رسالة إلى أئمة المساجد في رمضان

الرئيسية » بصائر من واقعنا » رسالة إلى أئمة المساجد في رمضان
مسجد6

يتوجه الكثير من المسلمين في هذه الأيام خاصة في أيام شهر رمضان الفضيل إلى بيوت الله ليؤدوا فريضة الله بالصلاة جماعة في المسجد، كما ويصلون قيام الليل أو ما يعرف بالتراويح، ولا شك بأن الكثير من الناس يشتكي حال الكثير من بيوت الله وسلوك الناس فيها، حتى إن النقد أحيانا يطول الإمام ذاته في المسجد، وحرصاً على استغلال هذا الشهر الكريم واستقطاب الناس إلى بيوت الله فإن هذه مجموعة من النصائح نقدمها لأئمة المساجد لرمضان، لعل ذلك يزين في قلوب الناس الذهاب إلى المساجد.

- زينة المسجد: إذا أحب الإمام أن يزين المسجد خلال الشهر الكريم فقد يكون هذا الشيء لطيفا ومحببا للنفوس ويترك أثراً، ولكن لعل البعض يشتكي أحيانا من كثرة الزينة أنها مما تشغل القلب في الصلاة وتزيد في التلفت وشرود الذهن، فيفضلون أن تكون هذه الزينة في مدخل المسجد من وراء المصلين في صلاتهم لا أن تكون في مواجهتهم خلال الصلاة.

- نظافة المسجد وتعطيره: لا شك بأن نظافة المسجد مهمة للغاية في راحة المصلين، ويستطيع الإمام أن يستغل طاقات الشباب من حوله في المسجد ليرتب معهم برنامجاً لتنظيف المسجد وتبخيره أو تعطيره خاصة في الصلوات ذوات الحضور مثل الجمعة والتراويح.

- الصوت الجميل: وهذا قد يكون العامل الأكبر لحضور الناس إلى الصلاة، ولقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من رأى الأذان في منامه أن يعلمه لبلال رضي الله عنه لصوته، حيث قال له: "فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك"، فإذا كان الإمام الراتب ذا صوت غير ندي، فمن الجميل أن يقدم إلى الصلاة من كان صوته أندى وأجمل وهذا مما يعين في الخشوع، بشرط أن يكون من يقدمه عارفاً بأحكام الصلاة ورعاً، ولا أفضل أن يقدم الطفل الصغير؛ فلعله لا يحسن وضوءه، فليس المعيار هو الصوت وحده وإنما الفقه بالصلاة قبل كل ذلك.

- عدم الإطالة: لا يزال الناس يشكون من الإمام الذي يطيل في صلاته، ومنهم من يستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ؛ أفتان أنت يا معاذ؟، وبغض النظر عن تفاصيل قصة هذا الحديث إلا أن الصلاة يجب أن تكون معتدلة، خاصة أن الناس في يومنا لم يعتادوا على طول الصلاة، خاصة إذا كان المسجد في الأحياء السكنية، فربما كان المسجد بعيداً فيقصده الناس خاصةً، وهم يعرفون طول صلاة إمامه فهذا لا حرج فيه، لأن من يأتيه يأتي وهو يرغب في تلك الصلاة، على غير حال مسجد الحي الذي ترى الناس فيه مضطرة للصلاة فيه لأنه الأقرب إليهم، ولعل طول الصلاة وقصرها لا ضابط له، إلا أن الصلاة المعتدلة لا يجب أن تخل بأركانها من ركوع وقيام وسجود، وإنما التقصير يكون في القراءة والاعتدال في أدائها لا حدراً ولا تحقيقاً، ولعل الشائع بين الناس اليوم خاصة في صلاة التراويح القراءة بمقدار نصف صفحة من صفحات المصحف الشريف في كل ركعة، ويستطيع الإمام أن يكمل القيام الطويل بعد الركعات الثمانية الأولى، فيبقى معه من كان لديه عزيمة على أداء الصلاة الطويلة.

- تفتقد مساجدنا في رمضان للمصلين على صلاة المغرب، ولعل أحد أهم الأسباب هو إدراكه للإفطار مع أهله فيخشى إذا ذهب إلى المسجد أن يفوته، ويستطيع الإمام بداية الشهر أن يقترح على الناس أن يكون إفطارهم بعد الصلاة من باب تأدية الجماعة في المسجد، وكذلك إتاحة الفرصة والوقت للنساء في البيوت للصلاة أيضاً قبل طعام الإفطار، على أن يكون في المسجد ما يفطر عليه الصائمون كالماء والتمر والعصائر أو اللبن وغيرها، كما ويفضل أن لا يكون هناك وقت طويل بين الأذان والإقامة، فإذا اعتبرنا أن الوقت بين الأذان والإقامة ليدرك الناس الصلاة؛ فإنه غالباً يكون الناس قد حضروا في صلاة المغرب قبل الوقت، ومن النادر أن يقدم أحدهم المسجد بعد الأذان.

- ومما يزعج الناس في صلاة التراويح وجود الأطفال الصغار ما بين باكٍ ولاهٍ لاعبٍ في المسجد، وتقع المسؤولية هنا على طرفين: الأول وهم أهل هؤلاء الأولاد؛ حيث إن عليهم منعهم الذهاب إلى بيوت الله في التراويح إلا من كان يريد الصلاة ويتقنها فعلا، فلا يلعب ولا يزعج المصلين، ومن العلماء من رأى أن الأطفال دون السابعة لا يؤخذون إلى المساجد فالأهل لم يطلب منهم تعليمهم الصلاة دون السابعة، وأما الطرف الآخر المسؤول فهو الإمام، فلا بد للإمام من تحديد مكان للأطفال كي يصلوا فيه مع وجود مشرف عليهم ليتأكد من دخولهم إلى الصلاة.

- ومن المهم أيضاً أن يتنبه الإمام إلى اعتدال جو المسجد دون إفراط في برودته أو دفئه، خاصة في الصيف، فكثرة الناس ترفع حرارة الجو، فمن اللطيف أن يكون في المسجد أجهزة التكييف المناسبة له.

- كما ومما يريح الناس في صلاتهم السجاد النظيف الجديد غير المهترئ، وإذا كان السجاد قديماً فليحاول الإمام أن يجد من يتبرع لشراء السجاد الجديد للمسجد.

- ومما يزيد الناس رغبة في الحرص على الحضور إلى المسجد التواصل فيما بينهم اجتماعياً، فالإمام يعلن عن فرح أو ترح لدى أحد مصلي المسجد ليذهب وفد من المسجد لزيارته ومشاركته في فرحه أو ترحه، وعمل الإفطارات الجماعية في المسجد لأهل المسجد وبعض النشاطات الاجتماعية لهم فهذا يخلق بيئة مميزة لأهل المسجد مع بعضهم البعض.

- على الإمام خلال الشهر الكريم أن يعمل جدولاً للدروس في المسجد وليستضف العلماء والدعاة، على أن لا يكون الدرس طويلاً خاصة إذا كان بين ركعات التراويح.

- على الإمام أن يكون مسيطراً على المسجد، لا أن يكون المسجد لعبة بيد كبار السن خاصة، فهذا يضع كرسيا في وسط المسجد وذاك لا يريد جهاز التكييف وآخر يصيح ويرفع صوته، فعلى الإمام أن ينبه الناس وأن يضبط الأمور وأن من يريد أن يقترح شيئاً فليكن بين يدي الإمام.

- وأخيراً على الإمام أن يبذل جهده في العشر الأخيرة من هذا الشهر الكريم وأن يحرص كل الحرص على توفير البيئة العبادية المعينة للناس من قيام واعتكاف وإحياء لتلك الليالي المباركة، ومن شديد حرصه أن يرتب لتلك الليالي جدولا عبادياً خاصاً للمصلين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …