يمتاز شهر رمضان المبارك بخصوصية كبيرة وتميز ملحوظ في البوسنة والهرسك التي يحرص المسلمون فيها على أن يكون لرمضان فيها ميزات وعادات خاصة سواء في أنواع المأكولات المتميّزة أو العادات الاجتماعية أو السلوك الروحي للمسلمين.
ويلاحظ أنه بدأت تشارك محطات الإذاعة والتلفزيون كلها في إقامة وإنتاج برامج تخصّص لشهر رمضان المبارك كلّها تقريبا من إنتاج فني محلي.
فإنَّ غالبية البرامج ذات طابع تثقيفي وتوعوي تتعلّق بتوضيح الوجه الجميل للإسلام من خلال عرض السيرة النبوية العطرة أو المدائح والأناشيد الدينية التي تقدّمها فرق من المدارس الثانوية الدينية التي تنتشر في البلاد.
وعلى الرغم من أنَّ عدد المسلمين البوسنيين هو نصف إجمالي السكان تقريباً إلاّ أنَّ الزائر للبوسنة اليوم يشعر بأنَّ شهر الصيام رمضان المبارك حاضر في كلّ زاوية من زوايا البلاد.
ويقوم البوسنيون بطهي وتحضير مأكولات شعبية لا تطهى إلاّ في شهر رمضان المبارك ممَّا يعطي لهذا الشهر خصوصية مميّزة، ذلك أنَّ أكلة (التوبا) تطهى فقط في شهر رمضان؛ وهي عبارة عن خليط من البيض واللبن والجبن تقدّم كإحدى الأطباق الجانبية، كما أنَّ أنواعاً من الخبز تظهر فقط في شهر رمضان، أي أنَّ الطهاة لا يصنعوها إلاّ تكريماً لهذا الشهر، وهو نوع من الخبز" العيش" الذي يشبه خبز السومون التركي لكنَّه بأحجام مختلفة ويخلط مع الدقيق فيه دقيق البيض الجاف وإضافات وخلطات أخرى تعطي لهذا الخبز طعماً ونكهة خاصة.

وتشهد موائد رمضان حضوراً كبيراً واضحاً حيث تقوم الشركات والجمعيات المختلفة بتقديم الموائد للصائمين في المطاعم والأماكن العامة ولاسيّما أمام بوّابات أو ساحات بعض المساجد؛ حيث يتسابق البوسنيون على تقديم طعام الإفطار للمحتاجين في حماس تطوعي فريد.
وتجتمع الأسر البوسنية لتناول طعام الإفطار ويقوم البوسنيون تقليدياً بالتصالح بين بعضهم البعض في شهر رمضان المبارك، حيث تجد شهر رمضان فرصة للتآلف.
من جانبها تقوم المؤسسات المختلفة بتنظيم مسابقات رمضانية رياضية وترفيهية وتعليمية مختلفة وتقوم بتوزيع الجوائز على الفائزين في ختام الشهر الفضيل في أيام العيد المبارك، لذلك يحرص الناس هنا على المشاركة في تلك المسابقات المختلفة، والتي تغطيها أجهزة الإعلام بشكل ملحوظ ممَّا يعطي حماساً إضافياً لها.
كما تقوم مجموعات من طلبة كلية العلوم الإسلامية بتنفيذ برامج أعدتها الكلية للانتشار في المناطق الريفية وذلك لمساعدة الأئمة المحلين في تقديم الأدعية والدروس الدينية للمصلين وعامّة المسلمين فيها.
في شهر رمضان يلاحظ تزايد الإقبال على المساجد التي تتزيّن بالأعلام، ويصلي المسلمون صلاة التراويح عشرين ركعة، ويحافظ المسلمون على ما يسمونه المقابلة وهي قراءة جزء من القرآن الكريم يومياً.