"إنَّ العيش في الظلال الوارفة لأحاديث النَّبي صلى الله عليه وسلم كفيل بأن يجعل القدس حاضرة في القلوب والعقول، والمواقف والبرامج، وأن يجعلها عاصمة دائمة لكل ما هو جميل ومقدس ومبارك.. نغرسها في قلوب أبناء شعبنا وأمتنا، ونعلمها للأجيال من بعدنا، لتكون نبراساً ونوراً وبركة، وملهماً وحافزاً لمزيد من الجهاد والمقاومة، والعمل الجاد الدؤوب الساعي لتحرير الأرض واستعادة القدس وتطهير المقدسات بإذن الله".
"يُسهم إسهاماً طيّباً في إنارة الطريق للسَّالكين درب المجد والعزّة لتحرير بيت المقدس وأكنافه المباركة .. إنَّ هذا الكتاب يشعرك وأنت تتصفحه بأنّك أمام لوحة جميلة مطرّزة بباقة رائعة ومؤثرة من الأحاديث النبوية الشريفة، تنتظم بطريقة سلسلة ومترابطة، فتجد نفسك أمام عمل فريد متميّز".
بهذه الكلمات قدّم الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كتاب " هدي النبيّ صلى الله عليه وسلّم في غرس حب الأقصى". لمؤلفه مخلص برزق.
ونحن نعيش أيام انتفاضة القدس التي انطلقت في الفاتح من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، ومع البطولات التي يبذلها الشباب الفلسطيني في هذه الانتفاضة، يبرز جلياً حبّ الأقصى المبارك في روح وعقل هؤلاء الشباب الذين يذودون كل يوم عن حِماه بأرواحهم.
حبّ الأقصى المبارك والدفاع عنه جزءٌ من عقيدة المسلمين؛ يقول مؤلف الكتاب: " ذلك الحبّ الذي كان صمّام الأمان، الذي لأجله يفدى المسجد الأقصى المبارك بالغالي والنفيس، وتبذل الأنفس والأرواح رخيصة على عتباته، ليبقى طاهراً نقياً من كل رجس، وليبقى على مدى الزمان ملكاً لا ينازع لأمّة الإسراء لا لقتلة الأنبياء".
مع الكتاب:
تضمّن كتاب (هدي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في غرس حبّ الأقصى) ثمانية فصول:
الفصل الأول: جاء فيه وقفة مع سورة الإسراء، وترجمته صلّى الله عليه وسلم لما جاء في القرآن الكريم، وختم فيه الكاتب بإضاءة تحمل أنَّ قراءة القرآن الكريم بشكل دائم من هدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذلك ضمانة لدوام تذكر المسجد الأقصى المبارك وترسيخ مكانته في النفوس.
أمَّا الفصل الثاني: فتحدّث عن ربط النبيّ عليه الصلاة والسلام للمسجد الأقصى المبارك بالبيت الحرام والمسجد النبوي. ويكمن هذا الربط النبوي من خلال ترغيبه في شدّ الرّحال إليها، وتعزيز مكانة المسجد الأقصى المبارك قبلة للمسلمين، والنهي عن استقباله ببول أو غائط.
وخصّ الفصل الثالث بالحديث عن دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلّم للمسجد الأقصى بالبركة ولأهل بيت المقدس بالهداية، وبمغفرة الذنوب للمصلّي في المسجد الأقصى المبارك.
وفي الفصل الرّابع تناول ثناء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أرض المسجد الأقصى المبارك وشجره وسمائه، وذلك من خلال العناوين التالية:
• تشبيهه صلى الله عليه وسلّم لأشجاره بأشجار الجنة.
• حفظه بالملائكة.
وتناول في الفصل الخامس ترغيب النبيّ عليه الصلاة والسلام بالتوجّه نحو بيت المقدس وسكناه والجهاد على أرضه.
وفي الفصلين السَّادس والسابع تحدّث على ربطه صلّى الله عليه وسلّم بيت المقدس بنفسه الشريفة، وبالأنبياء الكرام.
أمّا في الفصل الثامن والأخير، فخصّه لبيان صلّى الله عليه وسلّم لصفات الطائفة المنصورة ببيت المقدس.
ويختم الفصل الأخير بإضاءة تحمل بشارة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم لكل من تعلّق قلبه بالشهادة في سبيل الله أنَّ أرض بيت المقدس توفر له فرصة الاصطفاء الإلهي بنيل الشهادة في سبيله، وهو ما يحبّبها إلى قلوب عشاق الشهادة.
مع المؤلف:
• مخلص يحيى محمد برزق.
• فلسطيني من مواليد الكويت 1961م.
• باحث في مركز دراسات العالم الإسلامي في صنعاء.
• عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
• مدير وحدة الدراسات في هيئة علماء فلسطين في الخارج بتركيا.