“الفيس بوك” منبر دعوي جديد يتنوع جمهوره في رمضان

الرئيسية » بصائر تربوية » “الفيس بوك” منبر دعوي جديد يتنوع جمهوره في رمضان
A smartphone user shows the Facebook application on his phone in the central Bosnian town of Zenica, in this photo illustration, May 2, 2013. 
Facebook Inc's mobile advertising revenue growth gained momentum in the first three months of the year as the social network sold more ads to users on smartphones and tablets, partially offsetting higher spending which weighed on profits. REUTERS/Dado Ruvic (BOSNIA AND HERZEGOVINA - Tags: SOCIETY SCIENCE TECHNOLOGY BUSINESS)
A smartphone user shows the Facebook application on his phone in the central Bosnian town of Zenica, in this photo illustration, May 2, 2013. Facebook Inc's mobile advertising revenue growth gained momentum in the first three months of the year as the social network sold more ads to users on smartphones and tablets, partially offsetting higher spending which weighed on profits. REUTERS/Dado Ruvic (BOSNIA AND HERZEGOVINA - Tags: SOCIETY SCIENCE TECHNOLOGY BUSINESS)

ما إن يعلن المفتي أفول شهر شعبان وثبوت هلال رمضان، حتى يبدأ "الفيسبوكيون" و"المغردون" بتزيين جدران صفحات الفيس بوك بــ" فوانيس رمضان" والأدعية بأن يبلغهم الله صيام الشهر الفضيل ويجعلهم من عتقائه، وتتغير شوارع "العالم الافتراضي" كلياً، ويُقبل مرتادوه على نشر أحكام الدين الإسلامي والآيات القرآنية بتفسيرها، بدلاً من نشر صور المغنيات وتداول أخبارهن أو نشر مواد لا تعبر عن أخلاق المسلمين، نظراً لأن شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والتوبة والعتق من النيران.

فكيف يمكن للدعاة استغلال اقبال الشباب على تعلم أمور دينهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟

وهل يمكن للدعاة استخدام الفيس بوك كمنبر دعوي؟

وما الذي يميز هذا المنبر عن غيره من طرق الدعوة التقليدية؟

الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية بغزة، أوضح لــ"بصائر" أنه يستخدم الفيس بوك في الدعوة إلى الله منذ أكثر من خمس سنوات، مشيراً إلى أن الدعوة في المساجد أو عبر الطرق التقليدية محكومة دائماً بزمن محدد، كوقت الصلاة مثلاً، أو الوقت الذي تمنحه وسائل الإعلام، بالإضافة إلى أن المسجد يأتي إليه من هداه الله فقط"، على حد تعبيره.

جمهور متنوع

د. ماهر السوسي: الدعوة عبر الفيس بوك تكون للناس بشكل عام، كما أنها غير محدودة بوقت، حيث يستطيع الداعية أن يمارس نشاطه وقتما تيسر له الأمر، ووجد في نفسه القدرة على ممارسة الدعوة.
د. ماهر السوسي: الدعوة عبر الفيس بوك تكون للناس بشكل عام، كما أنها غير محدودة بوقت، حيث يستطيع الداعية أن يمارس نشاطه وقتما تيسر له الأمر، ووجد في نفسه القدرة على ممارسة الدعوة.

وتابع "أما على الفيس بوك فإن مجال الدعوة يكون لمن لا يصلي أو لغير المحجبة وللناس بشكل عام، كما أن الدعوة تكون غير محدودة بوقت عبر الفيس بوك، بحيث يستطيع الداعية أن يمارس نشاطه وقتما تيسر له الأمر، ووجد في نفسه القدرة على ممارسة الدعوة، ثم إن إمكانية التواصل مع الآخرين في الفيس بوك تكون أكثر وفرة، وأكثر سهولة"، بحسب السوسي.

وحول كيفية استغلال الفيس بوك كمنبر دعوي في رمضان، قال السوسي: "نظراً لخصوصية الفيس بوك التي تحدثت عنها سابقاً، ونظراً لخصوصية شهر رمضان وشدة إقبال الناس فيه على الطاعة، وشغفهم في التعرف على أحكام دينهم، فإن مجال الدعوة في الغالب ينحصر في بيان أحكام الصيام، وفضائل رمضان، وبيان صنوف العبادات التي تكون فيه، بالإضافة إلى شيء من الروحانيات".

ونوه السوسي إلى أنه في أغلب الأوقات يكون لديّه تصور عام عمّا سينشره عبر الفيس بوك، مع تحديد نوعية الموضوعات التي قد يطرحها، "ولا مانع بعد ذلك من طرح ما يوحيه الجو العام لرمضان من موضوعات أخرى".

وأشار إلى أن أكثر الملفات التي يتم طرحها "هي تلك المتعلقة ببيان الأحكام الشرعية التي تتعلق بالصيام، أو بأي موضوع آخر يفرض الواقع الحديث فيه، وذلك بحكم تخصصي في الفقه الإسلامي".

وفيما يخص المشاكل التي تواجه الداعية أثناء الدعوة عبر الفيس بوك، أكد السوسي أن هناك بعض الفئات ممن يظنون أنهم على دراية بموضوع ما وهم لا يعرفون فيه شيئاً، فيصرون على الجدال من أجل الجدال فقط.

رسالة للشباب

"السوسي: الوقت أثمن ما يكون في هذا الشهر الفضيل، حيث هو موسم للطاعة، ونفحة من نفحات الله في دهره، فإن فات هذا الشهر دونما فائدة، فهذا يعني خسران مبين"

ووجه السوسي رسالةً للشباب الذين يقضون ساعات طويلة على الفيس بوك دون فائدة قائلاً: "أقول لهم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ، فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟"، حيث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يسأل عن وقته الذي منحه الله تعالى إياه كيف استغله".

وأضاف "على هؤلاء الشباب أن يكون لهم خطط متجددة ومستمرة في كيفية إدارة الوقت، وهو فن لا يجيده إلا المتحضرون من الشباب"، على حد تعبيره.

ونصح الشباب قائلاً: "الوقت أثمن ما يكون في هذا الشهر الفضيل، حيث هو موسم للطاعة، ونفحة من نفحات الله تعالى في دهره، فإن فات هذا الشهر دونما فائدة، فهذا يعني خسران مبين، وضياع فرصة قد لا تعود مرة أخرى".

وحول موقف السوسي من الدعاة الذين ينظرون للفيس بوك على أنه وسيلة للفساد ولا يستخدمونه في الدعوة أو نشر الاسلام، شدد على أن كل داعية له وجهة نظره، "وأنا أحترم وجهة نظرهم، لكني أقول إن كل شيء هو سلاح ذو حدين، والعاقل هو من استطاع أن يميز ما بين الغث والسمين".

ولفت السوسي إلى أن الدعوة عبر الفيس بوك لها ثمار كثيرة، مشدداً على أن لديه الكثير من النماذج سواء لشباب أو فتيات استفادوا من دعوته عبر الفيس بوك، "وهم كثيرون لا أستطيع تسميتهم، وهم متفرقون خارج فلسطين وداخلها، حيث أتواصل مع العديد منهم وخصوصاً في مجال الفتوى والاستشارات الشرعية على شتى الأصعدة"، على حد وصفه.

مميزات الدعوة عبر الفيس بوك

خالد صافي: الفيس بوك يعتبر وسيلة دعوية جديدة لمن يحسن استثمارها ويداوم على نشر رسالة قوية بمحتوى موجه.
خالد صافي: الفيس بوك يعتبر وسيلة دعوية جديدة لمن يحسن استثمارها ويداوم على نشر رسالة قوية بمحتوى موجه.

ومن جهته، قال خالد صافي الخبير في الشأن التكنولوجي في حديثٍ لــ"بصائر": " إن الدعوة عن طريق "الفيس بوك" تمتاز بأنها موجهة لعدد ضخم من المتابعين المتواجدين في أوقاتٍ مختلفة على مدار الساعة، كما أنها تمتاز بوجود النصوص إلى جانب الصور المفردة أو في ألبومات، أو حتى من خلال المقاطع المرئية والصوتية التي تجعل من التأثير على كافة حواس المستقبل أقوى"، مضيفاً إلى جانب تلك الميزات أن العديد من الشباب ينزحون بشكلٍ يومي لمشاهدة ومتابعة حساباتهم على الفيس بوك ويعيدوا نشره لأصدقائهم".

وشدد صافي على أن الفيس بوك يسعى بشكل حثيث لدفع أصحاب الصفحات الرسمية لاستخدام ميزة الإعلانات الممولة، كي تصل المنشورات والصفحات لجمهور أكبر، واختيار الفئة العمرية والثقافية والفكرية، وحتى اختيار المستهدفين بالرسالة من أي بلد وفي أي وقت لتظهر لهم المنشورات دون غيرهم، وهذا يعد واحد من أهم ميزات الفيس بوك التي تزيد أرباحه وفي نفس الوقت تحقق للناس أهدافهم.

أدوات يمكن استغلالها في الدعوة

وأشار صافي إلى أن الفيس بوك يوفر العديد من الأدوات والوسائل التي يمكن أن تستثمر في الدعوة والعمل الدعوي بشكل واسع ومؤثر وفاعل، وذلك من خلال الصفحات والمجموعات المغلقة والمفتوحة والحسابات، مبيناً أنه يمكن عمل صفحة تضم مقاطع مرئية دعوية موجهة في موضوع متخصص، أو عمل مجموعة مغلقة تضم أعضاء مختارين بعناية لتوجيه رسالة دعوية واضحة لعلاج قضية اجتماعية بعينها، يتبادل الأعضاء فيما بينهم الآراء حولها، على حد تعبيره.

ما الذي يمكن أن ينشره الداعية؟

وأكد الخبير في الشأن التكنولوجي أن المجال رحب ومفتوح أمام الداعية للاستفادة من الفيس بوك بنشر الروائع والقصص والرقائق والنصائح والمقاطع المرئية المحفزة، والدروس والخطب والمواعظ المثبتة على الحق، سواء على شكل صور أو فيديو أو نصوص أو رسوم كاريكاتورية، لافتاً إلى أن المهم أن يختار الداعية تخصصاً واضحًا ويركز في نشر محتوى غزير ومكثف وموجه.
وتابع "هناك مثلاً من ينشر حديثًا نبوياً مع شرحه، أو تذكير للناس بأهم الأذكار على مدار الساعة من بداية اليوم حتى ختامه"، بحسب صافي.

وتجدر الإشارة إلى أنه وبحسب آخر إحصائية لفيس بوك، فإن عدد المشتركين على مستوى العالم يزيد عن 1.35 مليار مستخدم نشط، منهم 1.12 مليار مستخدم يستخدمون فيسبوك عبر هواتفهم الذكية، ومعظمهم يتحدثون الإنجليزية، بينما يوجد نحو 62 مليون مستخدم في العالم العربي، وفي فلسطين (الضفة وغزة) يوجد نحو 1.54 مليون مستخدم نشط.

هل بات الفيس بوك وسيلة دعوية جديدة؟

صافي: هناك إقبال كبير من الدعاة والعلماء على استخدام الفيس بوك للدعوة؛ وذلك لما لمسوه من تفاعل وشعبية كبيرة لمنشوراتهم وتدويرها لتصل لجماهير ضخمة حول العالم.

وقال صافي: "إن هناك إقبال كبير من الدعاة والعلماء على استخدام الفيس بوك للدعوة ونشر خطبهم وأخبارهم ورسائلهم الدعوية بشكل متوازٍ مع تواجدهم على القنوات الفضائية وحتى بشكل أغزر من إصداراتهم الورقية من كتب ومجلات، وذلك لما لمسوه من تفاعل وشعبية كبيرة لمنشوراتهم وتدويرها لتصل لجماهير ضخمة حول العالم"، مؤكداً على أن الفيس بوك يعتبر وسيلة دعوية جديدة لمن يحسن استثمارها ويداوم على نشر رسالة قوية بمحتوى موجه، على حد وصفه.

وختم صافي حديثه بالقول: "إن العالم يتطور، والتقنيات إنما وجدت لتسهيل الأمور على الدعاة، وديننا يدعوا لتحديث أساليبنا وأدواتنا عند الحديث عن النعمة، مستدلاً بالآية الكريمة {وأما بنعمة ربك فحدث} [سورة الضحى:11]، لذا فمن المفيد أن يتقن العلماء والدعاة استخدام هذه المواقع لنشر رسالتهم للعالم بشكل أسرع وبطرق أيسر حتى لا يكون حجة عليهم عند السؤال عن تبليغ الدعوة".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفية فلسطينية مقيمة في قطاع غزة، حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والاعلام من الجامعة الاسلامية بغزة عام 2011م، وكاتبة في موقع "بصائر" الإلكتروني، وصحيفة "الشباب" الصادرة شهرياً عن الكتلة الاسلامية في قطاع غزة. وعملت في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية أبرزها صحيفة فلسطين، وصحيفة نور الاقتصادية، وصحيفة العربي الجديد.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …