إن أكثر ما يقلق المسلم اليوم هو ما يراه من اضطهاد وقمع للفلسطينيين وهو جالس يتابع من خلال شاشة هاتفه أو جهاز تلفازه، ولا يزال المسلم الذي يحمل همَّ أمته يشعر بالتقصير والعجز تجاه ما يحدث في فلسطين والقدس، ويتقلب طوال ليله على فراشه وهو يتمنى أن يكون مع المرابطين أو مجاهداً بسكينه يفرغ طعناته في قطعان المستوطنين أو جنود الاحتلال الغاصبين، ثم ما يلبث أن يعود لوعيه وعقله ليكتشف أنها لا تزال أمنية في خاطره دون القدرة على تحقيق شيء من ذلك كله.
وفي الحقيقة إن دور المسلم لا ينتهي هنا بالعجز أمام تحقيق الأمنيات أو الاكتفاء بمتابعة آخر الأخبار، ولا في الحسرة على ما يحصل هناك وعجزه هاهنا، بل هناك كثير من الأمور على المسلم أن يعمل بها كجزء من منظومة تحرير فلسطين عبر الأجيال، خاصة أن الأنظمة لا تزال تتمترس حول حدود الكيان الصهيوني لحمايته، فلا هم يجاهدون ولا يسمحون لمن أراد الجهاد بالوصول ولو أدى ذلك لقتله أو ربما لإغراق الأنفاق التي من الممكن أن تفيد المجاهدين.
"دور المسلم لا ينتهي هنا بالعجز أمام تحقيق الأمنيات أو الاكتفاء بمتابعة آخر الأخبار، ولا في الحسرة على ما يحصل هناك وعجزه هاهنا"
وهنا نذكر عشرة أمور على كل مسلم أن يقوم بها استعداداً منه لمعركة التحرير، على أننا لا نعتبرها بحال من الأحوال بديلا للجهاد في فلسطين:
1. إن أكثر ما يغيظ اليهود وأكثر ما يسعون لتحطيمه هو النفس وصلاحها، فلذلك إصلاح نفسك وأهلك هو ما يغيظهم، ولطالما قام اليهود بوسائلهم الخبيثة من إعلام ونساء وغيرها لإفساد النفوس المسلمة، فصلاح النفوس هو استعداد حقيقي للجهاد وحضور لواجبها الشرعي في عمارة الأرض والاستخلاف فيها، وإفسادها وتسفيه اهتماماتها مما يفرح عدونا ويفسد صفنا، فالحرص كل الحرص على إصلاح نفسك وتربيتها وهذا جزء من منظومة التحرير المرتقبة تحت قوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} [محمد:7].
2. لا بد من أن يكون المسلم حريصاً على نشر الوعي في بيئته في أهله وفي عمله عن القضية الفلسطينية عموماً وعن متابعة آخر الأحداث خصوصاً وتنبيه الناس لخطورة الأوضاع خاصة تجاه القدس والأقصى ونية اليهود تقسيمه مكانياً وزمانياً، وشدة خطورة العملاء وأصحاب الخيانة على القضية، فوعي الناس جزء من الحشد الفكري لدى الناس والمجتمع وهكذا لا تكون أنت كمن غرد خارج السرب.
3. أن يعيش المسلم في حياته الأحداث اليومية المتعلقة بالقضية الفلسطينية خاصة في الأوقات العصيبة وفي حالة الحروب كما حدث في غزة وما يحدث في القدس، فلا يليق بالمسلم أن تقتل أخوات له هناك وهو لا يزال يتابع مسلسلاً أو مباراة أو غيرها من سفاسف الأمور في شدة الأحداث، فالهمّ دليله الاهتمام، وأصله في معالي الأمور لا في صغائرها.
"من الواجب تنشئة الأجيال القادمة على حب فلسطين والقدس وتوعيتهم بأن فلسطين من النهر إلى البحر، وأن المحتل غاصب لأرضنا وهو عدونا وواجب علينا مقاتلته"
4. من الواجب تنشئة الأجيال الصغيرة والقادمة على حب فلسطين والقدس وتوعيتهم بأن فلسطين من النهر إلى البحر، وأن المحتل غاصب لأرضنا وهو عدونا وواجب علينا مقاتلته حتى يخرج من أرضنا، ومما يحسن معهم استخدام الوسائل ذات الأثر كحصالة لجمع التبرعات من مصروفهم الشخصي للقدس وتعليق اللوحات على جدران غرفهم والتي لها علاقة بالقدس وفلسطين.
5. على المسلم أن يشارك بالفعاليات المحيطة به في بلده والتي تدعوا إلى نصرة الأقصى وفلسطين، وأن لا يقلل من شأنها، فقد أكّد المجاهدون والمرابطون بأن وقوف المسلمين معهم حول العالم مما يزيد في ثباتهم وإصرارهم على الصمود.
6. التوجه إلى الله عز وجل بعد كل صلاة فرادى وجماعات بالدعاء الخاص لفلسطين وللأقصى والقدس وللقضية عموماً وأن لا يكون دعاء عابراً تردده الألسن دون القلوب، فمهما طال وقت الدعاء فستأتي الإجابة من الله لا محالة.
7. إن من أكثر ما يعين المجاهدين والمرابطين هو المال، فالذي يستطيع أن يوصل المال إلى الإخوة المرابطين لدعم صمودهم، والإنفاق على جهادهم فعليه القيام بذلك.
8. من المهم تجفيف موارد العدو قدر المستطاع، وكثير من علمائنا الأفذاذ أفتوا بوجوب مقاطعة بضائع العدو الصهيوني وحرمة شرائها فهي تعتبر دعما للكيان الغاصب، كما وحرموا زيارة بيت المقدس من خلال العدو لمن هم خارج فلسطين، وأكدت الكثير من التقارير الإخبارية عن الخسائر التي لحقت بالقطاع السياحي وأثره على الاقتصاد الصهيوني، فبحسب الجزيرة نت: "تراجع عدد السياح الوافدين إلى الكيان الصهيوني في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 16% مقارنة بالعام الماضي. ويعزى تراجع السياح إلى تداعيات العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي وانخفاض عدد السياح من روسيا وغرب أوروبا.
وقد كان القطاع السياحي في الكيان الصهيوني أكثر القطاعات تضررا من العدوان الأخير على القطاع، إذ يعزف السياح عن القدوم إلى مناطق تشهد اضطرابات.
وحسب إحصائيات معهد الصادرات الصهيوني فإن عائدات السياح هوت في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 15% لتناهز 1.2 مليار دولار، وهي أقل حصيلة منذ خمسة أعوام".
"من الضروري ونحن في عصر الإعلام من دعم الإعلام المقاوم ومتابعته من خلال شاشات التلفاز أو من خلال مواقع الشبكة العنكبوتية أو التفاعل من خلال نشر كل ما يتعلق بالمقاومة"
9. من الضروري جداً ونحن في عصر الإعلام من دعم الإعلام المقاوم ومتابعته من خلال شاشات التلفاز أو من خلال مواقع الشبكة العنكبوتية أو التفاعل من خلال نشر كل ما يتعلق بالمقاومة أو التفاعل من خلال الهاشتاغ عبر مواقع التواصل والتي من شأنها إبراز قضايا الأمة للمجتمع الدولي، ولنعلم أن أي جهة إعلامية تقوم بمتابعة أعداد المتابعين لها من خلال شركات مختصة بهذه الإحصائيات فتراجع الإعلام العميل وتقدم الإعلام المقاوم أو من يدعمه لا شك كفيل بالتأثير على هذه القنوات وهزها وتعزيز الإعلام المقاوم ودعمه ولو ظاهرياً.
10. محاولة تشكيل رأي عام من خلال نشر القضية في كل مكان كرسم اللوحات الجدارية في الشوارع عن القضية الفلسطينية وكتابة العبارات وتوزيع الملصقات والنشرات مع ملاحظة عدم الإيذاء أو التخريب، ومحاولة إقناع خطباء المساجد ووعاظها لتناول القضية في خطاباتهم وخطبهم لتصبح شغل الناس الشاغل فتبقى عواطف الناس متأججة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما يدور من أحداث هناك وهذا كله من شأنه تحريك الناس متى حانت ساعة التحرك.