وضع البروفيسور محمّد الآغا كتابه "التخطيط اليوسفي" من وحي سورة يوسف عليه السَّلام، هذه السورة التي حفّزته لدراسة الخطّة التي اعتمدها نبي الله يوسف عليه السَّلام، والتي جاءت على مدى 15 عاماً ابتداءً بالسبع السمان ثم السبع العجاف وصولاً إلى العام الذي يغاث فيه الناس ويعصرون.
وهو كتاب يبحث في آفاق الوعي نحو القراءة الحضارية، مستجمعاً معالم الطريق كيف نحول الحلم إلى هدف، والهدف إلى أولوية، والأولوية إلى واقع، والواقع إلى انتصار، والانتصار إلى دولة، والدولة إلى حضارة، والحضارة إلى قصة راسخة تتدارسها الأجيال كي تبني مجد الأمة بالقيم والعمل الدؤوب.
الكاتب في سطور
هو الأستاذ الدكتور محمد رمضان الآغا من قطاع غزّة .
حاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في العلوم من جامعة مانشيستر في بريطانيا عام 1995، والماجستير العلوم من الجامعة الأردنية بعمان عام 1986، وبكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة بمصر عام 1982.
عمل أستاذاً زائراً في العديد من الجامعات العالمية الأوروبية والأمريكية، منها جامعة مانشيستر في بريطانيا 1995، وجامعة بريمن في ألمانيا 1999، وجامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة 2000.
هو أوَّل وزير اختارته حركة حماس لتولي حقيبة وزارة الزراعة منذ تشكيلها الحكومة الفلسطينية التي جاءت وفق الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع.
سبب اختيار العنوان
يؤكّد الكاتب أنَّ سبب اختياره عنوان "التخطيط اليوسفي" يعود لأمرين؛ أولهما: اشتقاقاً لمصطلح جديد في التخطيط مشتق من القرآن الكريم "لنعود لأصالتنا وحضارتنا وتاريخنا التي قامت على ما يزيد على ألف عام في حكم واحد بشكل متصل، وهي أول دولة في التاريخ تستمر هذه المدة"، والأمر الثاني ضرورة "أن نغوص ونسبر غور سورة يوسف العظيمة وهي هدية إقامة الدولة لنبيّنا محمَّد صلّى الله عليه وسلّم، ونزلت في الفترة المكيَّة فترة معاناة المسلمين".
فلسفة "التخطيط اليوسفي"
يوضّح البروفيسور الآغا في مقدمة "التخطيط اليوسفي" أنَّ الكتاب يقدّم قراءة في كيفية تحريك الأمَّة نحو الهدف الكبير بحكمة وقوة وإرادة واقتدار، لا تعرف إلا التقدّم دائماً نحو القمة.
ويشير الأغا إلى أنَّ معظم الخطط الإستراتيجية اليوم تعد في حدود 5 -7 سنوات، لافتاً إلى أن ذلك سبق قرآني؛ فسيدنا يوسف عليه السلام انتهج خطة من سبع سنوات فسبع سنوات وصولاً إلى عام البشرى.
ولفت إلى أنَّ فلسفة خطة يوسف عليه السَّلام سواء في السبع السمان أو العجاف، وتقوم على التقشف والاحتياط.
معالم "الخط اليوسفية"
وقد جاء معالم الخطّة اليوسفية في الكتاب على سبعة محاور: التشريعي، والثقافي، والاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي والأمني، والإداري والدَّعوي.
كما حدّد الكاتب سمات التخطيط اليوسفي في أنماط التخطيط التالية: التقشفي، والسياسي، والمستدام، والاستباقي، والقيمي، والتراكمي، والتكاملي.
وشدَّد على أنَّ من يملك القوَّة ليس من يملك السلاح إنما الاقتصاد، مدللاً على ذلك بأن أمريكا تخشى الصين لنموها الاقتصادي رغم فارق القوة في السلاح.
فصول الكتاب
تناولت موضوعات الكتاب في 14 فصلاً تميّزت بكثافتها وعناوينها الجذابة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، بدءاً من "وكان حلماً" التي تعرض العديد من الأفكار من أبرزها منهجية التخزين والادّخار حفظاً للأجيال القادمة، وتوظيف الفائض وإستراتيجية الخروج الآمن وغيرها.
ويتنقل الكاتب من فصل لآخر ليجمع من قطوف الحكومة واستراتيجيات التخطيط اليوسفي وسمات القائد ودور التربية وملامح الاقتصاد المقاوم، مركّزاً في هذا المحور على الاقتصاد التقشفي والادخار والتخزين والاستثمار والاقتصاد الأخلاقي القيمي، وخلق فرص العمل وإطعام كل فم.
ويعرض الفصل الثاني ملامح الخطّة السباعية الأولى وانعكاس الاستقرار الاقتصادي على الاستقرار السياسي الاجتماعي.
فيما تناول الفصل الثالث السبع الشداد وفيها مفاهيم بناء الإنسان والإدارة الأمنية للمخزون الغذائي حماية للجبهة الداخلية، وأولوية الإعلام في هذه المرحلة. وفي الفصل الأخير؛ اشتق الأغا 101 إستراتيجية من وحي السورة بعضها قدمها بمصطلحات جديدة مثل استراتيجية "السخضرة" التي اعتمدت في السبع الأولى أي السبع الخضر كمرحلة بناء وتوفير للمرحلة الثانية، ومثل استراتيجية "السيبسة" أي مرحلة السبع الثانية المتوقع أن يحدث فيها جفاف يأكل الأخضر واليابس.
وختم الآغا "التخطيط اليوسفي" بالتأكيد على عملية التأصيل للمنهج اليوسفي القيمي في التخطيط وأنها لا تنفك عن منهج الرَّسول عليه الصَّلاة والسلام في التخطيط لإقامة الدولة والتمكين وعمارة الأرض.
ويؤكّد أنَّها مرحلة لابد أن تتجدَّد وتعود لتتحقق البشرى في وعد الآخرة نحو التمكين والخلافة الراشدة.