الاحترام من أهم الفضائل التي تطيب لها النفس وهو الدعامة التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية كافة وعلاقة الآباء بالأبناء بالخصوص وإذا ما تداعت تلك الدعامة تصبح العلاقة بينهما أشبه بالصراع الدائم. إنّ اختفاء الاحترام يزيد من تعقيدات العلاقة بين الطرفين التي تبدأ بالتطور إلى مستويات مختلفة كلما كبر الأبناء ويتجلى عدم احترام الطفل للأبوين عندما يبدأ بمجادلتهما والتحدث بفظاظة وعصيان أوامرهما، أو تجاهل تعليماتهما، ويعتبر ذلك مؤشرا خطيرا للقيم التربوية التي يتلقاها الطفل وقبل أن نلوم الطفل يجب أن نعرف الأسباب ومن المتسبب في ذلك.
"اختفاء احترام الطفل للأبوين يزيد من تعقيدات العلاقة بين الطرفين التي تبدأ بالتطور إلى مستويات مختلفة كلما كبر الأبناء"
إن لفقدان الاحترام أسبابه بالتأكيد، ولكي نعيد الأمور إلى نصابها لابد أن نعرف كيف اختفى هذا السلوك الأصيل من الحياة الأسرية؟ هذه الخطوات ستكشف لك كيف يمكن أن تخسر احترام طفلك:
- لا تفي بوعودك: يقدم الآباء عشرات الوعود لأبنائهم: سنخرج سوياً في عطلة نهاية الأسبوع، سأحضر لأشاهد مباراتك القادمة في التنس، سأشتري لك دراجة في عيد ميلادك أو عندما تحصل على علامات ممتازة في الامتحان.. وما إلى ذلك من الوعود التي ينتظر الطفل بفارغ الصبر أن تحققها له ولكن عندما تبقى مجرد كلام يخيب ظن الطفل ويفقد ثقته بك ويصبح كل ما تقوله له كذباً، وعندها لا يمكن أن تنتظر أن تكسب احترامه!
- كن متناقضا: يقول توماس جيفرسون "لا يمكن لأحد أن ينال الاحترام عن طريق فعل ما هو خاطئ"، من غير المتوقع أن ننال احترام الطفل إذا كان ما نقوله يتناقض مع ما نفعله، لا تخبر طفلك أن السجائر ضارة بالصحة وأنه لا يجب أن يجرّبها إذا كنت تدخّن وتدمن السجائر كل يوم، ولا تتحدث أمامه عن أن الكذب فعل مشين وحرام إذا كنت تكذب أمامه عشرات المرات، لا تتوقع أن تنال احترامه أبدا إذا كنت تنهى عن شيء وتأتي بمثله!
"من غير المتوقع أن ننال احترام الطفل إذا كان ما نقوله يتناقض مع ما نفعله"
- كن دكتاتوراً: حاول أن تخسر احترام طفلك بالسيطرة المفرطة على حياته كليّا وقراراته والتضييق عليه وسوء التعامل معه، فجّر غضبك في وجهه دائما وحاوره بكلمات قاسية واستخدم التهديد وحتى الضرب واللغة البذيئة، قم بتعنيفه وإحراجه أمام أصدقائه.. كن أبًا سيئاً وقاسياً واخسر احترامه بكل بساطة..!
- لا تحترم خصوصيته: ادخل غرفته دون أن تستأذن منه، تجسس على رسائله الإلكترونية وحساباته في مواقع التوصل الاجتماعي، تدخّل في ذوقه في الأشياء واجلس معه إذا دعا أصدقاءه إلى المنزل، ابحث بين أشيائه الخاصة وتطفّل على خصوصيته وبذلك تكون قد خسرت احترامه بدون جهد!
"حتى تخسر احترام ابنك، لا تقم بتوجيهه ليسلك السلوك السليم، ولا تعلمه الآداب العامة، ولا قواعد احترام الآخرين وحسن التعامل معهم"
- لا تعلمه احترام الآخرين: لا تعامل الآخرين باحترام، غض الطرف عن تصرفه السيء أمام الآخرين ولا تؤنبه أو تعاقبه، دعه يتعامل مع الآخرين بقلة تهذيب ولا تقم بتوجيهه ليسلك السلوك السليم، لا تعلمه الآداب العامة، ولا قواعد احترام الآخرين وحسن التعامل معهم، وستخسر بالتأكيد احترامه بكل سهولة!
- لا تتأكد من الأشخاص الذين يُصادقهم: لا تحاول أن تتأكد إذا ما كان يقوم بمصاحبة أصدقاء صالحين وخيّرين ومهذبين حتى وإن كان يختار أصدقاء السوء الذين يؤثرون سلبًا على سلوكياته وأخلاقه، لا تهتم إذا كان يرى ويقلد تصرفاتهم المشينة مثل عدم احترامهم لآبائهم وللآخرين وستفقد احترام طفلك بالتأكيد!