
في جمهورية مالي تتعالى البشارات برمضان بين المسلمين في المنازل والأسواق والمكاتب والمساجد والمعاهد والمؤسسات، الكلُّ يقول : "رمضان مبارك".
يتبادل الأفراد الدعاء بين المسلمين في رمضان بالقول: "تقبَّل الله صيامنا ويسرّ لنا تكاليف رمضان المبارك".
يتبادر المسلمون بالهدايا المتعلّقة بالإفطار من سكر وتمر ومائدة من قريب أو بعيد للأقارب أو الأباعد، ويتنافس المسلمون في الصدقات للمساكين والفقراء والغرباء. وتكثر النصائح بالالتزام بمشاعر الإسلام لسان كل قائل: "نحن في رمضان". ويكثر ارتداء الحجاب بين النساء والفتيات.
أمَّا المساجد، فتكاد تحوّل إلى الكعبة فكأنَّما المسلمون في حجّ وعمرة وطواف وسعي ووقوف بعرفات فتكتظ بالمصلين في الصلوات المفروضات الخمس جماعة وفي الليل بالتراويح والتهجد وسماع التفسير من المشايخ والأئمة والدعاة ليلاً نهاراً.
أمَّا المنازل فشأنها شأن المساجد والمدارس صلاة وتلاوة للقرآن الكريم، لأنَّ الشهر شهر القرآن الكريم وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.

وتشاهد القنوات الفضائية وتسمع المحطات الإذاعية مليئة بمواعظ وتلاوة القرآن، فجمهورية مالي في رمضان مكة في المساجد والمدينة في الدّروس والمواعظ.
يزداد إعمار المساجد في مالي خلال شهر رمضان في أوقات الصلوات المفروضة وتزاد الحلقات العلمية لتفسير القرآن عدداً بعد الصلوات المفروضة خاصة بعد كل من صلاة العصر والعشاء ووقت الضحى، ويتم إنشاء مصليات جديدة على بعض الطرقات وأبواب البيوت لصلاة التراويح خاصة. أمَّا التهجد فإنَّها تقام في أغلب المساجد إن لم أقل كلها.

ويتّجه كلّ من ﻻ يملك إفطاراً إلى أقرب مسجد إليه ليشارك الميسورين الذين يحملون معهم إلى المسجد مختلف المشروبات والمأكولات من كينكاليبا ونياماكوجي (عصير الزنجبيل) وخبز وكأكة وغيرها.
ويتنافس المسلمون في الصدقات للمساكين والفقراء والغرباء. وخصوصاً في القرى والمدن حيث تقوم الجاليات المالية في الخارج (فرنسا والكونغو والموزمبيق) في قسمة زكواتهم وصدقاتهم إلى ذويهم وأقاربهم.
وتشارك الجمعيات الخيرية الأجنبية والأهلية والجمعيات بعض الأغنياء في تنظيم الإفطار الجماعي في المساجد يدعى إليه القريب والبعيد. وحتّى الذي ﻻ يملك إفطاراً داخل القافلة ﻻ يقلق ﻷنَّ الإفطار مشترك في مالي، يقال في مالي: كلمة تعال نأكل عادة مالية.
معلومات عن جمهورية مالي:
جمهورية مالي تقع في غرب أفريقيا. وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج في الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا في الغرب. تزيد مساحتها عن 1,240,000 كم² ويبلغ عدد سكانها 14,5 مليون نسمة. أغلبيتها الساحقة مسلمة 90% عاصمتها باماكو.
تتكون مالي من ثماني مناطق وحدودها الشمالية تصل إلى عمق الصحراء الكبرى، أما المنطقة الجنوبية من البلاد حيث يعيش فيها أغلبية السكان فيمر بها نهري النيجر والسنغال. ويتمحور التركيز الاقتصادي في البلاد حول الزراعة وصيد الأسماك. ويوجد في مالي بعض الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والملح.
مالي الحالية كانت ذات يوم جزءاً من ثلاث إمبراطوريات أفريقية غربية سيطرت على التجارة عبر الصحراء وهي مملكة غانا ومالي (منها سميت مالي) وصونغاي. استولت فرنسا على مالي ظلما أثناء الزحف على أفريقيا أواخر القرن التاسع عشر، وجعلتها جزءا من السودان الفرنسي. سميت بعد ذلك باسم الجمهورية السودانية وهي ليست جمهورية السودان الحالية نالت استقلالها في سنة 1959م، مكونة مع السنغال اتحاد مالي الذي ما لبث أن انحل عقده بعد عام في أعقاب انسحاب السنغال، فسمت الجمهورية السودانية نفسها باسم جمهورية مالي وذلك في عام 1960م.
المسلمون يشكلون حاليا نحو 90 % من سكان مالي التي تعتبر أكبر دولة في غرب أفريقيا. وإن لم تكن عندي معلومات عن عدد مساجد مالي، فلا شك بأن دولة بهذا الحجم والكثافة السكانية ونسبة المسلمين الساحقة يتجاوز عدد مساجدها الألف.
العلاقة بين الأغلبية المسلمة في مالي والأقلية المسيحية وغيرها من الأقليات الدينية بما في ذلك ممارسي الديانات التقليدية للشعوب الأصلية مستقرة عموماً.