“انتفاضة القدس” والتضامن معها في عالم الإنترنت

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » “انتفاضة القدس” والتضامن معها في عالم الإنترنت
A collection of social media logos on computer keys

مما يؤجج الأوضاع على الأراضي الفلسطينية اليوم هو تجاوز الخبر لوكالات الأنباء، ووصوله بشكل سريع للمتلقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح تفاعل الأفراد بإعادة النشر وإبداء الرأي، هذه الحالة من الثورة الالكترونية بالتأكيد هي ليست من صالح الاحتلال، وفي حال استخدامها بشكل خاطئ تصبح في غير صالح المقاومة على الأرض.

إلا أن التضامن حول العالم تحت عدد من الوسوم كـ #انتفاضة_القدس و #لن_يقسم و#انتفاضة_السكاكين و#إعدام_طفل_فلسطيني، يمنح الانتفاضة إعلاماً لا يهدأ؛ فعلى مدار الساعة هناك تناقل للخبر، في صورة تلاحم إلكتروني يغلب عليه تأييد الانتفاضة والوقوف كدرع يحمي المبادئ، وهو أقل الواجب الذي يمكن أن يقوم به المتابع العربي.

الاحتلال يدرك الخطورة

لقد أطلقت المخابرات الصهيونية يوم الجمعة الماضي أكثر من 5000 حساب على موقع فيسبوك من أجل مراقبة المستخدمين ورصد حالة التفاعل الإلكتروني مع الأحداث، بالإضافة لتعقب ما إذا كان هناك تلميحات تتحدث عن عمليات استشهادية مرتقبة.

التفاعل الإلكتروني .. بين السلبية والايجابية

"تامر الشريف: كل فلسطيني أصبح مراسلاً ومصوراً صحفياً وناطقاً إعلامياً وشاهد عيان، ينقل الحدث ويوثقه بالصوت والصورة في وقته وبسرعة فائقة"
"الشريف: كل فلسطيني أصبح مراسلاً ومصوراً صحفياً وناطقاً إعلامياً وشاهد عيان، ينقل الحدث ويوثقه بالصوت والصورة في وقته وبسرعة فائقة"

الإعلامي الفلسطيني تامر الشريف أشار في حديث خاص "لبصائر" بأن وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الجديدة التي يستخدمها الفلسطينيون في معركتهم المتواصلة مع الاحتلال، وهي منصات مهمة تتجاوز معيقات كثيرة كانت تحول بينهم وبين نقل الأحداث والتفاعل معها.

وأكد الشريف بأن هذه الوسائل أتاحت لكافة الشرائح والمستويات التفاعل بقوة مع الانتفاضة مع بداية انطلاقها، فكل فلسطيني أصبح مراسلاً ومصوراً صحفياً وناطقاً إعلامياً وشاهد عيان ينقل الحدث ويوثقه بالصوت والصورة في وقته وبسرعة فائقة.

وحول الإيجابيات التي يضفيها التفاعل الالكتروني في دعم الانتفاضة أشار الشريف إلى أن من أهمها السرعة في نقل الأخبار والفعاليات والأنشطة بشكل سريع، إلى جانب توثيقها لجرائم الاحتلال واعتداءاته وتوفيرها بالصوت والصورة ومقاطع الفيديو، كما تساهم هذه الحالة التفاعلية بالحشد والدعوة للمشاركة ضمن الفعاليات والأنشطة والحراكات الطلابية والشعبية، إلى جانب رفع معنويات الجمهور والتحريض على الاحتلال، وتحفيز الخارج ودفعه لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب والقضية.

"الشريف: من أبرز المشكلات التي تخلقها الهبات الإلكترونية هي التعجل في نقل الأخبار غير المؤكدة، إلى جانب الوقوع في محاذير اجتماعية وأمنية خطيرة تقدم للاحتلال معلومات مجانية"

ويستطرد الشريف قائلاً بأن الحملات الإلكترونية الداعمة للانتفاضة تحفز الروح الوطنية والمقاومة والتصدي للاحتلال بكافة الوسائل، كما تقاوم المثبطين وتحارب أفكار التطبيع والخضوع للاحتلال وجرائمه تحت مزاعم عدم التكافؤ، وتفتح آفاقاً من الحوار البناء القائم على احترام الآخرين واستيعاب الجميع تحت قاعدة العمل الوطني المناصر للقضية، كما تركز على أهمية ومركزية القضية الفلسطينية وثوابتها.

أما عن السلبيات فيوضح الإعلامي الشريف بأن من أبرز المشكلات التي تخلقها الهبات الإلكترونية هي التعجل في نقل الأخبار غير المؤكدة، إلى جانب الوقوع في محاذير اجتماعية وأمنية خطيرة في تناول أخبار وأنشطة خاصة لا ينبغي نقلها وهذا يقدم للاحتلال معلومات مجانية، كما أن هناك حالة من عدم احترام خصوصيات بعض الأفراد والجهات بنقل صور ومقاطع دون علمهم قد تسبب لهم حرجا.

ومن السلبيات التي أشار لها الشريف تضخيم بعض الأحداث ونقل المعلومات الخاطئة، وذكر أسماء الشهداء بشكل مفاجئ الأمر الذي يؤدي لصدمة الأهالي، كما أن رصد أماكن تجمع الفعاليات أحياناً يشكل خطراً على المتجمهرين وأخيراً الانسياق وراء المثبطين ودعاة الفرقة تحت مزاعم الحوار.

الحملات الداعمة للانتفاضة .. نضال إلكتروني

حالة النضال الالكتروني hacktivisim تعتمد على مدى وصول المواد التفاعلية المنشورة للأفراد، ومقدار النشر هو الذي يحدد نجاح الحملات التي يجب أن تكون في نطاق من الضوابط كالمصداقية والتأكد من صحة ما نقوم بمشاركته ونشره.

"محمد خريشة: الاتفاق على هاشتاق محدد واعتماده عند نشر أي صورة أو منشور أو فيديو يتعلق بالانتفاضة، يعتبر نقطة مرجعية لتجمع المنشورات؛ حيث يمكن من خلاله رصد حجم التفاعل في قضية محددة"
"خريشة: الاتفاق على هاشتاق محدد واعتماده عند نشر أي صورة أو منشور أو فيديو يتعلق بالانتفاضة، يعد نقطة مرجعية لتجمع المنشورات؛ حيث يمكن من رصد حجم التفاعل في قضية محددة"

م. محمد خريشة وهو مطور شبكات وخبير في الشؤون التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي، أشار في حديثه الخاص "لبصائر" بأن الاتفاق على هاشتاق محدد واعتماده عند نشر أي صورة أو منشور أو فيديو يتعلق بالانتفاضة، يعتبر نقطة مرجعية لتجمع المنشورات؛ حيث يمكن من خلاله رصد حجم التفاعل في قضية محددة.

كما أشار إلى أن استخدام هاشتاقات عالمية يعزز من وصول الرسائل بشكل أوسع ووضع أشخاص لا يعلمون ما الذي يجري في الأراضي الفلسطينية بصورة الأوضاع، بالإضافة للنشر على هاشتاقات يستخدمها الصهاينة في هذه الفترة من أجل إيصال الفكرة لهم بأننا متفاعلين مع القضية ونقف في صف المقاومة ضدهم، ومن المهم أيضاً إشراك صفحات حقوق الإنسان لإطلاعها على الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

وأوضح الخريشة بأن استخدام الهاشتاقات بلغات عدة لخلق بؤرة التقاء مع ناشطين ومتضامنين من دول أخرى سيوسع حجم الدعم للانتفاضة، كما أن من المهم أن لا نغفل جعل منشوراتنا تظهر للجميع وأن لا تكون للأصدقاء أو منشورات خاصة لأن هذا سيمنع انتشارها وتفاعل العام معها.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفية في موقع "بصائر" الإلكتروني، وصحيفة "السبيل" اليومية الأردنية في قسم الشؤون المحلية والتحقيقات. وكاتبة في مجلة "الفرقان" التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم / الأردن؛ في الشؤون الأسرية والتربوية. وتكتب بشكل متقطع في العديد من المجلات العربية منها؛ البيان؛ الفرقان الكويتي؛ وأجيال السعودية إلى جانب العديد من المواقع الإلكترونية.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …