أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، التقرير الشهري لأبرز الانتهاكات التي نفذها الاحتلال في مدينة القدس لشهر آب/ أغسطس 2015م.
ووفقا للتقرير، فقد ارتقى الشهيد أنس منتصر طه (20) عاما من بلدة قطنة شمال غرب القدس، حيث استشهد برصاص قوات الاحتلال بذريعة طعنه مغتصبا داخل محطة الوقود "دور" قرب حاجز "عوفر" التابع لقوات الاحتلال المقام على الطريق رقم 443 غرب رام الله، بتاريخ 9-8-2015م.
المسجد الأقصى الشريف
وفيما يخص الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ذكر التقرير أنه تعرض لاقتحامات متتالية شارك فيها 639 مغتصبا، و137 طالبا من الجامعة العبرية، و72 من أجهزة المخابرات إضافة إلى 134 من أعضاء حكومة الاحتلال، كما ودخل المسجد الأقصى 12.481 سائحا أجنبيا.
واعتقل الاحتلال 49 مواطنا من باحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه، إضافة إلى إصدار شرطة الاحتلال قراراً بإبعاد 32 مواطنا عن المسجد الأقصى ومواطن عن البلدة القديمة.
وفي سابقة خطيرة، وغير مسبوقة، منذ احتلال القدس عام 1967م، قامت شرطة الاحتلال بفرض وقت زمني محدد لدخول المصلين وبقائهم في المسجد الأقصى لنصف ساعة فقط وإلا سيتم تحويل بطاقاتهم الشخصية إلى مركز شرطة الاحتلال في المدينة.
كما فرضت إجراءات وقيودا مشددة غير مسبوقة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، حيث منعت المصلين من الرجال والنساء من كافة الأعمار من دخول المسجد الأقصى في أوقات وفترات مختلفة، إضافة إلى منعها دخول الأطفال إلى المخيمات الصيفية التي عقدت في الأقصى، ومع حلول العام الدراسي منعت طالبات المدارس من الدخول إلى مدرسة الأشرفية التي تقع داخل المسجد، كما واعتقلت إحدى الطالبات.
كما ويسعى وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال "غلعاد أردان" إلى استصدار قرار يقضي بإخراج المرابطين بالأقصى على أنهم "تنظيم إرهابي إسلامي".
الاعتداء على المقدسات
ويوثق التقرير اعتداءات الاحتلال على عدد من المقدسات، حيث يشير إلى أنه في نهاية شهر آب/ أغسطس عقدت بلدية القدس في حكومة الاحتلال بالتعاقد مع 120 شركة "إسرائيلية" تبيع الخمور، لإقامة مهرجان الخمور الحادي عشر على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية غربي مدينة القدس المحتلة.
كما حولت سلطات الاحتلال مسجدين في قلعة النبي داود بالقدس المحتلة إلى كنيس للصلاة لهم فيه، والآخر مزارا سياحيا ضمن سياسة التهويد والاستيطان في البلدة القديمة.
وأصدرت بلدية الاحتلال قراراً بهدم مسجد "القعقاع" في حي عين اللوزة بسلوان في القدس المحتلة بحجة البناء غير المرخص وعدم الالتزام بدفع المخالفات المفروضة على بناء المسجد.
الاعتقالات
وفيما يخص الاعتقالات، فسجل التقرير اعتقال قوات الاحتلال 150 مواطنا مقدسيا، 51 اعتقال من المنازل و 99 ميدانيا"، 69 شابا، 13 سيدة، 59 طفلا قاصرا دون سن الـ18، و5 فتيات دون سن الـ18، و4 أطفال دون سن 12 أصغرهم الطفل محمد نادر أبو رميلة 8 سنوات.
تهويد القدس والاستيطان
وفي سياق الاستيطان، أظهر التقرير قيام سلطات الاحتلال بوضع مخطط استيطاني كبير في حي المغاربة، الذي يطلق عليه الاحتلال اسم "الحي اليهودي"، في البلدة القديمة بقيمة ستصل الى 150 مليون شيقل، وذلك من أجل تنظيم الوضع القانوني لهذه العقارات التي لم يحسم أمرها منذ عام 67، ويتضمن المخطط بناء فندق وموقف للسيارات تحت الأرض، وبناء برج لمصعدين كهربائيين كبيرين يوصلان إلى ساحة حائط البراق والحي اليهودي ومقاهي ومراكز تجارية وسياحية.
واستولت ما تسمى "سلطة الطبيعة الإسرائيلية"، على قطعة أرض ملاصقة لمقبرة باب الرحمة ولسور المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، ومصادرة أرض عائلتي "الحسيني والأنصاري" والتي تصل مساحتها الى أكثر من 7 دونمات، ووضع أسلاك شائكة حولها.
إلى جانب ذلك، أقر الاحتلال مشروعا جديدا في ساحة البراق يقضي ببناء "قلعة" ضخمة مقابل حائط البراق، سيتم تنفيذه من خلال ما يسمى "بصندوق ميراث حائط المبكى"، الحديث يدور عن بناء ضخم تصل مساحته الى 1505 أمتار مربعة، وسيتألف المبنى من طابقين يصل ارتفاع كل واحد منها الى 4.70 م، ويشمل غرف تدريس وغرفا خاصة لعرض تاريخ حائط البراق أمام الزوار.
وأشار التقرير إلى أنه تم الكشف عن قيام جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية بتقديم مخطط هندسي "للجنة المحلية للتخطيط والبناء" بهدف إصدار تراخيص لإقامة بناية استيطانية جديدة في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في مدينة القدس بالقرب من البؤرة الاستيطانية "بيت يونتان" التي بنيت عام 2004م.
إلى ذلك قررت بلدية الاحتلال في القدس إقامة "حديقة مؤقتة" لمدة خمسة أعوام، على مساحة حوالي 1300 دونم على سفح جبل المشارف في "القدس الشرقية" بين بلدتي الطور والعيسوية، حيث توجد في هذه المنطقة أراض فلسطينية خاصة، وجزء منها تابع للجامعة العبرية وآخر تابع لمستشفى أوغستا فكتوريا.
يأتي ذلك، إضافة إلى استمرار حكومة الاحتلال في بناء المئات من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، حيث تم البدء ببناء مشروع سكني في "حي رمات" في مغتصبة "جبعات زئيف" يتضمن إقامة 370 وحدة سكنية كان قد تم الإعلان عنها سابقا، بالإضافة إلى استمرار البناء في كل من مغتصبات "بسغات زئيف، موديعين هار حوماة، النبي يعقوب، اريئيل".
الهدم
وفي خطوة موازية، تمضي حكومة الاحتلال قدما بتنفيذ مخطط الاحتلال المعروف بـE1 حيث قامت قوات الاحتلال بعملية تهجير قصري لعدد من المنشآت تعود لبدو الجهالين، في 4 تجمعات تعود لـ 20 عائلة، وهي الخان الأحمر أبو فلاح، وادي سنسيل، بير مسكوب وبدو الزعيم، شرقي القدس.
كما هدمت جرافات الاحتلال بناية تجارية مكون من 3 طوابق مساحتها الإجمالية 220 متراً مربعاً تعود ملكيتها للمواطن مازن أبو دياب في المنطقة الصناعية "عطروت" شمال مدينة القدس.
وهدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلين سكنيين في قرية جبل المكبر جنوب مدينة القدس تعود ملكيتهما للشقيقين محمد وخالد العباسي بحجة "البناء بدون ترخيص" وتتلاعب بلدية الاحتلال بالإجراءات للسعي في عملية الهدم للمنزلين، حيث تبلغ مساحة الشقة الأولى 140 متراً مربعاً والثانية 120 متراً مربعاً.
وهدمت جرافات بلدية الاحتلال بناية سكنية قيد الإنشاء في حي واد الجوز بمدينة القدس بحجة البناء دون ترخيص تعود ملكيتها لعائلتي طوطح والتوتينجي مكونة من 3 طوابق (6 شقق سكنية)، مساحة كل طابق 180 متر مربع، حيث فرضت عليهم محكمة الاحتلال غرامة مالية قدرها 550 ألف شيكل، لتأجيل أمر الهدم وبعد رفضهم الهدم أصدرت المحكمة قرارا يقضي بهدم البناية دون تحديد الموعد، حيث تمت العملية والاقتحام في الساعة الرابعة فجراً.
كما هدمت جرافات الاحتلال 6 منشآت تجارية تقع على المدخل الرئيسي لبلدة العيزرية والمُقابلة لمدخل مغتصبة "معاليه أدوميم".
وافتتح مغتصبون بابا إضافيا لكنيس في شارع الواد بالقدس القديمة داخل حوش عائلة "عوض"، حيث هدمت سلطات الاحتلال جدارا من الطوب تمهيداً للشروع بفتح باب إضافي للكنيس كانوا قد عملوه وجهزوه في وقت سابق، ووضعوا الباب الحديدي قبل الهدم من الجهة الخارجية، وادعوا أنه "باب للطوارئ " فقط.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- المركز الفلسطيني للإعلام