51 يوماً هو عمر المعركة التي أقضّت مضجع الاحتلال الصهيوني، حين سطّر الشعب الفلسطيني في تلاحمه مع مقاومته الباسلة أروع صور البطولات والصمود، كانت معركة فاصلة وكان الصمود والثبات والإبداع يملأ يومياتها، في كل بيت فلسطيني قصة مقاومة، وفي كلّ ركن من أركان أحياء غزّة حكاية عزّة وإباء وكرامة.
هذه اليوميات وما حملته من قصصٍ وصورٍ للصمود والبطولة، كان لقلم وفكر الدكتور محمود الزّهار نصيبٌ في روايتها وصياغة حروفها، وهو الذي عاشها بقلبه وفكره ووجدانه، وهو المقاوم الذي قدّم اثنين من أبنائه شهداء على درب مقاومة المحتل الغاصب، فكانت رواية حملت اسم المعركة التي أدارتها باقتدار وإبداع كتائبُ الشهيد عزّ الدين القسّام؛ إنّها معركة "العصف المأكول"، وللرّواية من اسمها نصيب.
وفي ظلال الذكرى الأولى لمعركة العصف المأكول، نظمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزّة حفلَ إصدار هذه الرواية "العصف المأكول"، حيث حضر الحفل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والعديد من قيادات الفصائل الفلسطينية والأدباء والأكاديميون.
رواية "العصف المأكول"
سجّل الدكتور محمود الزهّار في هذه الرّواية بطولات المجاهدين والعمليات العسكرية التي نفذوها أمام خطوط العدو وخلفه خلال 51 يوماً من المعركة البطولية، التي بدأت في 8 يوليو 2014، وأطلقت عليها كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام اسم "العصف المأكول" ردّاً على تسمية جيش الاحتلال الصهيوني المعركة باسم "الجرف الصامد".
قال الدكتور الزهّار : "إنَّ رواية "العصف المأكول" هي بمثابة قصة حقيقية على طريق التحرير". وأضاف: " إن روايته نسجت بطولات ميدانية خاضها مقاتلون من كتائب القسام في الشجاعية وبيت حانون وخزاعة والزنة، وكذلك إلى المقاتلين من سرايا القدس خلال العدوان الصهيوني".
وأكّد القيادي الزهّار أنَّ "فلسطين ستحرّر، ومن سيشهد تحريرها سيذهب إلى مستوطنة سديروت بعد أن يتم تسميتها بمدينة الصلاح نسبة إلى قائد كتائب القسَّام الشهيد صلاح شحادة".
وقال الدكتور عبد الخالق العفو عميد كلية الآداب بالجامعة الإسلامية في كلمة له: "عندما تجتمع صفة القائد المثقف المتفاعل مع قضايا أمته مع رهافة الحسّ ورقة المشاكل يكون الأدب المقاوم، عندما يلتقي وعي المفكر وغضب الثائر يكون القائد محمود الزهار حاضرا بروحه وثقافته".
وأَضاف : "أنَّه اطلّع على الرّواية، فاكتشف قدرة الدكتور محمود الزهار على تطويع اللغة واستثمار خصائصها خاصة في مجال السرد الروائي. مشيراً إلى أنَّ الرواية كتبت بأسلوب سردي راقٍ عالي المستوى، دقيق الخطاب وتراكيب لغوية متقنة، ولها أبعاد وجدانية وشعورية وجمالية، وصور أدبية متناثرة في ثنايا المتن الحاكي المتماسك توثيقا وصياغة".
مع مؤلف الرّواية:
الدكتور محمود الزهار، قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ولد عام 1945 ، وعمل طبيباً في مستشفيات غزة ومحاضراً في جامعاتها.
عمل رئيساً لقسم التمريض ومحاضراً في الجامعة الإسلامية بغزة التي كان أحد أبرز مؤسسيها.
اعتقل من قبل الاحتلال الصهيوني ومن قبل السلطة الفلسطينية فيما بعد أبعد إلى مرج الزهور عام 1992م مع مجموعة من قادة حماس والجهاد؛ حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد.
في 2003 تعرّض لمحاولة اغتيال بقصف صهيوني أدّى إلى إصابته بجروح، واستشهاد نجله خالد.
في 2008 استشهد نجله حسام وهو يدافع عن منطقة الشجاعية في غزّة أثناء اجتياح الجيش الصهيوني لها.
لديه العديد من المؤلفات منها: إشكالية مجتمعنا المعاصر – (دراسة قرآنية). ورواية (على الرصيف).وكتاب المواجهة الإعلامية.