلك ختم القرآن الكريم، ولكن ينبغي هنا على المربي أن يشير ويوضح أنما هذه وسيلة وأن الله تعالى لا يطلب منا كثرة العمل مقابل إتقانه فهو القائل: {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} الأحسن وليس الأكثر، والأفضل جمعهما معاً.
  5. شهر رمضان هو شهر الصدقات وهو شهر الشعور بالفقير وتلمس حاجاته، حتى إن الصدقات في هذا الشهر تتضاعف وتتضاعف وكذلك الكثير من الأغنياء من يخرج زكاته في رمضان، وكذلك ينبغي أن نكون، فعلى المربي توجيه أفراده لتقديم الصدقات خلال الشهر الكريم، وحبذا لو قدم ذلك من مصروفه، وإذا كان الأفراد ممن يتمتعون بالظروف المادية الجيدة فمن الممكن أن يجعل صندوقاً لهم يجمعون فيه صدقاتهم ليعملوا مشروعاً خيرياً عندهم في الحي للفقراء والمساكين.
  6. عطفاً على ما سبق من حسن التربية أن يشارك الأفراد في العمل الخيري مع اللجان القائمة على ذلك والمؤسسات الخيرية في مناطقهم، وهذا من شأنه تربية النفوس على الحب والعطف والشعور بالآخرين ومساعدتهم قولا وعملا، فهذا من شأنه ترقيق القلب وإدماع العين وإيجاد الشفقة وحصولُ ذلك مطلوب عند كل داعية.
  7. صلة الرَّحم: بأن يلزم أفراده بزيارة أقاربه ورحمه جميعهم خلال شهر رمضان وهذا من شأنه تعزيز معنى القدوة لدى الفرد أمام أهله ورحمه.
  8. ومن دقيق التربية أن يوجّه المربّي أفراده لمساعدة أهليهم في بيوتهم، فكلنا نعلم كم يكون رمضان مرهقاً للأمهات والأخوات في البيوت، فليس من العدل أن يمكث الرجل نهاره في المسجد ويحضر إلى البيت ليأكل ثم يعود للمسجد، فالمرأة هنا ستبقى تعمل طوال النهار إلى الليل دون أن يكون لديها أدنى الوقت للعبادة.
  9. ضرورة تنويه المربّي أفراده إلى عدم الانجرار خلف البرامج التلفازية المفسدة منها خصوصاً وأن يحاول كل فرد ترتيب برامج التلفاز للعائلة جميعها قدر الإمكان، فإن لم يستطع فلا يشاركهم في الإثم على المسلسلات وغيرها.
  10. حسن استغلال العشر الأواخر، فهذه الفرصة لا تعوّض وهي خلاصة رمضان وفيها تتضاعف الأجور وتزيد الحسنات، فعلى المربي أن لا يغفلها وأن لا يدع أفراده يفترون فيها.

وأخيراً من حسن تطبيق المنهج هو توجيه الأفراد دعوياً فالمصلون في رمضان والمقبلون على الله يزدادون، فيتعرفوا على أكبر عدد منهم كي يستمروا حتى بعد رمضان، وهذه من أعظم الثمار في هذا الشهر الكريم.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …