مع استمرار انتفاضة القدس ودخولها شهرَها الثالث، وإبداع شبابها في عملياتهم البطولية بين دهس وطعن وقنص، وارتفاع خسائر الاحتلال الصهيوني البشرية والاقتصادية وحتى النفسية والسياسية، ترتفع الأًصوات العنصرية الصهيونية بدعوات قتل الفلسطينيين وطرد من تبقّى منهم أحياء من منازلهم وقراهم.
وتستند هذه الدعوات العنصرية إلى فتاوى حاخامات يهود متطرّفين التي تزعم أنَّ قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وطردهم يعدّ "أمراً أخلاقياً"، يستند إلى تعاليم بعض الحاخامات المتطرّفين.
وتتزامن هذه الدَّعوات التصعيدية والتحريضية مع مرور 25 عاماً على مقتل الحاخام المتطرّف اليهودي الأمريكي "مائير كاهانا"، مؤسّس حركة "كاخ" الصهيونية المتطرّفة، الذي تمتلئ فتاواه وتصريحاته بالحقد والشتائم لكلّ من هو عربي ومسلم والتحريض على قتلهم.
وتشير الموسوعة الحرّة "وكيبيديا" إلى أنَّ اسمه الأصلي "مارتن ديفد" وولد في نيويورك، ودرس في معاهدها الدينية اليهودية، وعيّن حاخاماً للجالية اليهودية فيها. انضم إلى حركات "بيتار" و"بني عكيفا"، ثمَّ أسَّس "لجنة حماية اليهودية" عام 1968 في الولايات المتحدة، التي جعلت هدفها السعي لمواجهة الدعوات اللاسامية من جهة ومساعدة اليهود من جهة أخرى في مواجهة أيّ هجوم يتعرّضون له.
اغتيل "مائير كاهانا" عام 1990 في نيويورك على يد المواطن الأمريكي من الأصول المصرية سيد نصير، أثناء مشاركته في إحدى الندوات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة.
تأسّست حركة "كاخ" الإرهابية عام 1972م، وتعدّ من أشهر الجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى المبارك. ومن أتباعها المتطرف جودمان الذي نفذ هجوم على الأقصى يوم 11 أبريل (نيسان) 1982. ومن نشطائها السفّاح العنصري باروخ جولد شتاين الذي ارتطبت مجزرة الحرم الابراهيمي بينما كان المواطنون ساجدين يؤدون صلاة الفجر وأطلق النار عليهم واستشهد منهم 29 مصلياً وجرح 150 آخرين. وحركة "كاخ" مصنّفة كمنظمة إرهابية منذ العام 1994م.
وقد لقيت نشاطات المتطرّفين الصهاينة التحريضية لقتل الفلسطينيين مع استمرار انتفاضة القدس ترويجاً كبيراً من قبل الإعلام الصهيوني، فحسب القناة الثانية الصهيونية، فإنَّ جميع المستوطنين باتوا يدركون أنَّ "كاهانا" مؤسّس حركة "كاخ" الإرهابية كان "محقاً في الأيديولوجيا التي اتبعها ونادى بها والمتمثلة في تهجير الفلسطينيين وإقامة دولة يهودية في فلسطين". وأنَّ انتفاضة القدس تزيدهم تعلّقاً بفتاوى "كاهانا" وخاصة مقولته العنصرية الإجرامية الشهيرة: "كلفوني وزيراً للدفاع وسأنهي أمر العرب في يومين".!!
وقد أجرت هذه القناة الصهيونية مقابلات من مستوطنين أبدى جميعهم تصميماً على تطبيق فتاوى الإرهابي "كاهانا" في قتل العرب والفلسطينيين وطردهم من ديارهم.
وتشير بعض التقارير الإعلامية الصهيونية أنَّ حفيد الإرهابي "كاهانا" يسير على الدرب نفسه الذي سلكه جدّه، الحفيد اسمه "مائير"، الذي يقود خطة "تمرد"، التي كشفها الشاباك الصهيوني، ومن أهداف هذه الخطة إشعال الشرق الأوسط، والتسبب بفوضى وتقريب "الخلافة اليهودية".